الخارجية السودانية تعاقب دبلوماسياً اتهمته فتاة أميركية بالتحرش

صورة أرشيفية لحانة في مدينة نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)

عاقبت وزارة الخارجية السودان، دبلوماسياً سودانياً يعمل في بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، اتهمته فتاة أميركية بالتحرش بها في إحدى الحانات، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأوقعت عليه ثلاث عقوبات إدارية.
وقالت الخارجية السودانية في بيان اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، إنها لم تجد ما يدين دبلوماسيها بتهمة «التحرش»، بيد أنها عاقبته لأنه أخل بقواعد السلوك ولوائح الخدمة المدنية؛ وذلك لوجوده فيما أطلقت عليه «مكاناً لا يليق بدبلوماسي سوداني». وذكر البيان الموقّع باسم الناطق الرسمي للخارجية، قريب الله الخضر: إن لجنة التحقيق مع الدبلوماسي، توصلت إلى أنه كان في 8 أكتوبر داخل إحدى الحانات، بمدينة نيويورك، واعتبرت مجرد وجوده في المكان، وفي ذلك التوقيت، مخالفاً للوائح الخدمة المدنية والعمل الدبلوماسي.
وأوضح البيان أن «مجلس التحقيق» قرر: «معاقبة الدبلوماسي بتخفيض درجته الوظيفية، من (سكرتير ثانٍ) إلى الدرجة الأدنى منها (سكرتير ثالث)».
وأوصى المجلس بـ«نقله بشكل نهائي من البعثة السودانية الدائمة بنيويورك، وحرمانه من الترقي والنقل للبعثات، لمدة ثلاث سنوات من تاريخ اليوم (أول من أمس)»، وتوجيه إنذار نهائي له بالفصل، إذا ارتكب أي فعل مخالف لنظم وقوانين الخدمة العامة.
وقال البيان: إن العقوبات التي صدرت في حق الدبلوماسي؛ نتيجة «لأنه وضع نفسه موضع شبهات، تعرّض صاحبها لاتهامه بمخالفة قواعد السلوك السليم والخلق القويم». وتابع: «ارتياده ذلك المكان، وفيما لا يتصل بأي أعمال رسمية، يندرج تحت مخالفة قانون ولوائح الخدمة المدنية، وقانون السلك الدبلوماسي، ومرشد أداء البعثات، والتي تنص على الاستقامة الكاملة». وقطعت لجنة التحقيق، بعدم ثبوت حادثة التحرش، وقالت: «لم يتوفر ما يسند اتهام المذكور بارتكاب ما نسب إليه، (جريمة التحرش) وفعل أو سلوك مخالف للخلق القويم».
وذكرت الوزارة أنها كلفت مكتب تحقيق أميركياً مستقلاً، بالتقصي حول الاتهامات، الموجهة لدبلوماسيها، بيد أنه لم يجد «ما يثبت تهمة التحرش».
وأكدت الخارجية، أنها حريصة على تجسيد لوائحها الخاصة، وقواعد السلوك المهني والالتزام الأخلاق. واستمر التحقيق مع الدبلوماسي، لعدد من الجلسات استمرت نحو شهرين، بعد أن تم استدعاؤه إلى رئاسة الوزارة في الخرطوم، منذ أكتوبر الماضي.
ونقلت وسائل إعلام أميركية قبل أسابيع، أن الدبلوماسي المذكور، أمسك بالضحية البالغة من العمر 23 عاماً، ولمس أماكن حساسة من جسدها أثناء الرقص، في إحدى الحانات نحو الساعة الثانية والنص فجراً. وأبلغت الفتاة الشرطة فألقت القبض عليه أثناء محاولته الهرب، لكنها أفرجت عنه؛ لكونه يتمتع بالحصانة الدبلوماسية.