هل بدأت أعراض التوتر التي تبدو ملازمة للبرتغالي جوزيه مورينيو عند دخوله الموسم الثالث مع الأندية التي يتولى تدريبها، مبكرا هذه المرة.
الانتقادات التي وجهها مدرب مانشستر يونايتد إلى لاعبيه عقب التعادل مرتين متتاليتين هي أحدث المؤشرات على شعوره بوجود ضغوط كبيرة عليه في وقت يتقهقر فيه فريقه في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.
لقد بدا السؤال بسيطاً، لكن جاءت الإجابة كاشفة. داخل «استاد كينغ باور»، ومع آلام هدف التعادل المتأخر الذي سجله «ليستر سيتي» لا تزال حية، حدّق جوزيه مورينيو بريبة في وجه سائله، ثم انطلق في الزئير دونما توقف.
وقال: «هل تعتقد حقاً أن هذا ما يشغلني الآن؟ بول والكابتن والكابتن وبول؟ لا. هل لديك أي أسئلة أخرى بخصوص المباراة؟».
وجاء الرد: «لكن هذا السؤال على صلة بالمباراة؟».
وأجاب مورينيو بينما وقف من جلسته: «لا، ليست له صلة بالمباراة. ما الذي تقصده بشارة الكابتن؟ ما تأثير ذلك على المباراة؟».
وأجاب الصحافي: «إننا نحاول الاضطلاع بعملنا هنا والحصول على معلومات».
وهنا، تساءل مدرب «مانشستر يونايتد» بينما كان يهز كتفيه على نحو يعكس رفضه لحديث الصحافي: «أي معلومات؟ معلومات بخصوص الكابتن؟ أووف. هذه ليست معلومات. أي أسئلة أخرى؟ عيد ميلاد مجيد»، ثم انطلق نحو الباب.
ورغم حدة المزاج التي يشتهر بها مورينيو، يبقى رد فعله الغاضب إزاء سؤاله عن أول مباراة بالدوري الممتاز يشارك بها بول بوغبا وهو يرتدي شارة قائد الفريق، غريباً ومحيراً. وينبغي ألا نغفل أنه خلال هذا الشهر تورط المدرب البالغ 54 عاماً في شجار داخل الممر المخصص للاعبين في استاد «أولد ترافورد»، وانسحب غاضباً من مؤتمر صحافي، متهماً وسائل الإعلام بعدم إبداء الاحترام الواجب تجاه فريق بورنموث، وكذلك أشار إلى «بريستول سيتي» باعتباره فريقا محظوظا في أعقاب انتصار الأخير على مانشستر يونايتد في بطولة كأس الرابطة. الواضح أن ثمة إحباطا متزايدا لدى مورينيو إزاء رؤية منافسه اللدود الإسباني جوسيب غوارديولا وفريقه مانشستر سيتي وهم يكتسحون منافسيهم في الدوري الممتاز.
وجاء اتهام مورينيو للاعبيه باتخاذ «قرارات طفولية» خلال اللحظات القاتلة الأخيرة من المباراة أمام سوانزي، بمثابة مؤشر على أن البرتغالي بدأ يفقد صبره سريعاً حيال بعض كبار اللاعبين في فريقه، مع احتمالات أن يكون المقصود من حديثه هذا أنتوني مارسيال وآشلي يونغ وكريس سمولينغ - الذي أجبر على اللعب رغم إصابته بسبب افتقار «مانشستر يونايتد» إلى لاعبين إضافيين آخرين وجاء هدف تعادل ليستر بسببه.
وأثارت هذه الاتهامات في الأذهان الهجوم المرير الذي شنه مورينيو ضد فريق «تشيلسي» الذي كان يتولى تدريبه في أعقاب هزيمته أمام «ليستر سيتي» أيضا، وذلك منذ ما يزيد قليلاً على عامين. في ذلك الموقف، اتهم مورينيو لاعبيه بخيانته بعدما تعرضوا للهزيمة التاسعة في إطار الدوري الممتاز خلال الموسم رغم أنهم كانوا قد حصدوا البطولة ذاتها منذ شهور قلائل فقط. وبعد يومين فقط، تعرض مورينيو للطرد من منصبه.
ورغم أنه لا يزال الطريق طويلاً حتى يصل مورينيو إلى مثل هذا المستوى من التداعي، ثمة أدلة قوية تشير إلى أن المدرب البرتغالي يعايش الآن المراحل الأولى من «عرض الموسم الثالث» الشهير الذي ربما قد وصل الآن مبكراً عن موعده المعتاد.
