السراج يؤكد لوزيرين أفريقيين أن ملف المهاجرين «ثقيل على ليبيا»

«الوطنية للنفط»: طائرة مجهولة اعترضت مروحية موظفي «مليتة» فوق البحر

TT

السراج يؤكد لوزيرين أفريقيين أن ملف المهاجرين «ثقيل على ليبيا»

اشتكى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج من تبعات تدفق المهاجرين غير الشرعيين على بلاده، وقال: إن «ليبيا لا تستطيع تحمل أعباء هذا الملف الثقيل بمفردها، دون معاونة دول المصدر والمقصد»، في وقت ناقش المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة مع رئيس النيجر محمدو ايسوفو، الأوضاع في ليبيا، خلال زيارته للعاصمة نيامي.
يأتي ذلك في وقت لا تزال تخيم فيه عملية نبش ضريح زعيم الحركة السنوسية، الإمام المهدي بن محمد بن علي السنوسي، في مدينة الكفرة، (جنوب البلاد) على الأوساط الليبية المختلفة، وسط اتهامات طالت كتيبة «سبل السلام»، لكن عبد الرحمن الكيلاني آمر الكتيبة، التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة، تصدى لها، وقال: «إنها (الكتيبة) ليس لها أي علاقة بهدم الضريح».
وجاء نفى الكيلاني على خلفية اتهامات شاعت مؤخراً بأن الكتيبة هدمت الضريح بناءً على تعليمات من القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر؛ الأمر الذي وصفه آمرها بأنه «محض افتراء»، مشيراً إلى أن «تزوير المستندات التي تناقلها البعض، تدل على أن هناك يداً خفية هدفها الأساسي المؤسسة العسكرية بعد أن رأوا الاستقرار والأمان الذي حققته».
وتعرض ضريح المهدي السنوسي، والد ملك ليبيا السابق إدريس المهدي السنوسي، إلى نبش واستيلاء على رفاته، مساء السبت الماضي، ونفت اللجنة العليا للإفتاء التابعة للحكومة المؤقتة، أي علاقة لها بنبش الضريح. كما استنكر السراج، في بيان صادر عنه، نبش الضريح، داعياً «النائب العام والجهات الأمنية المختصة إلى تحريك الدعوى الجنائية، والعمل على تقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم».
في غضون ذلك، تصدّر ملف الهجرة غير الشرعية لقاءان منفصلان لرئيس المجلس الرئاسي في مقر المجلس بمدينة طرابلس، أمس، مع إيمانويل إيلونغا انقوي كاصونغو، الوزير المفوض بشؤون الكونغوليين في الخارج، ووزير الخارجية النيجيري جيفري أونيما.
وأوضح السراج، في بيان نشره مكتبه الإعلامي على صفحته عبر «فيسبوك»، أنه أبلغ المسؤول الكونغولي بـ«الموقف الليبي الذي يسعى إلى إعادة المهاجرين إلى أوطانهم»، قائلاً: «هذا هو الوضع الطبيعي بأن يكونوا في بلدانهم للمساهمة في تنميتها، أو مغادرتها في ظروف طبيعية دون الخوض في مغامرات محفوفة بالمخاطر».
وتابع أن «بلاده نقطة عبور، ورغم صعوبة الظرف الذي تمر بها أخذت على عاتقها رعاية عشرات الآلاف من المهاجرين»، مطالباً دول المصدر والمقصد «التعاون في هذا الملف».
في بداية اللقاء، نقل الوزير الكونغولي، وفقاً للبيان: «دعم رئيس الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا الكامل لجهود السراج لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا»، ورد السراج مشيداً بـ«السياسيات الحكيمة لكابيلا». وقال كاصونغو: إن «أحد أسباب زيارته إلى ليبيا لقاء المهاجرين غير الشرعيين من بلاده، لحثهم على العودة الطوعية إلى بلدهم»، وأبدى السراج استعداد الجهات المختصة تسهيل مهمته كما ستتولى وزارة الخارجية المساهمة في تذليل الإجراءات الخاصة بعودتهم.
كما بحث السراج، خلال استقباله وزير الخارجية النيجيري، الترتيبات الخاصة بإعادة المهاجرين النيجيريين إلى بلادهم، مقترحاً تنظيم ملتقى اقتصادي لرجال الأعمال وخبراء الاقتصاد بين البلدين.
