شهد عام 2017 جملة من الأحداث الرياضية في المملكة العربية السعودية، كان أبرزها تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم 2018، المقرر إقامتها في روسيا الصيف المقبل، حيث عاد الأخضر للمشاركة المونديالية بعد غيابه في نسختين ماضيتين منذ 2006.
كانت الهيئة العامة للرياضة شهدت قرارات غيّرت ملامح الرياضة السعودية، على رأسها إعفاء الأمير عبد الله بن مساعد، بأمر ملكي، وتعيين محمد آل الشيخ الذي تم إعفاؤه كذلك بعد مضي أربعة أشهر وتعيين تركي آل الشيخ، الذي تولى إلى جوار منصبه رئاسة اللجنة الأولمبية السعودية.
وشهد عام 2017 حرباً نوعية على الفساد الرياضي والعبث المالي، حيث أحالت الهيئة العامة للرياضة عدداً من القضايا إلى هيئة الرقابة والتحقيق لوجود شبهة مالية وإدارية، وبدأت هذه القضايا بالكشف عن مخالفات عدة ارتكبها الدكتور عبد الله البرقان، عضو اتحاد كرة القدم السعودي السابق، إبان رئاسته لجنة الاحتراف.
وأعلنت الهيئة توصلها إلى جملة من المخالفات التي كشفها خالد شكري، أحد موظفي لجنة الاحتراف والمتمثلة بوجود ثماني عشرة مخالفة قادت مجلس الإدارة إلى تعليق عضويته في الاتحاد قبل أن يتم إسقاطه من المجلس في الجمعية العمومية الأخيرة، مع مواصلة قضيته لدى هيئة الرقابة والتحقيق.
وشملت قضايا محاربة الفساد الرياضي الكثير من المسؤولين، يتقدمهم أنمار الحائلي، رئيس نادي الاتحاد، الذي تم الكشف عن حالات عدة ذات شبهة مالية وإدارية، كما هو الحال مع عبد العزيز التويجري، رئيس نادي الرائد، إضافة إلى محمد سعد بخيت، مقيّم الحكام، الذي تمت إحالة ملفه إلى هيئة الرقابة والتحقيق.
وأعلن تركي آل الشيخ، إعادة فتح التحقيق بالكثير من الملفات الغامضة، يتقدمها ملف انتقال حارس نادي الشباب محمد العويس إلى نظيره الأهلي، وهي الصفقة التي أثارت الكثير من الجدل حولها وشهدت ملاسنات إعلامية بين الناديين في ظل الإدارة السابقة لنادي الشباب برئاسة عبد الله القريني.
وأعلنت لجنة الانضباط والأخلاق في اتحاد كرة القدم السعودي مطلع هذا الأسبوع عن قرارات عدة بشأن هذه القضية، من بينها تغريم محمد العويس وزميله في الفريق تيسير الجاسم مليون ريال لكل منهما، إضافة إلى إيقاع عقوبة مماثلة على النادي الأهلي وأحد أعضاء شرفه، مع إيقاف تركي الزهراني، وكيل أعمال اللاعبين، مدى الحياة وتغريمه مليون ريال لوجود شبهات عدة مالية وإدارية في صفقة انتقال العويس.
وشهدت الرياضة السعودية جملة من القرارات الإصلاحية التي بدأت بالحد من مظاهر الهدر المالي في الأندية السعودية، إضافة إلى تطوير الجوانب الإدارية كافة في الرياضة بصورة عامة، من بينها إعادة هيكلة اللجنة الأولمبية السعودية وتأسيس ستة اتحادات رياضية جديدة، إضافة إلى تأسيس اتحاد جديد للإعلام الرياضي.
وبدأ المسؤولون عن الرياضة في السعودية في تكثيف الاستعانة باللاعبين الدوليين السابقين، حيث شكّل تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة، الكثير من اللجان ذات العلاقة بتطوير رياضة كرة القدم على وجه التحديد، وضمت الكثير من الأسماء المميزة، مثل نواف التمياط، وحمزة إدريس، وفؤاد أنور، ومحمد نور، وسامي الجابر، ومحسين الجمعان وآخرين.
كما نهضت السعودية على الصعيد العالمي، وذلك بالعمل على استضافة الكثير من البطولات والألعاب الرياضية المختلفة، حيث بدأت باستضافة بطولة كأس الملك سلمان للشطرنج العالمية، التي تضم الكثير من المشاركين وأبطال اللعبة على الصعيد العالمي.
كما شهد عام 2017 الإعلان عن قرار تكييف ملعب الملك عبد الله في مدينة جدة؛ بحثاً عن تحسين البنية التحتية التي تساعد الجماهير على حضور المباريات، إضافة إلى توقيع الكثير من الاتفاقيات التعاونية بهدف تطوير رياضة كرة القدم، وإعادة الحياة لمستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي، بتوقيع اتفاقية مع مركز كليفلاند كلينك المتخصص في الطب الرياضي.
على صعيد منتخب كرة القدم، فإلى جوار تأهله إلى المونديال وحلوله في القرعة إلى جوار روسيا في المباراة الافتتاحية؛ فقد شهد العام الحالي، قرارات عدة تخص الأخضر السعودي، بدءاً بإحداث غربلة شاملة في جهازيه الفني والإداري عقب التأهل نحو المونديال، من بينها تعيين اللاعب السابق ماجد عبد الله مشرفاً عاماً على المنتخب إلى جوار اللاعب السابق عمر باخشوين.
كما كشفت السعودية عن جملة قرارات تستهدف اتساع دائرة المشاركين والمستفيدين من المسابقات والألعاب الرياضية المقامة محلياً، وذلك بالكشف عن قرار السماح للعائلات السعودية بدخول الملاعب؛ وهو الأمر الذي كان محرّماً طيلة السنوات الماضية.
وتتجه السعودية نحو اتخاذ الرياضة كواحدة من وسائل الترفيه العائلية على غرار بقية الدول من حول العالم، وذلك بالعمل على تحسين بيئة الكثير من الملاعب والأماكن المحيطة بها لاتخاذها مقراً للترفيه العائلي طيلة أيام الأسبوع.
واستفادت السعودية أخيراً من المواليد الموهوبين في كرة القدم وغيرها من الألعاب؛ وذلك بالسماح لهم بتمثيل المنتخبات الكروية، إضافة إلى فتح المجال أمام الأندية للاستفادة من خدماتهم بدءاً من فترة الانتقالات الشتوية التي تبدأ في الرابع من يناير (كانون الثاني) المقبل، وذلك بمنح الفرصة بواقع لاعب لكل نادٍ يلعب في دوري المحترفين السعودي.
- السعودية تعود للمونديال
نجح المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في انتزاع بطاقة التأهل نحو نهائيات كأس العالم 2018 المقرر إقامتها في روسيا صيف العام المقبل، وذلك بعد غياب 12 عاماً، حيث تعود آخر المشاركات السعودية إلى مونديال 2006 الذي أقيم في ألمانيا.
وتمكّن الأخضر السعودي من انتزاع بطاقة العبور عن مجموعته الثانية إلى جوار اليابان، وذلك بعد تحقيقه تسع عشرة نقطة وبفارق نقطة يتيمة عن المتصدر اليابان، حيث نجح الأخضر السعودي في الظهور بصورة مميزة رغم حلوله بالمجموعة الأقوى، التي ضمت إلى جواره اليابان، وأستراليا، والإمارات، والعراق، وتايلاند.
ويتواصل توهج الأخضر السعودي في المونديال القادم، وذلك بعدما أوقعته القرعة إلى جوار المستضيف (روسيا) في المباراة الافتتاحية للبطولة التي ستقام في يونيو (حزيران) المقبل، حيث جرت العادة أن تكون مواجهة الافتتاح إلى جوار نهائي البطولة هي الأكثر أهمية وجذباً لأنظار الجماهير والصحافة من حول العالم.
- استعادة الهيبة عربياً وقارياً
استعادت السعودية شيئاً من هيبتها الرياضية على الصعيدين العربي والإقليمي، وذلك من خلال الكثير من الأدوار التي لعبتها السعودية ممثلةً بتركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة، الذي يتبوأ منصبَي رئيس الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم.
وكان الدور الأبرز الذي قام به آل الشيخ خارج النطاق المحلي هو دور الوساطة الكبير الذي لعبه بين الكويت والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ممثلاً برئيسه جياني إينفانتينو من أجل رفع الحظر الدولي عن رياضة كرة القدم الكويتية، الذي ظل ملازماً لها منذ منتصف 2015، وهو ما تحقق وقامت الكويت بعدها باستضافة بطولة كأس الخليج العربي للمنتخبات المقامة حالياً.
وتبنى آل الشيخ قضية رفع الحظر عن ملاعب كرة القدم العراقية، حيث دعا وزراء الرياضة العرب المشاركين في حفل الهيئة العامة للرياضة بتأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم الذي أقيم قبل أيام عدة بالعاصمة الرياض، إلى لعب عدد من المباريات في العراق، داعياً اتحاد كرة القدم السعودي، الذي يرأسه عادل عزت، بترتيب لمواجهة ودية مع المنتخب السعودي تقام في العراق في الربع الأول من عام 2018.
كما تكفل آل الشيخ بعقد الجهاز الفني لمنتخب فلسطين لكرة القدم، وتم التوقيع مع المدرب البوليفي خوليو سيزار لمدة موسم واحد.
