اتفاق نهائي لانسحاب الفصائل من بيت جن باتجاه إدلب اليوم

اتفاق نهائي لانسحاب الفصائل من بيت جن باتجاه إدلب اليوم
TT

اتفاق نهائي لانسحاب الفصائل من بيت جن باتجاه إدلب اليوم

اتفاق نهائي لانسحاب الفصائل من بيت جن باتجاه إدلب اليوم

كشفت مصادر واسعة الاطلاع لوكالة الأنباء الألمانية عن التوصل إلى اتفاق نهائي بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة، لترحيل مقاتلي الأخيرة من قرى مغر المير وبيت جن ومزرعة بيت جن بريف دمشق الجنوبي الغربي إلى إدلب.
وذكرت المصادر أنه بموجب الاتفاق سيتم البدء بنقل المسلحين اعتباراً من صباح اليوم في حال التزامهم بوقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه ظهر الاثنين كبادرة حسن نية بين الطرفين، إضافة إلى تسليم السلاح الثقيل والتلال والمواقع الحاكمة في تل مروان بمحيط قرية مغر المير.
ونفت المصادر جميع ما تردد من معلومات خلال الساعات الأخيرة عن نقل بعض المسلحين إلى درعا، مؤكدة أن قوات النظام رفضت بشكل قطعي هذا الطلب. وأكدت المصادر اعتقال القوات لعدد من المسلحين في محيط قرية مغر المير وبيت جن، أثناء محاولتهم الانسحاب إلى بلدة شبعا اللبنانية.
وفي حين أعلن النظام «وقف عملياته العسكرية على محور (مغر المير - مزرعة بيت جن) بعد استسلام جبهة النصرة والعناصر المرتبطة بها»، أقر عضو المكتب الإعلامي لـ«قوات جبل الشيخ» أبو اليمان، بانطلاق مفاوضات مع النظام، نافياً أن يكون قد تم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الانسحاب. وقال أبو اليمان لـ«الشرق الأوسط»: إن «النظام خرق أمس، الهدنة التي تظلل المفاوضات من خلال محاولته التقدم من محور الوعر واستهدافه بيت جن بـ30 قذيفة».
وفاقمت الأنباء الواردة من الغوطة الغربية إلى دمشق، المخاوف الإسرائيلية من تمدد إيراني جديد في المنطقة. وتحدث موقع «ديبكا» الاستخباراتي الإسرائيلي، عن «تعرض جيش إسرائيل لـ3 نكسات استراتيجية يوم الأحد بعدما سيطر الجيش السوري و(حزب الله) والقوات المدعومة إيرانياً على قرية مغر المير التي قسمت بيت جن إلى قسميْن»، لافتاً إلى أن «مجموعة من عناصر «(حزب الله) عبرت من شبعا إلى سوريا يوم الأحد الفائت وانضمت إلى الجيش السوري والقوات المدعومة إيرانياً في بيت جن التي تبعد 11 كيلومتراً فقط عن الحدود الإسرائيلية في الجولان المحتل».
وأكد الباحث السوري أحمد أبا زيد، أن القوات الرئيسية التي تتولى المعارك في بيت جن إيرانية، إضافة إلى الميليشيات المحلية من بلدة حضر وغيرها، لافتاً إلى أن سيطرة القوات الإيرانية على بيت جن سيجعلها على تماسٍّ مباشر مع القوات الإسرائيلية. وقال أبا زيد لـ«الشرق الأوسط»: «الاستراتيجية الأميركية – الإسرائيلية لم تعبّر عن قرار بمواجهة حقيقية للتمدد الإيراني باعتبار أنه حين حاولت طهران التوسع في المنطقة الشرقية، قصفت واشنطن القوات التابعة لها مرتين، لكنها بعد ذلك رضخت لهذا التمدد». واعتبر أبا زيد أن الاستراتيجية السابق ذكرها «تعتمد بشكل رئيسي على استهداف طرق الإمداد والشحنات، لا التصدي للتمدد الإيراني بشكل كلي».
وأفاد «الإعلام الحربي» التابع لـ«حزب الله»، أمس، بـ«استسلام جبهة النصرة والفصائل المرتبطة بها، في محور (مغر المير - مزرعة بيت جن) في ريف دمشق الجنوبي الغربي، بعد عجزهم عن التصدي لتقدم الجيش السوري في المنطقة»، لافتاً إلى أن «الجهات المختصة تعمل على ترتيب اتفاق يقضي بنقلهم إلى إدلب ودرعا خلال الأيام القادمة»، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «هدوء يسود في ريف دمشق الجنوبي الغربي منذ ليل الاثنين – الثلاثاء على جبهات القتال بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام من جانب آخر»، موضحاً أن «هذا الهدوء يأتي في أعقاب التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في المنطقة بين الطرفين، يقضي بخروج هيئة تحرير الشام ورافضي الاتفاق من المقاتلين من الفصائل الأخرى ومن يرغب من المدنيين، من ريف دمشق الجنوبي الغربي، نحو مناطق في الشمال السوري، مع احتمال أن يجري إخراج دفعة من المقاتلين من غير هيئة تحرير الشام إلى درعا». وأشار المرصد إلى أن «التفاوض يستمر للوصول إلى آلية لبدء تنفيذ الاتفاق»، مرجحاً أن ينطلق خلال الـ72 ساعة المقبلة.
كان المرصد قد ربط بين تصعيد قوات النظام قصفها خلال الشهرين الماضيين على منطقة بيت جن، وبين سعيها إلى «إجبار الفصائل على استنفاد ذخيرتها، للضغط عليها، للاستسلام والرضوخ لشروطها، وقبول أحد الحلين إما المصالحة وإما التهجير».
إلا أن مواقع معارضة تعتبر أن «ما يحصل في بيت جن ليس إلا بداية لسلسلة حلقات من مسلسل جديد تسعى قوات الأسد إلى تطبيقه بالسيطرة أولاً على نفوذ الفصائل جنوبي دمشق، على أن تفتح جبهات منطقة مثلث الموت من جديد، وصولاً إلى التوغل في عمق مناطق المعارضة في ريف درعا الغربي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».