تونس: القبض على زعيم خلية «جبل المغيلة»

تسلل قبل أيام إلى منزل عائلته في القصرين

قوات تونسية خلال الهجوم في «جبل المغيلة» («الشرق الأوسط»)
قوات تونسية خلال الهجوم في «جبل المغيلة» («الشرق الأوسط»)
TT

تونس: القبض على زعيم خلية «جبل المغيلة»

قوات تونسية خلال الهجوم في «جبل المغيلة» («الشرق الأوسط»)
قوات تونسية خلال الهجوم في «جبل المغيلة» («الشرق الأوسط»)

ألقت قوات الجيش التونسي القبض على عنصر إرهابي تونسي خطير، يدعى برهان البولعابي، يكنى بـ«أبو ياسين» وهو من مواليد سنة 1991 وأصيل مدينة القصرين (وسط غربي تونس)، وهي المنطقة التي تعرف تحركات متواصلة للعناصر الإرهابية المتحصنة في جبال الجهة والمناطق المجاورة لها.
وحجزت الوحدات العسكرية والأمنية لدى الإرهابي البولعابي، سلاح كلاشنيكوف ومخزنا يحتوي على 20 خرطوشة، وقالت إنه شارك في عدد من العمليات الإرهابية، من بينها استهداف دورية للحرس الوطني التونسي بالقصرين سنة 2015، وهي عملية إرهابية خلفت أربعة قتلى في صفوف قوات الأمن التونسي.
وبشأن تفاصيل هذه العملية الناجحة، أكدت وزارة الدفاع التونسية أن تشكيلا عسكريا قام بالرمي على مجموعة مسلحة إثر نصب كمين محكم لها، وألقى القبض على الإرهابي المذكور بعد أن تخلى عنه مرافقوه.
وذكرت مصادر أمنية تونسية أن الإرهابي البولعابي تسلل خلال الأيام القليلة الماضية من جبال القصرين نحو منزل عائلته بحي الزهور بالمدينة نفسها، حيث مكث بعض الوقت مع والده الذي هدده بإبلاغ الأمن، إلا أن الإرهابي منعه عن ذلك قبل أن يغادر المنزل.
وأفادت المصادر ذاتها بأنه يعتبر أحد أخطر العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم «جند الخلافة» الإرهابي، وهو أمير «سرية جبل المغيلة» التي شاركت في عدة عمليات إرهابية، وقد صدرت في شأنه 10 مناشير تفتيش من قبل الوحدات الأمنية.
ووفق المعطيات التي قدمتها أجهزة الأمن التونسية، تم تعيين البولعابي على رأس هذه المجموعة الإرهابية، بعد مقتل الإرهابي التونسي سيف الدين الجملي على يد الوحدات العسكرية التونسية.
وسجلت وحدات الأمن والجيش التونسي خلال الفترة الماضية تحركات لعناصر إرهابية تضم 6 إرهابيين يتزعمهم الإرهابيان محمد البسدوري وبرهان البولعابي، والجزائري يحيى مؤمن المكنى بـ«المتوكل»، وذلك في جهة سيدي علي بن عون (سيدي بوزيد). وقالت وزارة الداخلية التونسية إن تلك التحركات كانت تخطّط لاستهداف منشآت أمنية وعسكرية جهة القصرين وسيدي علي بن عون، وهو ما دعا إلى متابعة تحركاتها داخل المنطقة العسكرية العازلة، وهو ما مكن في نهاية الأمر قوات الجيش من نجاح العملية الأمنية الاستباقية.
على صعيد متصل، تمكنت فرقة الأبحاث والتفتيش بمنطقة الحرس الوطني بسيدي بوزيد المجاورة لمنطقة القصرين، من إلقاء القبض على عنصر تكفيري خطير عمره 26 سنة، سبق أن قضى عقوبة بالسجن من أجل تورطه في قضية إرهابية، رفقة خطيبته التي عمرها 23 سنة القاطنة بمدينة القصرين. وذكرت وزارة الداخلية التونسية أن قوات الأمن حجزت لدى المتهمين علبة كرتونية تم وصلها بهاتف جوال وبطارية 9 فولتات، وأسلاكا كهربائية مختلفة الأحجام، ودائرة كهربائية، إضافة إلى لوحة مفاتيح رقمية يرجح أنها قنبلة معدة للتفجير عن بعد؛ لكن لم يتم وصلها بالمواد المتفجرة بعد.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.