أعلن وزير الدفاع الروسي عن بدء العمل على تشكيل مجموعة القوات الدائمة في قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية في سوريا.
وكانت روسيا شكلت مجموعة القوات في القاعدتين خلال الفترة الماضية، معتمدة على «الاستعارة» من القواعد على الأراضي الروسية، حيث تناوبت مجموعات جوية وسفن بحرية، وكتائب وحدات خاصة ومن الشرطة العسكرية على تنفيذ المهام في سوريا، أي أنها كانت تمضي فترة محددة وتعود إلى روسيا وتحل محلها قوة جديدة. أما الآن، فإن وزارة الدفاع الروسية ستختار مجموعات خاصة لنقلها إلى سوريا وتطلق عليها صفة رسمية «مجموعة القوات الروسية الدائمة في سوريا». ويأتي هذا الإجراء التنفيذي، الشكلي إلى حد ما، ليثبّت الإعلان الروسي بانتهاء العملية العسكرية الروسية في سوريا بالقضاء التام على «داعش»، وضرورة الانتقال إلى العملية السياسية.
من جانب آخر، تأتي خطوة الإعلان عن تشكيل مجموعة القوات الدائمة بعد استكمال الأرضية القانونية، بموجب القوانين الروسية، وذلك بعد إتمام المصادقة رسمياً على اتفاقية طرطوس وحميميم. وقال شويغو: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد الأسبوع الماضي بنية وقوات القواعد الرئيسية في سوريا، وشكر مجلس البرلمان على المصادقة على الاتفاقيتين. وجاءت تصريحات شويغو بالتزامن مع إعلان مجلس الاتحاد (مجلس الشيوخ من البرلمان الروسي) عن المصادقة على اتفاقية طرطوس، وذلك في جلسته يوم أمس، الأخيرة في دورة العمل الخريفية للبرلمان. وأثنى شويغو خلال اجتماع مع قادة الجيش عبر دارة تلفزيونية مغلقة أمس على عمل قوات الشرطة العسكرية الروسية في سوريا، وقال: إنها المرة الأولى التي تستخدم فيها الشرطة العسكرية بهذا الشكل الواسع. وأشار إلى أن التصدي للإرهاب كانت المهمة الرئيسية للقوات الروسية خلال العامين الماضي والحالي، وأكد أن الوزارة انتهت الأسبوع الماضي من سحب الوحدات الرئيسية من مجموعة القوات الروسية في سوريا.
في غضون ذلك، شككت موسكو بموضوعية مبررات بقاء القوات الأميركية في سوريا، وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في تصريحات أمس: «نقول إنه تم تحقيق النصر على (داعش)؛ ولذلك حتى كأمر واقع، لم يعد هناك أي أساس لبقاء القوات الأميركية في سوريا، وقانونياً لم يكن هناك أي أساس لوجودها (على الأراضي السورية)»، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تبرر بقاء قواتها في سوريا بأسباب غير مقبولة بالنسبة لموسكو، موضحاً أن «يقول الأميركيون إنهم لن يخرجوا قبل أن تنطلق العملية السياسية، التي ستأخذ بالحسبان مصالح المعارضة، والمعارضة تضع هدفها النهائي بتغيير نظام الحكم»، وقال: إن مثل هذا الموقف يستوجب الكثير من التساؤلات.
وبالنسبة للقوات التركية، التي وصفها النظام السوري بـ«قوات معادية» وطالب بانسحابها الفوري من الأراضي السوري، فقال بوغدانوف: إن تلك القوات «تعمل حالياً في مناطق خفض التصعيد»، مشدداً على أن «روسيا تؤكد دوماً أن (هذا الوجود التركي) إجراء مؤقت»، وأوضح أن الدول الضامنة وبينها تركيا وإيران تتحمل المسؤولية في ضمان عمل مناطق خفض التصعيد، وأعاد إلى الأذهان أن تلك المناطق تمت إقامتها بموجب الاتفاق لمدة ستة أشهر، ولمح إلى ضرورة انسحاب القوات التركية بعد انتهاء دورها وتنفيذ المهام في مناطق خفض التصعيد، وقال بهذا الخصوص: «عندما تسقط الحاجة بمناطق خفض التصعيد، عندها يجب أن تنتهي كذلك الإجراءات المتصلة بدور الدول الضامنة».
وعاد بوغدانوف في تصريحاته، أمس، وأكد مجدداً على رعاية الأمم المتحدة مؤتمر الحوار السوري في سوتشي، وفي إجابته عن سؤال حول الدور القيادي والتمثيل الواسع للأمم المتحدة في المؤتمر، قال: «أجل بالطبع»، وأشار إلى أن القرار 2254 يشكل الأساس لكل جهود التسوية السياسية للأزمة السورية. وعبّر عن أمله في أن تتخلى المعارضة عن شرطها برحيل الأسد، وقال: إن «إطلاق تصريحات استفزازية قبل المفاوضات حول الهدف بالقضاء على الشريك في تلك المفاوضات، أمر غير بناء مطلقاً، ولن يؤدي إلى نتائج جيدة». وتتواصل التحضيرات والاستعدادات لمؤتمر الحوار السوري في سوتشي، وأكد أناتوي باخوموف، محافظ المدينة، أن «سوتشي مستعدة لاستقبال فعاليات دولية» مثل مؤتمر الحوار السوري.
روسيا تشكل قواتها {الدائمة} في سوريا وتعتبر الوجود التركي «مؤقتاً»
شويغو: تبرير بقاء القوات الأميركية غير مقبول
روسيا تشكل قواتها {الدائمة} في سوريا وتعتبر الوجود التركي «مؤقتاً»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة