إردوغان: رفضنا تسليم البشير لـ«الجنائية» ولن نقيم قاعدة في سواكن

البشير يستقبل إردوغان خلال زيارة للسودان (أ.ف.ب)
البشير يستقبل إردوغان خلال زيارة للسودان (أ.ف.ب)
TT

إردوغان: رفضنا تسليم البشير لـ«الجنائية» ولن نقيم قاعدة في سواكن

البشير يستقبل إردوغان خلال زيارة للسودان (أ.ف.ب)
البشير يستقبل إردوغان خلال زيارة للسودان (أ.ف.ب)

كشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده رفضت طلبا من المحكمة الجنائية الدولية، باعتقال وتسليم الرئيس السوداني عمر البشير، خلال مشاركته في القمة الإسلامية الطارئة حول القدس في إسطنبول في 13 ديسمبر (كانون الأول)، ونفى في الوقت نفسه أن يكون لدى تركيا خطط لإقامة قاعدة عسكرية بحرية في جزيرة سواكن التي سلمت الخرطوم إدارتها لتركيا لأجل غير مسمى.
وقال إردوغان في تصريحات لمجموعة من الصحافيين الأتراك رافقوه في طريق عودته أول من أمس من جولة أفريقية شملت السودان وتشاد وتونس، نشرت بوسائل الإعلام التركية أمس أن «تركيا لم تعر اهتماماً لطلب أرسلته المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير خلال حضوره قمة التعاون الإسلامي في إسطنبول». وأضاف أن المحكمة الجنائية الدولية بعثت برسالة تقول فيها إن بحوزتها معلومات عن وجود البشير في إسطنبول لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي وإنه يتعين على تركيا اعتقاله وتسليمه إلى المحكمة، مضيفا أن «أمرا كهذا يثير الضحك».
وتابع: «هل سنقوم بهذه البساطة بتسليمهم عضوا في منظمة التعاون الإسلامي ويشارك في قمة كهذه؟... أي نوع من الفهم هذا؟ من المستحيل فهمه. لم نعره اهتماما».
ولفت إردوغان إلى أن تركيا لم توقع على اتفاق روما الخاص بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ولهذا السبب لا يجب عليها أن تخضع لقراراتها، وأن الدول الأعضاء في المحكمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لم تتخذ أي إجراءات لترحيل الداعية فتح الله غولن المقيم في أميركا الذي قال إنه «يتحمل المسؤولية عن مقتل 251 شخصا»، في إشارة إلى اتهام أنقرة للداعية السبعيني الذي كان في السابق أوثق حليف لإردوغان بتدبير محاولة انقلاب فاشلة وقعت في تركيا نتصف يوليو (تموز) 2016، متسائلا: «كيف يمكنهم أن يطالبوني بتسليم عمر البشير»؟.
والبشير مطلوب بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال الحرب في دارفور التي اندلعت عام 2003، عندما حملت جماعات عرقية السلاح بوجه الحكومة السودانية التي أطلقت حملة واسعة مضادة، وتقول الأمم المتحدة إن هذه الحرب تسببت بمقتل 300 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون آخرين، وتنفي الحكومة السودانية كل هذا.
في سياق متصل، نفى الرئيس التركي وجود خطة لإنشاء قاعدة عسكرية لبلاده في جزيرة سواكن التي أعلن خلال زيارته للخرطوم يوم الاثنين الماضي. وكان البشير وافق على السماح لتركيا بترميم مرفأ الجزيرة الواقعة في البحر الأحمر، والذي كان مزدهرا خلال حقبة العثمانيين لكنه أهمل لاحقا وبات في حالة مزرية. وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت تركيا ستبني قاعدة بحرية في ميناء سواكن، قال إردوغان: «لا يوجد مثل هذا الميناء العسكري».
وكان إردوغان أعلن أن الهدف من تسلم تركيا إدارة الجزيرة هو ترميم الآثار العثمانية هناك واستخدام الميناء الموجود فيها لرحلات العمرة للأتراك لكنه قال إن هناك «اتفاقا آخر لن يعلن عنه الآن»، بينما أعلن وزير خارجية السودان بعد ذلك أنه تم توقيع اتفاقية للتعاون العسكري والأمني وعقد رؤساء أركان كل من تركيا والسودان وقطر اجتماعا في الخرطوم خلال زيارة إردوغان. وأثارت التصريحات حول جزيرة سواكن جدلا واسعا في وسائل إعلام مصرية وخليجية، وتحدث البعض عن حلف يجمع تركيا وإيران وقطر، الأمر الذي نفاه المسؤولون السودانيون والأتراك بشدة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.