كما وجّه آل الشيخ دعوات مماثلة لكافة المنتخبات العربية المتأهلة لنهائيات كأس العالم 2018، وهي مصر، وتونس، والمغرب إلى زيارة السعودية وأداء مناسك العمرة، حيث ساهمت هذه الأدوار في استعادة القوة السعودية على الصعيدين العربي والقاري، وإن بدأت ملامح المستقبل أكثر إشراقاً نحو عودة القوة السعودية في الجانب الرياضي.
- السعودية قبلة البطولات العالمية
يبدو أن الحديث عن الحراك الرياضي المختلف في السعودية جاوز جميل الأقوال إلى صدق الأفعال؛ فالسعودية أصبحت بوصلة للرياضيين من حول العالم، وذلك بعد نجاحها في استضافة الكثير من البطولات العالمية لمختلف الألعاب.
واستهلت السعودية هذه المناسبات باستضافة كأس الملك سلمان للشطرنج، التي تقام في العاصمة الرياضة بحضور أكثر من 100 متسابق حول العالم، كما تستضيف السعودية لاحقاً بطولة العالم لرياضة السيارات، كما تستضيف السعودية الجولة النهائية من النسخة الثالثة لبطولة العالم للدرون، إضافة إلى استضافة مدينة جدة نهائي السوبر العالمي للملاكمة تحت مسمى كأس محمد علي كلاي للملاكمة في مايو (أيار) المقبل.
- النساء في مدرجات الملاعب
وافقت السعودية على دخول العائلات إلى الملاعب بدءاً من مطلع عام 2018، وذلك بعدما ظل ذلك أمراً محرّماً طيلة السنوات الماضية، رغم جود بعض الاستثناءات في بعض المناسبات للوفود الرسمية الأجنبية، حيث أعلنت الهيئة العامة للرياضة التي يرأسها تركي آل الشيخ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن قرار السماح للعائلات بدخول الملاعب وفقاً للضوابط وتماشياً مع توجهات القيادة الرشيدة.
وأعلنت هيئة الرياضة تخصيص ثلاثة ملاعب سيتم بدء تنفيذ القرار بها عقب تأهيلها، وهي ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض، ومدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، وملعب الأمير محمد بن فهد بمدينة الدمام.
- المواليد يدافعون عن قميص المنتخب
بعد سنوات من عدم الاستفادة من خدماتهم، أعلنت الهيئة العامة للرياضة مؤخراً، وفي سبيل تطويرها الرياضة تخصيص لجنة مهمتها الكشف عن المواهب من مواليد السعودية، بعضوية عدد من اللاعبين الدوليين السابقين، وآتت هذه الخطوة ثمارها بعدما شهدت بطولة «خليجي 23» للمنتخبات المقامة في الكويت مشاركة عدد من اللاعبين من مواليد السعودية، وفي مقدمتهم علي النمر الفائز بجائزة أفضل لاعب في مباراة الإمارات الأخيرة.
- قرارات لتطوير رياضة كرة القدم
حازت رياضة كرة القدم المزيد من القرارات التطويرية هذا العام، كان أبرزها زيادة مكافأة بطولة كأس الملك إلى 10 ملايين ريال، مع رفع عدد المحترفين الأجانب لكل فريق إلى ستة لاعبين، إضافة إلى السماح بمشاركة حراس المرمى الأجانب، وإنشاء أكاديمية لتطوير حراس المرمى تحمل مسمى الألماني الشهير أوليفر، كان مع تغيير مسمى الدوري إلى دوري المحترفين السعودي، وإطلاق تمائم خاصة بكل نادٍ مع العمل على تطوير مداخيل الأندية عبر النقل التلفزيوني، وتوقيع اتفاقية مع الاتحاد الإسباني، وإرسال عدد من اللاعبين الدوليين لتدريب في أندية عالمية.
- الحصن... أسطورة يابانية في السعودية
أعلنت الهيئة العامة للرياضة عن توقيع عقد شراكة مع شركة «TBS» لتنفيذ مشروع بناء قلعة تاكيشي، الشهير باسم «الحصن»، وذلك على مساحة 300 ألف متر مربع في العاصمة الرياضة، والذي سيكون مسرحاً للمنافسات والمسابقات الرياضية لكل الرياضيين العرب مع وجود جوائز ضخمة تم رصدها للفائزين.
- الهلال يخسر نهائي آسيا ولاعبه يتوج بالنجومية
فقد الفريق الكروي الأول بنادي الهلال فرصة التتويج باللقب الآسيوي؛ وذلك بعدما خسر مباراته النهائية لبطولة دوري أبطال آسيا أمام نظيره فريق أوراوا الياباني، في الوقت الذي توج فيه مهاجمه السوري عمر خربين بجائزة أفضل لاعب قاري ليصبح اللاعب الهلالي الرابع الذي يخطف النجومية الآسيوية عقب نواف التمياط وياسر القحطاني وناصر الشمراني.
الرياضة السعودية في 2017... عودة إلى المونديال... و«حرب على الفساد»
الرياضة السعودية في 2017... عودة إلى المونديال... و«حرب على الفساد»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة