حذرت تركيا من استمرار النظام السوري في قصف مناطق المعارضة في إدلب، مؤكدة أن ذلك من شأنه تقويض العملية السياسية في سوريا، ودعت الأطراف التي ستشارك في مؤتمر الحوار الوطني في مدينة سوتشي الروسية أواخر شهر يناير (كانون الثاني) الحالي للتدخل من أجل وقف هذه الهجمات.
واستدعت وزارة الخارجية التركية، أمس، سفيري روسيا وإيران في أنقرة، للتعبير عن انزعاجها جراء هجمات النظام السوري على مناطق «خفض التوتر» التي تم الاتفاق حولها في مباحثات آستانة. وقالت مصادر دبلوماسية للأناضول، إن تركيا كانت قد أعربت عن انزعاجها من تلك الانتهاكات للمسؤولين الروس والإيرانيين عبر قنوات عسكرية ودبلوماسية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريحات بمقر البرلمان التركي في أنقرة أمس إن الجيش السوري يشن ضربات على قوات المعارضة في محافظة إدلب، وإن من شأن ذلك أن يقوض جهود التوصل لتسوية سياسية ووضع نهاية للحرب الأهلية في سوريا.
وبدأت تركيا نشر نقاط مراقبة في إدلب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في إطار اتفاق مع كل من روسيا وإيران على إقامة منطقة لخفض التصعيد في محافظة إدلب والمنطقة المحيطة بها تم التوصل إليه في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي خلال محادثات آستانة، لكن القوات السورية تشن منذ ذلك الحين هجوما في المنطقة.
وحذر الهلال الأحمر التركي مؤخرا من انتهاكات النظام في منطقة خفض التصعيد في إدلب التي نزح إليها مؤخرا الآلاف بسبب معارك النظام في حمص.
وقال جاويش أوغلو إن قوات النظام تضرب ما وصفها بـ«المعارضة المعتدلة»، بحجة أنها تقاتل «جبهة النصرة»... «هذا التصرف يخرب عملية الحل السياسي في سوريا، ويجب ألا تسمح بذلك الأطراف التي ستجتمع في سوتشي بنهاية الشهر الحالي».
وتتألف قوات المعارضة الرئيسية في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا من «هيئة تحرير الشام»، التي تقودها «جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)».
وذكر مصدر أمني تركي لوكالة «رويترز»، أمس، أن أنقرة تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، لافتا في الوقت ذاته إلى أن المناطق التي استعادها الجيش السوري أغلبها يقع خارج مناطق خفض التصعيد.
وتقع نقاط المراقبة العسكرية التركية في محافظة إدلب على بعد نحو 60 كيلومترا شمال منطقة هجوم جيش النظام السوري.
وعلى الرغم من معارضة أنقرة بقاء بشار الأسد في الحكم ومطالبته بالتنحي ورفضها مشاركته في المرحلة الانتقالية، خففت من نبرة انتقاداتها له منذ بدأت التعاون مع روسيا وإيران، وهما حليفان دائمان بقوة للأسد، لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وصف الأسد خلال زيارة لتونس الشهر الماضي بالإرهابي، قائلا إنه «يستحيل أن تستمر جهود السلام السورية في وجوده».
ولا يزال النظام السوري يواصل غاراته على مناطق تابعة لقوات المعارضة السورية في الغوطة الشرقية بدمشق، وأجزاء من محافظتي حماة (وسط) وإدلب (شمالي غرب).
وينعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي الروسية يومي 29 و30 يناير الحالي بمشاركة نحو 700 شخصية من مختلف الأطياف والجماعات والقوى السياسية في سوريا، فيما اعترضت تركيا على مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في المؤتمر.
تركيا تحذر الأسد من مواصلة قصف إدلب
تركيا تحذر الأسد من مواصلة قصف إدلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة