إفشال «مسرحية» حوثية استهدفت خوخة الحديدة

الجيش يحرر مواقع جديدة في الجوف

الفريق محمد علي المقدشي لدى تفقده الوحدات العسكرية المرابطة في منطقة نهم شرق صنعاء أمس (سبأ)
الفريق محمد علي المقدشي لدى تفقده الوحدات العسكرية المرابطة في منطقة نهم شرق صنعاء أمس (سبأ)
TT

إفشال «مسرحية» حوثية استهدفت خوخة الحديدة

الفريق محمد علي المقدشي لدى تفقده الوحدات العسكرية المرابطة في منطقة نهم شرق صنعاء أمس (سبأ)
الفريق محمد علي المقدشي لدى تفقده الوحدات العسكرية المرابطة في منطقة نهم شرق صنعاء أمس (سبأ)

أفشل الجيش الوطني اليمني مسرحية حوثية أبطالها عناصر انقلابية استقلت دراجات نارية ويحمل كل منهم كاميرات لتصوير بعض المشاهد أثناء اقتحام «مفتعل» لمدينة الخوخة الساحلية (جنوب الحديدة)، في الوقت الذي سقطت فيه قيادات ومواقع للميليشيات إثر تشديد الجيش المسنود بالتحالف من عملياته العسكرية في البيضاء.
وأعلنت قوات الجيش الوطني، إفشالها لهجمات ميلشيات الحوثي على مواقعها في مختلف الجبهات بما فيها شرق مديرية الخوخة المحررة، التابعة لمحافظة الحديدة الساحلية (غرب اليمن)، وشرق العاصمة صنعاء والبيضاء.
وقال أيمن جرمش، ركن التوجيه في لواء «صقور تهامة»، والقيادي الميداني في المقاومة الشعبية التهامية، إن «هجوما واسعا نفذه الحوثيون على مواقع تمركز المقاومة الشعبية شرق الخوخة، مستخدمين في هجومهم الدرجات النارية في استماتة منهم لاختراق مواقع المقاومة التهامية التي بدورها تصدت لهم وبإسناد طيران التحالف، وتم كسر الهجوم بقوه لا تتوقعها تلك الميليشيات الانقلابية».
وأضاف أن «آخر إحصائية حول عدد قتلى الانقلابيين فقد وصل إلى أكثر من 100 قتيل خلال الـ24 ساعة الماضية، إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى في ذلك الهجوم، إضافة إلى أسر 7 آخرين من صفوف الميليشيات الإيرانية». ونفى «مزاعم الحوثيين وصولهم واستعادتهم مواقع في مديرية الخوخة المحررة»، مؤكدا أن «الخوخة لا تزال بيد عناصر المقاومة التهامية والحياة طبيعية داخل مركز المديرية ولا صحة لما تتناوله وسائل إعلام الميليشيات الانقلابية حول إعادة احتلالهم على الخوخة»، وأن كل ما ينشرونه «عبارة عن مغالطة وإخفاء للهزيمة والخسائر البشرية والعتاد التي وقعت بهم».
وبالانتقال إلى البيضاء، قال مصدر عسكري يمني لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش الوطني تمكن من السيطرة على عدد من المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية، وذلك في إطار العملية العسكرية التي أعلنت عنها قوات الجيش من خلال شن هجوم واسع على مواقع الميليشيات بمديرية خب والشعف، مع القصف المدفعي العنيف على مواقع الحوثيين، وبإسناد جوي من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، وسقوط عشرات القتلى والجرحى من الانقلابيين».
وأكد «إحكام قوات الجيش الوطني السيطرة على اليتمة، مركز مديرية خب والشعف، شمال الجوف، ومواقع المهاشمة ومنطقة العشة آل هضبات، ووصول القوات إلى الخط الإسفلتي الدولي الرابط بين اليمن والسعودية التي تربط بين البقع بصعدة والعقبة بالجوف، وذلك بعد السيطرة على منطقة المهاشمة الاستراتيجية، وسط فرار جماعي للانقلابيين من مواقعهم». كما شدد تأكيده «قطع الجيش الوطني لخط إمداد الانقلابيين في جبهات صبرين والعقبة».
وتواصل قوات الجيش والمقاومة الشعبية إحرازها التقدم في عدد من المديريات، وسط تصعيد الميليشيات من قصفها العنيف على عدد من قرى المحافظة الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني مخلفة وراءها خسائر بشرية ومادية في أوساط المواطنين، علاوة على دفعها لتعزيزات إلى مواقعها وزراعة الألغام الكثيفة على الطرقات الرئيسية والفرعية وعدد من القرى السكنية، بحسب ما أفاد به مصدر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط»، مضيفا أن عناصر الانقلاب «أطلقت النار على المواطن أحمد علي الحميقاني وهو من أهالي الحكيل بمديرية ذي ناعم، في نقطة بمفرق الحجلة التابع للحوثيين، يتزعمها المدعو أبو هاشم الريامي، عندما كان يقود سيارته وأردته قتيلا دون أي سبب يذكر».
وفي تعز، تشهد عدد من الجبهات مواجهات تبادل فيها الطرفان القصف المدفعي، وتواصل الميليشيات حصارها على قرى الحيمة في التعزية، شرق المحافظة، مع قصفها المدفعي المتواصل على منازل المواطنين.
وطبقا لسكان تحدثوا مع «الشرق الأوسط» فإن «الحوثيين وسعوا من عمليات التنكيل بالمواطنين العُزَّل، في ظل نزوح أغلب المواطنين إثر الهجوم والقصف الحوثي المستمر منذ التاسع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي»، مضيفين أن «أهالي الحيمة يعيشون كارثة إنسانية حقيقية، ومستاءون من خذلان المنظمات الإغاثية».
وأطلقت اللجنة الفرعية للإغاثة في تعز نداء استغاثة عاجلة للمجتمع الدولي، حكومات ومنظمات، تطالبهم فيها بسرعة التحرك لإنقاذ محافظة تعز المحاصرة من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وقالت في بيان لها إن سكان محافظة تعز وخصوصا المدينة ومنطقة الحيمة، التي لا يعرف بعد مصير سكانها في هذه الأيام بسبب فرض الحصار عليها من قبل الحوثيين، وما تتعرض له من قصف عشوائي بمختلف الأسلحة، يعانون من أوضاع كارثية إنسانية.
وفي السياق ذاته، نفى مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية صحة ما نشرته «رويترز» بشأن حادثة سوق الحيمة. وطالب المصدر في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، باستيفاء المعلومات من المتحدث الرسمي للحكومة أو قيادة التحالف «بدلاً من نشر قصص غير حقيقية على لسان مجهولين ونسبها للشرعية»، مشيرا إلى أن التحالف والشرعية يحققان في كل الادعاءات متى ما توفرت المعلومات الدقيقة عن ذلك. وجدد المصدر إدانته «لما تقوم ميليشيات الحوثي الإيرانية من تمترس في الأحياء السكنية وتجمعات المدنيين واستمرار التنكيل بسكان المناطق الخاضعة لسيطرتهم وبالذات العاصمة صنعاء التي حولتها إلى سجن كبير واستمرارها في تصفية كوادر وقيادات المؤتمر الشعبي واعتقال وملاحقة آخرين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.