إصابة قيادي بارز في {حماس} بجروح بالغة

روايات متضاربة لملابسات الحادث... والحركة تؤكد أنه كان «يتفقد سلاحه»

العلمي يتحدث في مؤتمر صحافي في بيروت سنة 1999 (أ.ف.ب)
العلمي يتحدث في مؤتمر صحافي في بيروت سنة 1999 (أ.ف.ب)
TT

إصابة قيادي بارز في {حماس} بجروح بالغة

العلمي يتحدث في مؤتمر صحافي في بيروت سنة 1999 (أ.ف.ب)
العلمي يتحدث في مؤتمر صحافي في بيروت سنة 1999 (أ.ف.ب)

تعرّض عماد العلمي، أحد أبرز مؤسسي حركة حماس ومن قادتها البارزين داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، لطلق ناري أمس، أصابه في الرأس، وأحدث جروحا حرجة، استدعت تدخلا طبيا عاجلا في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، الذي وصله في حالة صحية ميؤوس منها.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، إن العلمي أدخل إلى غرفة العمليات الجراحية بصورة عاجلة، ثم جرى نقله إلى العناية المركزة، وسيبقى تحت العناية السريرية الفائقة من قبل طاقم طبي يشرف على حالته الحرجة جدا، من دون أن تقدم الوزارة تفاصيل عن أسباب إصابته.
وتضاربت الروايات حول ظروف الحادث الذي أدى إلى إصابة العلمي. وقال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في مؤتمر صحافي عقده في المستشفى، إن العلمي تعرض لطلق ناري بالرأس أثناء تفقده سلاحه الشخصي، في منزله بمدينة غزة، وإن حالته حرجة للغاية، ولم يقدم بدوره أي تفاصيل أخرى. فيما أكد إياد البزم، الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة، ما رواه الحية، وقال إن الإصابة حدثت نتيجة خطأ أثناء تفقد العلمي سلاحه الشخصي. وكانت أنباء أولى عن الحادث، ذكرت أن العلمي تعرض لطلق ناري من قبل راكب دراجة نارية. لكن ذلك لم يتأكد من أي مصدر فلسطيني رسمي، واكتفت المصادر بالرواية التي أعلنت عنها حركة حماس، التي توافد عدد كبير من قياداتها إلى المستشفى للاطمئنان على صحة العلمي تحت حراسة أمنية مشددة، من بينهم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، ويحيى السنوار قائد الحركة في القطاع.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن أفرادا من عائلة العلمي وحمايته الشخصية، قاموا بنقله من محيط منزله إلى مستشفى الشفاء فور إصابته، وأنه لم تسمع أصوات طلقات نارية في حينها، ما رجح أن يكون العلمي تعرض لطلق ناري داخل منزله. ولا يحمل قادة حركة حماس السياسيين أسلحتهم الشخصية، خاصة أن لديهم حراسة شخصية طوال الوقت.
وتوارى العلمي عن الأنظار في الأشهر الأخيرة، ولم يظهر في غالبية فعاليات حركة حماس، نتيجة تدهور حالته الصحية جراء إصابته خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014 بعد قصف حربي استهدف برجا سكنيا، وسقوط مصعد كان العلمي بداخله مع عدد من قيادات حماس، وأصيب بجراح أدت إلى بتر قدمه اليمنى. وتلقى العلمي العلاج بعدها، في تركيا، وعاد إلى قطاع غزة عام 2015 إلى جانب القيادي في الحركة موسى أبو مرزوق، الذي غادر القطاع بعد ذلك.
ويذكر أن العلمي (62 عاما) عاد إلى مسقط رأسه في غزة عام 2012، بعد أن غادر العاصمة السورية دمشق مع عدد قيادات حماس بسبب الأحداث التي شهدتها البلاد في حينها، وقرر البقاء في القطاع. وقد اختير عام 2013 نائبا لإسماعيل هنية، الذي كان يتولى آنذاك، قيادة الحركة في غزة.
ولم يظهر العلمي ضمن قائمة الأسماء التي توجت بعضوية المكتب السياسي الجديد الذي انتخب في شهر مايو (أيار) الماضي، ليصبح خارج عضوية المكتب كما بعض القيادات البارزة والتاريخية في الحركة. إلا أن مصادر فلسطينية ذكرت في حينه، أنه اعتذر بنفسه عن خوض تلك الانتخابات نتيجة الظروف الصحية التي كان يمر بها.
وتولى العلمي خلال مسيرته السياسية، كثيرا من المناصب المهمة داخل حركة حماس. وتعتبره إسرائيل من الشخصيات البارزة في محطات العلاقة بين حركته وطهران والنظام السوري و«حزب الله»، في فترات وجوده خارج الأراضي الفلسطينية.
ويعتبر العلمي من القيادات القليلة الحاضرة في حماس الآن التي تربت دعويا ودينيا على يد مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، حيث التحق في صفوف الحركة في سن مبكرة وكان من الناشطين الإعلاميين فيها منذ تأسيسها. وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية، بناء على نصيحة من الشيخ ياسين. وهو متزوج وله ستة أبناء. وقد اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي بين عامي 1988 و1990، بتهمة التنظيم والتحريض، وأبعدته من قطاع غزة عام 1994.
وواصل نشاطه في إطار حركة حماس بعد إبعاده، وتنقل بين دول عربية عدة، كما عمل ممثلا لحركة حماس في إيران، ثم غادر إلى سوريا، وفي عام 2012 عاد إلى غزة واستقر فيها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.