الحكومة اللبنانية تقرّ ميزانية الانتخابات رغم خلافات أركانها

عون طالب الوزراء بالتحضير لمؤتمري روما وباريس

اجتماع الحكومة اللبنانية أمس برئاسة عون وبحضور الحريري (دالاتي ونهرا)
اجتماع الحكومة اللبنانية أمس برئاسة عون وبحضور الحريري (دالاتي ونهرا)
TT

الحكومة اللبنانية تقرّ ميزانية الانتخابات رغم خلافات أركانها

اجتماع الحكومة اللبنانية أمس برئاسة عون وبحضور الحريري (دالاتي ونهرا)
اجتماع الحكومة اللبنانية أمس برئاسة عون وبحضور الحريري (دالاتي ونهرا)

تجنب مجلس الوزراء اللبناني أمس، التطرق للخلاف بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري على خلفية مرسوم منح الضباط من دورة 1994، عاماً أقدمية، حيث اكتفى رئيس الحكومة سعد الحريري بالقول إن مسألة مراسيم الضباط «قيد المعالجة»، فيما اتجهت الحكومة في أولى جلساتها لهذا العام إلى تخصيص اعتماد بقيمة خمسين مليار ليرة لوزارة الداخلية لإجراء الانتخابات النيابية المقبلة، وللتأكيد على عدم المساس بالحريات.
واستهلت الحكومة جلساتها في العام الجديد بتخصيص اعتماد بقيمة خمسين مليار ليرة لوزارة الداخلية لإجراء الانتخابات النيابية المقبلة. كما أبرمت مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة الداخلية - المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، ووزارة الخارجية البريطانية بشأن هبة المشروع البريطاني لدعم قوى الأمن الداخلي. وأقرت مشروع قانون يرمي إلى تنظيم عمل الخبراء المعتمدين لدى المحاكم والهيئات القضائية. كما وافقت على هبات مقدمة إلى إدارات في الدولة.
وأكد رئيس الجمهورية ميشال عون في مستهل الجلسة أنه «مع بداية عام 2018 هناك كثير من الاستحقاقات التي يجب أن تنكب الحكومة على الاهتمام بها، لا سيما في الفترة التي تفصلنا عن الانتخابات النيابية»، مشددا على ضرورة تركيز الجهد لمعالجة ما يهم مصالح المواطنين والمصلحة الوطنية. وقال: «علينا الاستفادة من الوقت المتبقي للحكومة قبل أن تصبح مستقيلة حكماً مع بدء الولاية الجديدة للمجلس النيابي في 21 مايو (أيار) المقبل، لمعالجة القضايا الحيوية»، موضحاً أن أبرز تلك القضايا: استكمال التحضيرات للانتخابات النيابية وفق القانون الجديد واحترام المهل، ومشروع موازنة عام 2018 الذي يجب درسه في مجلس الوزراء تمهيدا لإحالته على مجلس النواب، واستكمال التعيينات الإدارية في الإدارات العامة حيث الشواغر، ومجالس إدارة المؤسسات العامة، وإنجاز أوراق العمل اللبنانية إلى المؤتمرات الدولية التي ستعقد لدعم لبنان.
وطلب عون من الوزارات المختصة والمعنيين مواكبة التحضيرات وتقديم الطروحات اللازمة لمؤتمر روما الخاص بدعم الجيش والقوى الأمنية، مشيراً إلى أنه قد بدأت التحضيرات الفرنسية لمؤتمر باريس، وأن السفير المفوض من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زاره قبل أسبوعين وبحثا في الترتيبات، مؤكدا أنه «علينا تقديم مشروعات تتلاءم مع الخطة الاقتصادية حتى نضمن التجاوب معها».
بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري أن «الفريق الوزاري حقق إنجازات سياسية وأمنية واقتصادية كبيرة خلال العام الماضي، ولا بد أن يكمل بها وصولا إلى إجراء الانتخابات النيابية»، مشيرا إلى أنه «من الممكن أن تكون وجهات النظر السياسية بين كثير من الأطراف على هذه الطاولة مختلفة حول كثير من الأمور، لكن ما يجمعنا أكبر وأهم من أي اختلاف».
وبالنسبة إلى مؤتمري روما وباريس، قال الحريري إن التحضيرات جارية لانعقادهما، لافتاً إلى أنه «عرضت ورقة العمل على الأفرقاء السياسيين، التي يمكن تقديمها في مؤتمر باريس، وكانت هناك ملاحظات يمكن الأخذ بها»، مشيراً إلى أن «هناك إصلاحات لا بد منها لمواكبة هذا المؤتمر المهم للبنان الذي سينعكس إيجابا على أوضاعه الاقتصادية».
وفي موضوع الحريات الإعلامية، أكد الحريري أن «رئيس الجمهورية الأكثر حرصا عليها وعلى احترام الجميع للقضاء»، مبديا بدوره الحرص على هذه الحريات. وقال: «علينا أن نكون كأفرقاء سياسيين بعيدين كل البعد عن أي محاولة للحد من الحريات».
وقال وزير الإعلام ملحم الرياشي الذي تلا مقررات مجلس الوزراء، إن الحكومة «أقلعت بشكل جيد»، وأشار إلى أن قضية زيارة زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق» العراقية قيس الخزعلي طرحت في هذه الجلسة، «لكن التحقيقات لم تنته بعد وهي لا تزال جارية». وأضاف: «أفضل أن ننتظر ريثما تنتهي التحقيقات بشكل كامل، وينتهي الأخذ والرد وراء الأبواب المغلقة، فنعلن النتائج أمام الرأي العام».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.