قمعت ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية أمس، انتفاضة قبلية في مديرية همدان شمال صنعاء واعتقلت 15 شخصاً بينهم زعماء قبليون موالون للرئيس السابق علي صالح وحزب «المؤتمر الشعبي»، في وقت استهدف فيه طيران التحالف العربي تجمعات للميليشيا في معسكري النهدين والسواد جنوب العاصمة ودمر تعزيزات جنوب الحديدة بالتزامن مع انتصارات جديدة للجيش الوطني في الجوف والبيضاء.
وأفادت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط»، بأن المسلحين الحوثيين بقيادة مشرف الجماعة في همدان ويدعى «أبو علي»، فرضوا خطيباً حوثياً لصلاة الجمعة أول من أمس في منطقة «الحطاب» التابعة لمديرية همدان قبل أن يطرده أبناء «الحطاب»، وهو ما استدعى الميليشيا لمحاولة اقتحام المنطقة، غير أن الأهالي صدوا القوة الحوثية وأجبروها على التراجع.
وأضافت المصادر أن الجماعة استقدمت أمس (السبت) قوة عسكرية أكبر لمعاقبة قبائل «الحطاب» يتقدمها القيادي الميداني للجماعة زكريا الحوثي المنتمي إلى محافظة صعدة معقل الجماعة، حيث اشتبكت مع مسلحي القبائل وفرضت طوقاً أمنياً عليهم قبل أن تتمكن من اختطاف 6 زعماء قبليين موالين لحزب «المؤتمر الشعبي» والرئيس السابق، مع 9 مواطنين اعترضتهم الميليشيات أثناء عودتهم إلى منازلهم بتهم «الخيانة وموالاة أميركا وإسرائيل».
وذكرت المصادر أن من بين الزعماء القبليين المختطفين الشيخ منصور دحان والشيخ يحيى بن يحيى، والشيخ مجاهد عايض، وقالت إن الاشتباكات استمرت نحو 6 ساعات أعطب خلالها رجال القبائل عدداً من المركبات العسكرية للحوثي بأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة.
وفي وقت توعد فيه أبناء «الحطاب» بطرد الحوثيين من المنطقة، ورفض ممارساتهم الطائفية، أفادت المصادر بأن موالين للحوثي في المنطقة يبذلون مساعي للتهدئة ويجرون اتصالات مع قيادات الحوثي في صعدة لاحتواء الموقف، خشية أن تتطور الأحداث إلى انتفاضة أوسع في كل المناطق التابعة لقبائل «همدان».
وفي حي السبعين جنوب العاصمة، أفاد السكان بأن الميليشيات داهمت منزلاً يعتقد أنه لأحد أنصار الرئيس السابق وأطلقت خلال المداهمة أعيرة نارية من أسلحة خفيفة ومتوسطة قبل أن تقتاد 3 أشخاص من داخل المنزل لم يتم التعرف على هوياتهم.
وفي الأثناء، شن طيران التحالف ضربات عنيفة على تجمعات عسكرية للميليشيا شملت معسكر النهدين المطل على القصر الرئاسي ومقر قيادة قوات الحرس الجمهوري في منطقة السواد والمعروف بمعسكر «48».
وأفادت مصادر عسكرية مناهضة للميليشيا لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة استدعت منذ أيام كل منتسبي الجيش الموجودين في منازلهم منذ اقتحامها صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014 للعودة إلى معسكراتهم لتسليمهم نصف راتب كانت وعدت بصرفه لموظفي الدولة قبل أسبوعين.
وقالت المصادر إن الميليشيا اشترطت على الضباط والجنود العودة إلى الخدمة في وحداتهم العسكرية مقابل تسليم نصف الراتب، وهددت من يرفض باستبعاد درجته العسكرية وإسقاط اسمه من كشوف المرتبات، في حين أفادت مصادر أخرى بأن الميليشيا اعتقلت عشرات الجنود في معسكر «48» تمهيداً لإرسالهم إلى جبهات القتال.
الانقلابيون يقمعون انتفاضة في همدان
الانقلابيون يقمعون انتفاضة في همدان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة