دورة عاشرة من مهرجان المسرح العربي

السعودية تشارك للمرة الأولى... ونصيب الأسد لتونس

من المؤتمر الصحافي للمهرجان في العاصمة التونسية
من المؤتمر الصحافي للمهرجان في العاصمة التونسية
TT

دورة عاشرة من مهرجان المسرح العربي

من المؤتمر الصحافي للمهرجان في العاصمة التونسية
من المؤتمر الصحافي للمهرجان في العاصمة التونسية

بعد 10 سنوات من انطلاقته من القاهرة ودورته الثانية في تونس بإدارة الفنان الراحل منصف السويسي، يعود مهرجان المسرح العربي إلى تونس للاحتفال بالنسخة العاشرة من 10 إلى 16 يناير (كانون الثاني) الجاري. ويتضمن برنامج هذه النسخة عروضاً لـ27 مسرحية من 23 دولة عربية بما فيها سوريا التي تشارك بأعمال للمسرح القومي ومشاركة المملكة العربية السعودية لأول مرة، في حين تحضر تونس بأكبر عدد من الأعمال المسرحية، إذ تصل المشاركة التونسية إلى 12 عملاً منها 3 أعمال في المسابقة الرسمية التي ستتنافس على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وتصل قيمة الجائزة إلى 25 ألف دولار، وستكون تحت إشراف لجنة تحكيم يترأسها المسرحي اللبناني الكاتب والممثل رفيق علي أحمد، مع عضوية خالد الرويعي (الكويت)، والدكتور عثمان جمال الدين (السودان)، والدكتور محمد مبارك (الكويت)، ومحمد البكري (فلسطين).
واعتبر غنام غنام مسؤول الإعلام في الهيئة العربية للمسرح، في المؤتمر الصحافي المنعقد في العاصمة التونسية أول من أمس (الجمعة)، أن اختيار تونس للمرة الثانية خلال 10 سنوات لاحتضان المهرجان هو تكريم للمسرح التونسي والمسرحيين التونسيين الذين سيتم تكريم 10 منهم من أجيال ورؤى مختلفة، وهم: نور الدين الورغي، ودليلة المفتاحي، وأنور الشعافي، وصلاح مصدق، والبحري الرحالي، ومحمد نوير، وفوزية ثابت، وصباح بوزويتة، وسعيدة الحامي، وفاتحة المهداوي. كما أصدرت الهيئة بهذه المناسبة 5 كتب حول المسرح التونسي: «الإخراج المسرحي في تونس» لحمادي الوهايبي، و«المسرح التونسي مسارات وحداثة» لعبد الحليم المسعودي، و«مسرح العبث في تونس» ليسرى بن علي، و«خطاب الشخصية الهامشية في نصوص المسرح الجديد بتونس» لنسرين الدهماني، و«الارتجال في المسرح التونسي» لرياض حمدي.
- الندوات الفكرية
وسيشارك في برنامج المهرجان عدد من الباحثين في موضوعات مختلفة تتصل بالفن الرابع والأنثروبولوجيا الثقافية، وسيكون المؤتمر الأول حول «السلطة والمعرفة في المسرح»، والمؤتمر الثاني حول «المسرح في علاقته بالسلطة»، والمؤتمر الثالث حول «سلطة المؤلف ومعارفه»، والمؤتمر الرابع حول «سلطات ومعارف صناع العرض (الممثل والسينوغراف والمخرج)». ويشارك في هذه المؤتمرات عدد من المسرحيين منهم: راجي عبد الله (العراق)، وعصام اليوسفي (المغرب)، وياسر علام (مصر)، وجبار جودي (العراق)، وراشد بخيت (السودان)، وعزة القصابي (عمان)، وهشام زين الدين (لبنان)، وصراح سكينة تلمساني، وعبد الحليم المسعودي (تونس)، وغيرهم.
وسيتم الإعلان عن نتائج النسخة الثانية للمسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي للشباب، وقد تم اختيار 4 أعمال بشكل مبدئي، هي: «إبستمولوجيا الخطاب المسرحي العربي» للباحث ياسين أحمد حزكر، من المغرب، و«إشكاليات الأداء في المادة 330 بين خطاب جورج كورتلين وخطاب العرض في المسرح المصري المعاصر» للباحثة إنجي محمد إبراهيم البستاوي، من مصر، و«الخطاب المسرحي بين المخرج والمؤلف- حوارية الخطاب المسرحي» للباحث أبو طالب محمد عبد المطلب فضل الكريم، من السودان، و«مَن يتكلم للمسرح؟» للباحث عبد الله المطيع، من المغرب، و«هل توجد كتابة درامية بين المؤلف والمخرج؟» للباحثة تلكامس المنصوري.
ويتضمن البرنامج أيضاً ندوة عن المسرح الموريتاني بعنوان «المسرح في موريتانيا اليوم وغداً»، وندوة عن التأليف المشترك للنص المسرحي «مَن قتل حمزة؟» بمشاركة مفلح العدوان من الأردن، وبوكثير دومة من تونس، فضلاً عن ورشات تطبيقية في فن الممثل وفنون العرائس وفنون الإيماء وغيرها.
وكان تنظيم المهرجان محل شكوك بعد الأزمة الطارئة في علاقة تونس مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي تم تجاوزها بسرعة.



عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

في حالة استثنائية تجسد عمق الالتزام والإرث الدبلوماسي، حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في مدينة جدة (غرب السعودية) شرف التمثيل القنصلي الفخري لجمهورية فنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة، في مسيرة دبلوماسية وتجارية متواصلة امتدت لأكثر من 7 عقود.

بدأت القصة كما يرويها الحفيد سعيد بن زقر، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر، بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد يجمعهم، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالسفر إلى هناك لبناء مسجد يخدم احتياجاتهم الدينية.

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

لكن الشيخ سعيد واجه بعض التحديات كما يقول الحفيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تتمثل في منع القانون الفنلندي تنفيذ المشروع في ذلك الوقت، وأضاف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

وفي وثيقة مؤرخة في السابع من شهر سبتمبر (أيلول) 1950، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تظهر موافقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على تعيين الشيخ سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة.

وجاء في الوثيقة: «فلما كان حضرة صاحب الفخامة رئيس جمهورية فنلندا، قد عيّن بتفويض منه السيد سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة، ولما كنا قد وافقنا على تعيينه بموجب ذلك التفويض، فأننا نبلغكم بإرادتنا هذه أن تتلقوا السيد سعيد بن زقر بالقبول والكرامة وتمكنوه من القيام بأعماله وتخوّلوه الحقوق المعتادة وتمنحوه المميزات المتعلقة بوظيفته».

وثيقة تعيين الجد سعيد بن زقر صادرة في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه (الشرق الأوسط)

وأضاف الحفيد سعيد، القنصل الفخري الحالي لفنلندا: «أعتقد أن جدي كان من أوائل القناصل الفخريين في جدة، حيث استمر في أداء مهامه حتى عام 1984، لينتقل المنصب بعد ذلك إلى والدي، الذي شغله حتى عام 2014، قبل أن يتم تعييني خلفاً له قنصلاً فخرياً».

وفي إجابته عن سؤال حول آلية تعيين القنصل الفخري، وما إذا كانت العملية تُعد إرثاً عائلياً، أوضح بن زقر قائلاً: «عملية التعيين تخضع لإجراءات دقيقة ومتعددة، وغالباً ما تكون معقدة، يبدأ الأمر بمقابلة سفير الدولة المعنية، يعقبها زيارة للدولة نفسها وإجراء عدد من المقابلات، قبل أن تقرر وزارة الخارجية في ذلك البلد منح الموافقة النهائية».

الأب محمد بن زقر عُين قنصلاً فخرياً على مستوى مناطق المملكة باستثناء الرياض مقر السفارة (الشرق الأوسط)

وتابع قائلاً: «منصب القنصل الفخري هو تكليف قبل أن يكون تشريفاً، حيث تلجأ بعض الدول إلى تعيين قناصل فخريين بدلاً من افتتاح قنصلية رسمية، لتجنب الأعباء المالية، وعادةً ما يتحمل القنصل الفخري كل التكاليف المترتبة على أداء مهامه».

ووفقاً للأعراف الدبلوماسية فإن لقب القنصل الفخري، هو شخص من مواطني الدولة الموفد إليها، بحيث تكلفه الدولة الموفِدة التي لا توجد لديها تمثيل دبلوماسي بوظائف قنصلية إضافة إلى عمله الاعتيادي الذي عادة ما يكون متصلاً بالتجارة والاقتصاد.

يسعى الحفيد سعيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية وفنلندا، والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة في شتى المجالات. يقول بن زقر: «منذ تعييني في عام 2014، حرصت على تأسيس شركات وإيجاد فرص استثمارية في فنلندا، خصوصاً في مجالات تكنولوجيا الغذاء والوصفات الصناعية، إذ تتميز فنلندا بعقول هندسية من الطراز الأول، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون والابتكار».

الحفيد سعيد بن زقر القنصل الفخري الحالي لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

ويرى القنصل الفخري لجمهورية فنلندا أن هناك انفتاحاً سعودياً ملحوظاً على دول شمال أوروبا، ومن بينها فنلندا، وأوضح قائلاً: «تتركز الجهود بشكل كبير على شركات التعدين الفنلندية التي تُعد من بين الأكثر تقدماً في العالم، إلى جانب وجود فرص واعدة لم تُستغل بعدُ في مجالات صناعة السيارات، والطائرات، والصناعات الدفاعية».

وفي ختام حديثه، أشار سعيد بن زقر إلى أن القنصل الفخري لا يتمتع بجواز دبلوماسي أو حصانة دبلوماسية، وإنما تُمنح له بطاقة تحمل مسمى «قنصل فخري» صادرة عن وزارة الخارجية، وبيّن أن هذه البطاقة تهدف إلى تسهيل أداء مهامه بما يتوافق مع لوائح وزارة الخارجية والأنظمة المعتمدة للقناصل الفخريين بشكل رسمي.