بالنسبة لمدرب لم يخفق قط في الفوز ببطولة الدوري المحلي خلال موسمه الثاني مع أي نادي من التي تولى مسؤولية تدريبها، من السهل تفهم السبب، فحتى رغم أن مانشستر يونايتد يبدأ النصف الثاني من الموسم في أعلى ترتيب له منذ فوزه ببطولة الدوري الممتاز عام 2013، يجد مورينيو نفسه مع فريق زادت المسافة على نحو واضح بينه وبين مانشستر سيتي بقيادة المدرب غوارديولا في خضم تنافسهما على اللقب. لقد تكبد الفريق ثمناً باهظاً جراء افتقاره إلى المهنية أمام «ليستر سيتي»، مع إهدار مارسيال وجيسي لينغارد فرص عدة لضمان الفوز، وأعقب ذلك تعادل بطعم الهزيمة وبنفس النتيجة 2 - 2 في ملعب أولد ترافورد أمام بيرنلي.
ومع هذا، فإن الحكم الذي أصدره المدرب بخصوص «افتقار الفريق إلى النضج» من غير المحتمل أن يلقى قبولاً طيباً من جانب اللاعبين أنفسهم، خاصة يونغ الذي اتهمه مورينيو بالفشل في نقل رسالته إلى باقي زملائه. جدير بالذكر أن اللاعب الدولي الذي يشارك في صفوف المنتخب الإنجليزي كان من أقرب اللاعبين إلى مورينيو وارتدى شارة القائد عدة مرات هذا الموسم، لذا كان من المثير للدهشة أن يوجه له مورينيو انتقادات علنية صراحة.
ومع هذا، فإنه مثلما اعترف مورينيو نفسه علانية، فإن شارة القائد لا تمثل الكثير بالنسبة له. جدير بالذكر أنه في ظل غياب قائد الفريق مايكل كاريك، وقع الاختيار بانتظام على أنطونيو فالنسيا هذا الموسم لارتداء الشارة، بجانب سمولينغ. إلا أن بوغبا ظهر في الصورة هو الآخر، في المباراة أمام بريستول. والتساؤل هنا: هل يمكن أن يكون هذا جزءا من المشكلة؟.
من الصعب تخيل فريق لـ«مانشستر يونايتد» يضم ستيف بروس أو روي كين يتقهقر على هذا النحو المروع أمام فريق من 10 لاعبين فقط ويقتحم شباكه هدف تعادل عبر الكرة الأخيرة في المباراة كما جدث أمام ليستر. علاوة على ذلك، بدا واضحاً أن مورينيو عاجز عن نقل تعليماته إلى الفريق من خلال يونغ عندما تعرض سمولينغ للإصابة، الأمر الذي يحمل في طياته مؤشرات غير مبشرة بخصوص علاقة مورينيو بلاعبيه.
إن القائد الموثوق به قادر على توفير حلقة وصل محورية بين اللاعبين والمدربين، الأمر الذي يبدو غائباً عن «مانشستر يونايتد» في الوقت الراهن - دور من المعتقد أنه يلائم بوغبا تماماً. وجاء الإيقاف الذي تعرض له بوغبا قبل مباراة ديربي مانشستر بمثابة صفعة مؤلمة لآمال مورينيو، لكن مع عودة لاعب خط الوسط إلى الفريق يبدو من المنطقي أن يوليه المدرب هذه الثقة ويقلده شارة القائد على المدى الطويل.
لكن مباراة مانشستر يونايتد على أرضه أمام «بيرنلي» لم تحمل معها فرصة ذهبية كي يستعيد الأول تألقه، وسقط في فخ التعادل بل كان مهددا بالخسارة بعد تلقيه هدفين مبكرين في الشوط الأول. بات يتحتم على «مانشستر يونايتد» الفوز في المباراتين التاليتين أمام «ساوثهامبتون» وبعيداً عن أرضه أمام «إيفرتون» كي يضمن لنفسه البقاء في السباق على اللقب حتى وإن ضعفت آماله.
ومثلما ذكر مورينيو من قبل، فإنه «يتعين على المدرب والقائد أن يكون المحفز الأول لفريقه». والآن، حان الوقت كي يختبر مورينيو مدى جدوى أساليبه وجهوده في التحفيز.
مورينيو الذي أشار إلى حاجة فريقه إلى تدعيم كبير وأن إنفاق يونايتد نحو 300 مليون جنيه إسترليني لضم لاعبين جدد منذ توليه المسؤولية لا يعد كافيا خلال هذه السنوات، قال: «السعر المطلوب من الأندية الكبيرة ليس مثل المطلوب من أندية أخرى. الأندية صاحبة التاريخ الكبير تتم معاقبتها في سوق الانتقالات بسبب تاريخها». وأضاف: «لا ألوم اللاعبين فهم يقومون بما يستطيعون فعله وهو عمل جيد. تقولون ثماني نقاط من 15 متاحة لكني أقول إننا حصلنا في آخر مباراتين على 15 فرصة للتسجيل واهتزت شباكنا ثلاث مرات إضافة لمرة من ركلة حرة مذهلة».
أعراض توتر «الموسم الثالث» تظهر مبكراً على مورينيو
الانتقادات التي وجهها مدرب يونايتد إلى لاعبيه تؤكد شعوره بضغوط تراجع النتائج
أعراض توتر «الموسم الثالث» تظهر مبكراً على مورينيو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة