ألمانيا راضية عن سياسات المركزي الأوروبي

رئيس البنك المركزي الأوروبي  ماريو دراغي (أ.ف.ب)
رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي (أ.ف.ب)
TT

ألمانيا راضية عن سياسات المركزي الأوروبي

رئيس البنك المركزي الأوروبي  ماريو دراغي (أ.ف.ب)
رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي (أ.ف.ب)

تشعر الدوائر الألمانية بالارتياح لسياسات البنك المركزي الأوروبي، لأنها لا تتبع الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بشكل أعمى، وتضع المصلحة الأوروبية على رأس أولوياتها، خصوصاً في ظل أن ألمانيا هي أكبر اقتصاد في القارة الأوروبية، مما يعني أنها من أكبر المتأثرين بقرارات وسياسات المركزي الأوروبي.
ولم تتفاجأ حكومة برلين بقرارات المصرف المركزي الأوروبي القاضية بعدم رفع نسب الفوائد على الإيداعات، وإبقائها عند مستوى صفر في المائة، فهذا ما كانت ترغب به في الوقت الذي رفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي فائدته، في ظل مساعي الأخير للتخارج من تدابير خفض الفائدة التي اتبعها منذ الأزمة المالية العالمية حتى يحفز الاقتصاد على النمو.
ويقول ماريو رافايل، الخبير في وزارة المالية الألمانية، إن سياسة الفائدة التي يطبقها المركزي الأوروبي تعد سلوكاً «استراتيجياً» للغاية، ويعكس استقلالية تامة للبنك عن القرار الأميركي.
ويشير الخبير إلى أن سياسة التيسير الكمي مستمرة أوروبياً. وفي حال احتاج المركزي الأوروبي إلى تكثيف عمليات شراء أذون الخزائن الأوروبية، فإن وتيرة الشراء تشتد بدلاً من أن تضعف، كما يحدث اليوم في الولايات المتحدة الأميركية.
وفي سياق متصل، تقول ناتالي غراتفول، الخبيرة في الشؤون الإنمائية الاقتصادية في فرانكفورت، إن عمليات شراء أذون الخزائن الأوروبية، ومن بينها تلك الألمانية المعروفة باسم «بوند»، من قبل المصرف المركزي الأوروبي ستتراجع لما إجماليه 30 مليار يورو شهرياً، اعتباراً من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، وسيستمر المركزي الأوروبي في هذه السياسة الشرائية لغاية شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2018، وربما لأشهر عدة إضافية في حال اقتضى الأمر.
وبرأي غراتفول، فإن انتعاش النمو الاقتصادي في منطقة اليورو سيشعل من دون شك موجة غلاء المواد الاستهلاكية مجدداً.
وعلى كل الأحوال، تتوقع هذه الخبيرة أن ينخفض نمو الناتج القومي لمنطقة اليورو من 2.4 في المائة عام 2017 إلى 2.3 في المائة عام 2018، ثم إلى 1.9 في المائة في عام 2019، علماً بأن التوقعات الألمانية السابقة التي صدرت في شهر سبتمبر الفائت أشارت إلى نمو يرسو عند مستوى 2.2 في المائة في عام 2017، و1.8 في المائة في عام 2018، و1.7 في المائة في عام 2019.
وفيما يتعلق بالتضخم، تتوقع غراتفول أن يتراجع من 1.5 في المائة في عام 2017 إلى 1.4 في المائة عام 2018، ثم يعود ليقفز إلى 1.5 في المائة في عام 2019.
وعلى مستوى أسعار المواد الاستهلاكية في الأسواق الأوروبية، يقول إيفو مينسن، المحلل الاقتصادي في برلين، إنها مرشحة للارتفاع إلى 1.7 في المائة لغاية عام 2020، ويشير إلى أنه من أهم أهداف سياسات المركزي الأوروبي السيطرة على هذا الارتفاع كي لا يتجاوز مستوى 2 في المائة. فاستقرار أسعار المواد الاستهلاكية، رغم ارتفاعها لكن بصورة مقبولة، من شأنه ضمان الراحة لجميع مواطني دول منطقة اليورو ومصارفها.
ويتوقع مينسن تقلص معدلات البطالة في الأسواق الأوروبية خلال الفترة المقبلة، مما سيعزز من شعور المواطنين بالتحسن، خصوصاً أن بعض الأسواق الأوروبية لا تزال تعاني من معدلات مرتفعة نسبياً من البطالة، مثل اليونان وإيطاليا وفرنسا.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».