قال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي أمس الاثنين، إن العراق لم يتوصل بعد لاتفاق مع شركة «إكسون موبيل» بشأن مشروع بمليارات الدولارات لزيادة إنتاج عدد من الحقول النفطية الجنوبية.
وأبلغ اللعيبي، الصحافيين، في مراسم توقيع اتفاق نفطي منفصل مع شركة صينية، أن المشروع سيعرض على شركات أخرى إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع «إكسون» بحلول فبراير (شباط) المقبل.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال اللعيبي إن محادثات العراق مع «إكسون موبيل» لتطوير المشروع في مراحلها النهائية. ويشمل المشروع مد خطوط أنابيب نفطية وبناء منشآت تخزين ومشروعاً لضخ مياه من الخليج في المكامن لتحسين الإنتاج. لكنه أوضح أمس أن «مفاوضات المشروع قطعت أشواطاً، لكنها لم تتوصل إلى نتائج نهائية بسبب أفكار لدى الشركة (إكسون موبيل) حول مستويات إنتاج النفط الخام».
ووقعت وزارة النفط العراقية وشركة «جنهوا» الصينية التي تديرها الدولة أمس، عقداً ابتدائياً لتطوير حقل نفطي شرق بغداد بقيمة مالية تتجاوز 3 مليارات دولار. وقال اللعيبي إن «هذا العقد مهم للعراق لزيادة إنتاج النفط الخام بمعدل 40 ألف برميل يومياً لتلبية متطلبات قطاع الطاقة الكهربائية في بغداد».
وأشار عبد المهدي العميدي، المدير العام لدائرة العقود والتراخيص البترولية في العراق، إلى أن العقد الجديد سيتيح للشركة الصينية الحصول على رسوم قدرها 3.5 دولار عن كل برميل نفط خام ينتجه الحقل، وسيكون نموذجاً لجميع العقود المستقبلية مع الشركات العالمية. وقال إن «عقد حقل شرق بغداد تمت صياغته بطريقة تعمل على حفظ تكاليف تطوير الحقل إلى حد كبير. هذا العقد سيكون النموذج لكل العقود والاتفاقات المقبلة».
وأضاف أن العراق يخطط لاستغلال 20 مليون قدم مكعب من الغاز الذي يخرج كمنتج ثانوي مصاحب لإنتاج النفط من حقل شرق بغداد، لتغذية محطة كهرباء كبيرة قريبة. كما توقع العميدي أن يتم التوقيع على الاتفاق النهائي لحقل شرق بغداد بحلول مارس (آذار).
وقال جلال أحمد رئيس شركة «نفط الوسط» التي تديرها الدولة للصحافيين، إن زيادة إنتاج الخام من حقل شرق بغداد النفطي، الذي قال إنه ينتج حالياً 10 آلاف برميل يومياً، ستستخدم في تغذية محطة كهرباء كبيرة قريبة من بغداد. وذكر جلال أيضاً أن الشركة تخطط لزيادة إنتاج حقل نفط خانة النفطي القريب من الحدود الإيرانية إلى ثمانية آلاف برميل يومياً من ألفي برميل يومياً في الوقت الحالي.
وفي سياق متصل، أعلن اللعيبي أمس المباشرة بالإنتاج التجريبي من حقل الصبة النفطي في محافظة ذي قار، بطاقة 20 ألف برميل يومياً. وقال إن «الجهد الوطني للعاملين في القطاع النفطي أثمر، وبالإمكانات المتاحة، عن تأهيل وتطوير حقل الصبة النفطي والوصول بالطاقة الإنتاجية إلى 20 ألف برميل باليوم».
وأكد على مضي وزارة النفط «قدماً في الوصول بالطاقة الإنتاجية إلى الطاقات المتاحة لهذا الحقل، فضلاً عن الاستثمار الأمثل للغاز المصاحب»، مشيراً إلى أن المنشآت السطحية للحقل تستوعب طاقة إنتاجية تزيد على مائة ألف برميل يومياً.
وأوضح أن حقل الصبة، الذي تم اكتشافه في خمسينات القرن المنصرم، يعتبر من أهم ثلاثة حقول نفطية رئيسية في محافظة ذي قار. ويقع الحقل جنوب شرقي مدينة الناصرية، وفي الاتجاه الشمالي الغربي من حقل اللحيس. وكان العراق قد استحدث مؤخراً تشكيل شركة «نفط ذي قار» التي تتولى إدارة المنشآت والحقول النفطية في المحافظة، وأبرزها حقول الغراف والناصرية والصبة.
كما أشار اللعيبي أمس إلى توقعاته بشأن سوق النفط العالمية، قائلا إن مخزونات الخام العالمية انخفضت إلى مستوى مقبول، وأن هناك مؤشرات إيجابية على أن الأسعار بسوق النفط ستتحسن بدرجة كبيرة العام المقبل. وقال: «أنا متفائل، وخلال الربع الأول من العام المقبل سيكون هناك توازن أكبر بين المعروض والطلب مما سينعكس بصورة إيجابية على تحسين أسعار النفط العالمية». وأضاف أن أي زيادة طفيفة في إنتاج النفط الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) قد يكون لها بعض التأثير على الأسعار.
العراق: عقد تطوير نفطي مع بكين... واتفاق «إكسون موبيل» عالق
العراق: عقد تطوير نفطي مع بكين... واتفاق «إكسون موبيل» عالق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة