إدانة واسعة لخطة بناء 300 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية

الفلسطينيون يعلنون الثلاثاء والجمعة يومي غضب و«الشاباك» يدعي إجهاض 400 عملية مسلحة

TT

إدانة واسعة لخطة بناء 300 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية

أعلن منسق القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية، د. واصل أبو يوسف، أن يومي الثلاثاء والجمعة المقبلين، سيكونان يومي غضب في محافظات الوطن كافة، ضد انحياز الإدارة الأميركية لإسرائيل، واحتجاجاً على إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وما تبعه من إجراءات احتلالية قمعية ومشاريع استيطان.
وأضاف أبو يوسف، أمس (الأحد)، أن مسيرات غضب ستنطلق أيضاً في مناطق اللجوء والشتات.
وجاء هذا القرار في ضوء التصريحات التي أدلى بها رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، التي قال فيها إن الفلسطينيين يفشلون في إخراج المواطنين إلى الشوارع، كما حصل في الانتفاضة الأولى، لكن هذا الهدوء النسبي يضلل. فهناك من يحاول تحويلها إلى انتفاضة مسلحة على غرار أحداث عام 2000.
وأشارت جهات أمنية إسرائيلية، إلى أن حركة حماس لا تشارك في الهبة الشعبية الجماهيرية السلمية، وتحاول بكل قوتها تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية.
وادعى أرغمان، لدى ظهوره أمس أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، أن جهاز «الشاباك» أحبط 400 عملية نوعية منذ بداية العالم الحالي (2017)، جزء منها كان على أيدي منفذين انفراديين، من دون أن تقف وراءهم تنظيمات فلسطينية. وفصّل أرغمان هذه العمليات بأن من بينها 13 عملية انتحارية، وثماني عمليات خطف، و94 عملية باستخدام السلاح، كما تم إحباط 110 عمليات خطط لتنفيذها أشخاص انفراديون.
وفي السياق، كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أن حكومة اليمين الإسرائيلية تعكف على وضع مخطط لبناء 300 ألف وحدة سكنية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلين، فيما أكدت منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، على أن الاحتلال يطرح هذا المخطط في أعقاب إعلان ترمب، القدس عاصمة لإسرائيل.
وقالت تلك المصادر إن وزير البناء والإسكان الإسرائيلي، يوآف غالانت، يدفع بمخطط كبير يقضي ببناء 300 ألف وحدة سكنية في «منطقة القدس الكبرى»، وإن قسماً كبيراً من هذا المخطط سيُنفذ «وراء حدود الخط الأخضر». واعتبر غالانت مخططه بمثابة «ترسيخ السيطرة الصهيونية - اليهودية في القدس عاصمتنا». ويشمل المخطط بناء وحدة سكنية استيطانية في أراض فلسطينية مصادرة، وبنى تحتية للمواصلات وأماكن تجارية وساحات وحدائق عامة. وقال مصدر إعلامي إن «غالانت أعلن عن هذا المخطط في التوقيت الحالي، لأنه يريد الاندماج ضمن قائمة حزب الليكود للانتخابات العامة المقبلة، والمخطط الذي سيصوره كباني القدس والمستوطنات، سيساعده على تحسين موقعه بين المنتسبين لليكود».
وقد حذرت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، من مخاطر المخطط وتداعياته. وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين بشدة هذا المخطط، وقالت في بيان، أمس، إنها ترى أن هذه الخطة الاستيطانية الضخمة تأتي في إطار المشروع الاستعماري التوسعي الذي تنفذه الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو في طول الأرض الفلسطينية المحتلة وعرضها، الذي يتصاعد حالياً في كل من القدس والأغوار الفلسطينية والبلدة القديمة في الخليل ومناطق جنوب نابلس وغيرها. وأكدت الوزارة أن هذا التجرؤ الاستعماري الإسرائيلي لم يكن ليحدث لولا إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وبالتالي تحمّل الوزارة الرئيس ترمب وإدارته المسؤولية الكبرى عن أي جرائم وإجراءات استيطانية جديدة تقوم بها سلطات الاحتلال، بحق الشعب الفلسطيني وأرض وطنه ومقدساته، مشيرة إلى أن مجرد التفكير والحديث عن هذا الكمّ الهائل من الوحدات الاستيطانية الجديدة، يعني تمسك أركان اليمين الحاكم في إسرائيل بسياساته الرامية للقضاء على الطابع المسيحي الإسلامي العربي للقدس بشكل نهائي، وممارسة عمليات واسعة النطاق من التطهير العرقي وطرد المقدسيين من مدينتهم المقدسة.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قد جددت، أمس، حملة الاعتقالات ليصل عدد المعتقلين والمصابين منذ إعلان ترمب بشأن القدس إلى 535 مواطناً، بينهم 163 طفلاً، و12 امرأة، وثلاثة جرحى.
من جهته، وجَّه المشرف العام على الإعلام الرسمي، الوزير أحمد عساف، رسائل إلى عشرات المؤسسات العربية والدولية ذات الشأن، حول اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي على الصحافيين بشكل عام، وعلى الصحافيين الفلسطينيين التابعين لمؤسسة الإعلام الرسمي الفلسطيني بشكل خاص. ودعا عساف إلى التدخل السريع لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتعمدة والممنهجة، وتأمين الحماية للصحافيين الذين يقومون بواجبهم الوطني والمهني، كما طالب بمحاسبة جنود الاحتلال على هذه الجرائم التي تستهدف الصحافيين الفلسطينيين المدافعين عن الحقيقة.
وأوضح عساف في الرسائل، أن اعتداءات جيش الاحتلال قد تزايدت منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وأصبحت أكثر عنفاً ووحشية. وقال إنه خلال الأسبوعين الأخيرين، تم استهداف أكثر من 70 صحافياً، بينهم 50 من الإعلام الرسمي، مع العلم أن جميعهم كانوا يرتدون الملابس والشارات التي تدل على مهنتهم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.