رئيس معهد البترول الأميركي يدعو ترمب للإبقاء على «نافتا»

قال إن الاتفاقية في صالح صناعة النفط بالولايات المتحدة

TT

رئيس معهد البترول الأميركي يدعو ترمب للإبقاء على «نافتا»

دعا جاك جيرارد رئيس معهد البترول الأميركي، إدارة الرئيس ترمب للإبقاء على اتفاقية التجارة الحرة مع كندا والمكسيك من دون تعديل بحجة أن هذه الاتفاقية عادت بالفائدة على صناعة النفط الأميركية.
ومع اقتراب موعد الجولة المقبلة لإعادة التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) التي من المقرر أن تفتتح لاحقا هذا الشهر في مونتريال، قال جيرارد إن تغيير البنود المتعلقة بالطاقة سيكون أمرا خاطئا.
وصرح جيرارد للصحافيين «من وجهة النظر المتعلقة بالأفضلية، فإن الجزء المتعلق بالطاقة في نافتا ليس سيئا».
وكان الرئيس دونالد ترمب قد طالب بإعادة التفاوض على اتفاقية نافتا من أجل الحصول على شروط أفضل للمصالح الأميركية والمستهلك الأميركي.
لكن الكثير من الشركات الأميركية تقول إنها كانت مفيدة للصناعة الأميركية وللمستهلكين على حد سواء، وأكد جيرارد أنها كانت عاملا حاسما في نجاح صناعة النفط أيضا.
وقال: «خوفنا الكبير أنه إذا لم يمكن بوسعهم التوصل إلى اتفاق على بعض الأجزاء الأخرى، نحن نعتقد أنه يجب أن يبقوا على هيكل نافتا الحالي فيما يتعلق بالطاقة مقابل الانسحاب من النافتا».
ووصف ترمب اتفاقية نافتا بأنها «كارثة» وأسوأ ما وقعته الولايات المتحدة في تاريخها، وهو يحمّل هذه الاتفاقية مسؤولية عجز في الميزان التجاري مع المكسيك يبلغ 64 مليار دولار إضافة إلى خسارة عدد لا يحصى من الوظائف. لكن جيرارد قال إن الاتفاقية «مثال رائع لما يمكن أن يحدث مع حدود مفتوحة».
وبحسب الأرقام الحكومية فإن صادرات الولايات المتحدة من النفط والمنتجات النفطية إلى المكسيك ارتفعت في ظل الاتفاقية إلى 880 ألف برميل يوميا عام 2016 بعدما كانت 124 ألف برميل يوميا قبل دخول الاتفاقية حيز التنفيذ.
وعقد المفاوضون حتى الآن خمس جولات من المحادثات لكنهم تعثروا بمواضيع شائكة. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في المكسيك هذا الصيف والانتخابات النصفية في الولايات المتحدة في نهاية العام، فإنه يقدّر أن تصبح المفاوضات أكثر تعقيدا مع وجود مخاوف سياسية.
ورغم قلقه على مصير نافتا، فإن جيرارد أثنى على قرار الخفض الضريبي الذي أقرته الإدارة الأميركية الشهر الماضي، وأيضا على قرار أخير بفتح المياه المغمورة أمام التنقيب عن النفط، بعكس ما كان عليه الحال خلال عهد أوباما. وقال جيرارد إن 94 في المائة من المناطق البحرية مقفلة أمام التنقيب «ونحن الدولة المتطورة الوحيدة في العالم التي تضع مصادر الطاقة خارج متناول اليد».
وقررت أمس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، استثناء ولاية فلوريدا من إجراء يقضي بفتح مناطق محمية على السواحل الأميركية أمام عمليات التنقيب عن النفط والغاز في عرض البحر، وهو إجراء تعترض عليه ولايات كثيرة.
وقال وزير الموارد الطبيعية راين زينكي في بيان أصدره بعد لقاء مع حاكم فلوريدا في تالاهاسي عاصمة الولاية إنه «بعد مناقشات مع الحاكم ريك سكوت (...) أسحب فلوريدا من أي مشاريع لإقامة منصات نفط أو غاز جديدة».
وأوضح الوزير أنه أخذ بالاعتبار في هذا القرار كون «فلوريدا فريدة وسواحلها تعول إلى حد بعيد من الناحية الاقتصادية على السياحة».
وكان حاكم فلوريدا الجمهوري يخشى من مخاطر التلوث في ولاية لا تزال تحت وقع صدمة البقعة النفطية الهائلة التي نجمت عام 2010 عن انفجار منصة «ديبواتر هورايزون» النفطية التي كانت تديرها مجموعة «بريتش بتروليوم» البريطانية.
وتابع البيان «يمكننا الآن التركيز على كيفية حماية بيئتنا».
ويندرج قرار معاودة عمليات التنقيب في البحر ضمن سياسة «أميركا أولا» التي يعتمدها ترمب، وهو يسعى من خلاله إلى تسريع إنتاج النفط في الولايات المتحدة من أجل تعزيز التوظيف في القطاع الصناعي وتأمين استقلالية الولايات المتحدة على صعيد الطاقة.
وصعدت أسعار الخام الأميركي لأعلى مستوى منذ عام 2014 أمس الأربعاء بدعم من استمرار تخفيضات الإنتاج التي تطبقها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وكذلك قوة الطلب، لكن محللين حذروا من أن الأسواق قد تشهد نموا محموما في الأسعار.
وعززت قوة الأسواق العالمية عموما بما في ذلك أسواق الأسهم الاستثمار في العقود الآجلة للنفط.
وبحلول الساعة 10:24 بتوقيت غرينتش زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 46 سنتا إلى 63.42 دولار للبرميل. وصعدت الأسعار في وقت سابق من الجلسة إلى 63.57 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ التاسع من ديسمبر (كانون الأول) 2014.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 69.10 دولار للبرميل بزيادة 28 سنتا عن التسوية السابقة. ولامس برنت 69.29 دولار للبرميل في أواخر معاملات الثلاثاء، وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار) 2015.


مقالات ذات صلة

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

الاقتصاد مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)
الاقتصاد شعار «إينيوس» في المقر الرئيس للشركة (رويترز)

«سينوك» الصينية للنفط تبيع أصولها في الولايات المتحدة لـ«إينيوس» البريطانية

باعت شركة «سينوك» الصينية المحدودة شركتها التابعة في الولايات المتحدة إلى مجموعة الكيميائيات البريطانية «إينيوس».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

وافق رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تشكيل مجلس إدارة شركة «إكس آر جي (XRG)»، الذراع الاستثمارية الدولية الجديدة لشركة «أدنوك».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد لوحة عليها شعار شركة «روسنفت» الروسية في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ (رويترز)

«روسنفت» و«ريلاينس» تتفقان على أكبر صفقة بين الهند وروسيا لتوريد النفط

قالت 3 مصادر إن شركة النفط الحكومية الروسية «روسنفت» وافقت على توريد ما يقرب من 500 ألف برميل يومياً من النفط الخام إلى شركة التكرير الهندية الخاصة «ريلاينس».

«الشرق الأوسط» (موسكو - نيودلهي)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.