وسبق لوكالة حماية الحدود الأوروبية (فرونتكس) التحدث عن انخفاض عدد المهاجرين الذين يصلون إيطاليا متوجهين إليها من ليبيا؛ وهو ما أرجعه مدير مكتب الإعلام لغرفة عمليات محاربة «داعش» في صبراتة الساحلية، صالح قريسعة، إلى «طرد ميليشيا أحمد الدباشي المعروف بـ(العمو) خارج المدينة». وأضاف قريسعة لـ«الشرق الأوسط» إنه منذ انتهاء العملية العسكرية التي شنتها الغرفة في صبراتة (غرب العاصمة) على الجماعات المسلحة، في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي، والمدينة تشهد استقراراً كبيراً؛ ما أدى إلى تراجع نسبة تهريب المهاجرين غير الشرعيين عبر سواحلها»، وأرجع ذلك إلى «هرب (العمو) وبقية عناصر الميليشيات الذين كانوا يتاجرون في تهريب البشر».
ووصل المبعوث الأممي غسان سلامة إلى النيجر، مساء أول من أمس، لإجراء مباحثات مع مسؤولين حول ليبيا. وقالت البعثة: إن سلامة التقي رئيس النيجر محمدو إيسوفو، أمس، وقدم له «إحاطة عن العملية السياسية الليبية»، في حين عبّر الأخير عن «موافقته غير المشروطة عليها، وتمنى نهاية سريعة للأزمة الليبية»، وفقاً لبيان البعثة على صفحتها عبر موقع التواصل «تويتر».
وأشارت البعثة إلى أن سلامة اجتمع مع وزير خارجية النيجر إبراهيم ياكوبو، و«تبادلا الآراء حول العملية السياسية في ليبيا والوضع الإنساني، ومكافحة الهجرة غير الشرعية».
في شأن آخر، استكملت القوات الخاصة (الصاعقة) وبلدية بنغازي أعمال فتح مسارات الطرق بوسط المدينة، بعد طرد المتشددين منها، في عملية عسكرية. وقالت بلدية بنغازي: إنه «يجري العمل على استكمال أعمال فتح مسارات الطرق والشوارع الرئيسية وإزالة المخلفات بوسط المدينة تحت أشراف غرفة العلميات الطوارئ بالبلدية»، مشيرة إلى أنه تم فتح طريق «البحر» وميدان ضريح عمر المختار وشارع الشريف وميدان محكمة شمال بنغازي. ولفتت البلدية إلى أن هذه الخطوات جاءت عقب «تحرير كافة المناطق من قبضة الإرهابيين، والتي كانت تتخذها حصناً لها».
إلى ذلك، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، أنها تلقت خطاباً من شركة مليتة للنفط والغاز نهاية الشهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي بشأن حادثة اعتراض طائرة مجهولة الهوية للمروحية التي كانت تقل موظفي الشركة القادمين من منصة صبراتة البحرية لمطار معيتيقة، مشيرة إلى أنه «حرصاً منها على سلامة موظفيها خاطبت كافة الجهات المعنية بهذا الأمر لاتخاذ الإجراءات العاجلة للتحقيق في الحادث ولاتخاذ ما يلزم لضمان عدم تكرار مثل هذه الخروقات الخطيرة والمروعة في أي وقت».
وأضافت المؤسسة في بيان، أمس، إنها «ستكون على اتصال بكافة الجهات المعنية للتأكد من تطبيق كافة إجراءات السلامة الجوية وذلك لضمان سلامة كافة موظفيها الذين تعتبرهم العنصر الأهم في العملية الإنتاجية».
في غضون ذلك، زار عضو مجلس النواب الدكتور عبد السلام نصية المفوضية العليا للانتخابات في طرابلس، أمس، للاطلاع على آخر مستجدات تحديث السجل الانتخابي ومناقشة بعض القضايا الفنية. وقال نصية على حسابه على موقع التواصل الاجتماع «فيسبوك»: إن رئيس وأعضاء المفوضية العليا على «استعداد لتذليل كل الصعوبات وحل جميع الإشكاليات التي تواجه المواطنين في تحديث السجل الانتخابي»، لافتاً إلى «إرادتهم القوية لإنجاز كل الاستحقاقات رغم الظروف المادية الصعبة التي تواجه المفوضية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.