المغرب: تغيب الزفزافي يثير نقاشاً حول عرقلة محاكمة معتقلي {الحسيمة}

جدل في المحكمة حول الوضع الصحي لمتهمين مضربين عن الطعام

TT

المغرب: تغيب الزفزافي يثير نقاشاً حول عرقلة محاكمة معتقلي {الحسيمة}

أعلن 33 معتقلا على خلفية أحداث الحسيمة، بسجن عكاشة بالدار البيضاء، التوقف عن إضراب عن الطعام بعد تسعة أيام من دخولهم فيه، فيما قرر 21 معتقلا آخرون مواصلة الإضراب. وتخلف أمس أربعة معتقلين من بين المضربين، ضمنهم ناصر الزفزافي، عن حضور جلسة المحاكمة.
وتبادل الدفاع والنيابة العامة التهم بشأن محاولة عرقلة المحاكمة وتمديدها. فبينما وصف ممثل النيابة العامة غياب المعتقلين الأربعة بأنه يدخل في «إطار استراتيجيتهم الدفاعية» التي تهدف إلى عرقلة المحاكمة وتمطيطها، قال الدفاع إن «هناك من يسعى إلى تغييب المتهمين وعرقلة المحاكمة».
وذكر ممثل النيابة العامة في بداية الجلسة، أنه توصل برسالة من مدير السجن يخبره فيها أن المعتقلين الأربعة رفضوا الحضور لأسباب مختلفة، مشيرا إلى أنه عرضهم على طبيبة السجن، التي خلصت إلى أن وضعهم الصحي مستقر ولا يبرر تخلفهم عن جلسة المحاكمة.
وطلب ممثل النيابة العامة من القاضي تطبيق مقتضيات القانون في مثل هذه الحالة، التي تقضي بتوجيه إنذار إلى المتهمين، إذا رفضوا الامتثال لأمر إحضارهم بالقوة، أو أن يأمر بمواصلة الجلسة، ويأمر كاتب الضبط بالتنقل إلى السجن وتلاوة محضر الجلسة على المتهمين.
وشكك دفاع المتهمين في رواية النيابة العامة، معتبرين أن الوثيقة التي أدلى بها ونسبها إلى مدير السجن ليست وثيقة رسمية. وقال ممثلو الدفاع إنهم زاروا المعتقلين قبل ستة أيام، وأكدوا لهم أنهم سيحضرون المحاكمة. فيما دافع ممثل النيابة العامة عن رسالة مدير السجن، مشيرا إلى أنها وثيقة صادرة عن مؤسسة رسمية ولا يمكن الطعن فيها إلا بالزور.
وطالب الدفاع من القاضي تكليف أحد أعضاء هيئة المحكمة زيارة المعتقلين للتأكد من سبب غيابهم.
في غضون ذلك، تدخل أحد المعتقلين مطالبا المحكمة بالحديث، مشيرا إلى أن تغيب المعتقلين الأربعة كان بسبب وضعهم الصحي، كما طالب بتسليم رسالة مكتوبة إلى القاضي، ومن خلاله إلى دفاع المتهمين.
من جانبه، تدخل المحامي محمد زيان، الذي يدافع في هذا الملف عن الصحافي حميد المهداوي بعد أن سحب منه باقي المتهمين وكالة الدفاع عنهم، وطلب من القاضي فصل ملف المهداوي عن القضية، مشيرا إلى أنه لا علاقة له بباقي المتهمين.
وبعد تسلمه رسالة المعتقلين قرر القاضي رفع الجلسة للمداولة، ليعود معلنا قرار توجيه إنذار إلى المتهمين بسبب تغيبهم عن الجلسة، وأمر باستعمال القوة لإحضارهم إذا رفضوا الامتثال.
وبعد رفع الجلسة، ردد أفراد من عائلات المعتقلين حضروا الجلسة، شعارات غاضبة.
في غضون ذلك، أغمي على والدة أحد المعتقلين داخل القاعة، وتدخل أمن المحكمة لاستدعاء عناصر الوقاية المدنية لنقلها إلى المستشفى.
وبعد عودة الجلسة للانعقاد بعد إحضار المتهمين، طلب الدفاع إلقاء كلمة. غير أن القاضي رفض إعطاءه الكلمة ودعا ممثل النيابة العامة لبسط مرافعته في الدفوع الشكلية. وتمسك الدفاع بأخذ الكلمة، وأوضح للقاضي أن هيئة الدفاع شكلت لجنة من المحامين زارت المتهمين الأربعة المضربين عن الطعام في السجن، وأقنعتهم بالقدوم إلى المحكمة رغم حالتهم الصحية. وطالب الدفاع من المحكمة الأمر بإجراء خبرة طبية للمتهمين ونقلهم إلى المستشفى لكونهم غير قادرين على متابعة الجلسة.
وتدخلت النيابة العامة لتذكر أنها قدمت تقريرا لمدير السجن، تضمن نتيجة فحص المتهمين من طرف طبيبة السجن، التي استنتجت أن حالتهم الصحية مستقرة. وجدد القاضي طلبه للنيابة العامة لتقديم مرافعتها، مذكرا الدفاع بأنه لم يعطه الكلمة. غير أن محامي الدفاع استنكروا موقف القاضي برفض الاستماع إليهم واعتبروا أنه متحيز للنيابة العامة. وأمام ارتفاع أصوات الدفاع وانتقاداتهم، رفع القاضي الجلسة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.