أحدث فصول حكاية كورسيكا «المتمردة»

ترتمي في أحضان دعاة «الإدارة الذاتية» والابتعاد عن فرنسا

أحدث فصول حكاية كورسيكا «المتمردة»
TT

أحدث فصول حكاية كورسيكا «المتمردة»

أحدث فصول حكاية كورسيكا «المتمردة»

عندما تسأل فرنسياً في موسم الشتاء عما يتمناه في زمن تهبط السماء الرمادية الداكنة لتلامس الأرض وتنكب الأمطار وتصفر الرياح، تيقّن أن إجابته ستكون على الأرجح: أريد أن أرى أشعة الشمس، أريد بعض الدفء وأن أرى السماء. وعندما تزيد تطفلك عليه وتسأله: أين ذلك؟ فإن جوابه أحد اثنين: إما الشاطئ اللازوردي، أي الشاطئ الفرنسي المتوسطي، مع مدنه الشهيرة: نيس، أنتيب، كان ومونتي كارلو، أو «جزيرة الجمال» ويعني بها جزيرة كورسيكا الواقعة في خليج جنوى، مقابل الساحل الإيطالي وهي تبعد عن مدينة نيس 332 كلم.
قد لا يعرف القارئ العربي أن كورسيكا، وتحديداً عاصمتها أجاكسيو الجميلة، مسقط رأس أشهر شخصية فرنسية على الإطلاق؛ الإمبراطور نابليون بونابرت الذي وُلد فيها يوم 15 أغسطس (آب) من عام 1769. نابليون ولد فرنسياً لكنه لم يكن يتكلم الفرنسية في منزله بل الإيطالية. ولو كان ميلاده قبل عام واحد لكان إيطالياً، إذ إن الجزيرة الجميلة أصبحت فرنسية في عام 1768 عندما أعطتها جنوى لفرنسا بموجب معاهدة فرساي. عندها كانت كورسيكا جمهورية ديمقراطية تتمتع بدستور أعطى المرأة حق التصويت منذ عام 1755، أي قبل نحو 200 عام من إعطائه للمرأة في فرنسا. ولم تصبح كورسيكا فرنسية إلا بعد معارك طاحنة ضد زعيمها غير المنازع باسكال باولي الذي خسر آخر معاركه مع الجيش الملكي الفرنسي فرحل منفياً إلى بريطانيا. نابليون بونابرت وباسكال باولي، الشخصيتان الأشهر في كورسيكا، يصعب تناسيهما في الجزيرة التي تبلغ مساحتها 8680 كلم مربع.
في الأيام الأخيرة، عادت كورسيكا إلى واجهة الأحداث فرنسياً وأوروبياً بعد أن حققت الأحزاب الداعية إما لإدارة ذاتية أو للانفصال عن فرنسا نصراً انتخابياً تاريخياً بحصولها في الدورة الثانية من الانتخابات المحلية في العاشر من الشهر الحالي، على أكثر من 56 في المائة من الأصوات.
وهذه النتيجة ستمكنها من أن تضع اليد على المجلس التمثيلي من جهة، وعلى المجلس التنفيذي من جهة أخرى. ويبدو هذا الحدث تاريخياً بكل معنى الكلمة، لأنها المرة الأولى في تاريخ الجزيرة الحديث يعطي فيها سكان كورسيكا عن طريق الاقتراع ووفق القواعد الديمقراطية، الأكثرية لتحالف حزبين «قوميين» يتأرجحان ما بين الانفصال التام والناجز عن فرنسا، أو التوصل إلى وضع إدارة ذاتية ذات صلاحيات تامة. الأول يديره جان غي تالاموني، رئيس «المجلس النيابي» المحلي، والثاني يرأسه جيل سيميوني، عمدة مدينة باستيا «ثاني المدن الكورسيكية» وكلاهما خاض الانتخابات المحلية لتشكيل مجلس تمثيلي موحد للجزيرة التي كانت منقسمة إدارياً إلى منطقتين، فضلاً عن صلاحيات إضافية للمجلسين التمثيلي والتنفيذي. وسيبدأ العمل بالوضع الجديد للجزيرة مع انطلاق عام 2018.

على خطى كاتالونيا
بيد أن للحدث أهمية أخرى تعود في جانب منه إلى التوقيت. ذلك أن الانتخابات الكورسيكية جاءت بعد فترة قصيرة على التطورات الدرامية التي شهدتها مقاطعة كاتالونيا الإسبانية التي أرادت قيادتها الانفصال نهائياً عن مدريد والتخلي عن التاج الإسباني وإعلان جمهورية كاتالونيا. وما زال كارلوس بوتشيمون «منفياً» في بروكسل، بعد أن فر من برشلونة عقب قرار الحكومة الإسبانية التي يرأسها اليميني ماريانو راخوي بوضع حد بشكل مؤقت للإدارة الذاتية للمقاطعة المتمردة، لأنها انتهكت النص الدستوري ولم تأخذ بالاعتبار قرار المحكمة الدستورية العليا، وقامت بإجراء استفتاء على الانفصال، بعكس ما تتيحه أحكام الدستور.
وقصة كاتالونيا، المقاطعة الغنية التي سئِمَت من أن تحمل على كاهلها باستمرار عبء المقاطعات الأخرى، باتت معروفة. وهي ببعض وجوهها شبيهة بما تعرفه كورسيكا من حيث استقواء النزعة الانفصالية والرغبة في التحرر من قيود دولة قامت عبر العصور على القهر وعلى نفي التمايز وصهر المكونات في بوتقة واحدة خصوصاً في فرنسا حيث ما يُسمى «الفلسفة اليعقوبية»، ما زالت قائمة وتعني باختصار تغليب المركز على الأطراف ونفي الفوارق لصالح ما يجمع بين المكونات. وبالطبع، ثمة اختلافات أساسية بين فرنسا وإسبانيا. فإسبانيا تعترف بالمناطق التي أعطتها صلاحيات واسعة مع مجالس وإدارات محلية، وهذا ما لم تكن فرنسا تعرفه، أقله في فرنسا «القارية».
وفي أي حال، فإن التجربة الكتالونية حفظها الكورسيكيون عن ظهر قلب، وبالتالي ورغم توقهم للاستقلال، فإنهم يريدون تلافي أخطاء من سبقهم على درب المطالبة بالاستقلال أكان ذلك الاسكوتلنديين أم الكاتالونيين. وباختصار شديد، فإن الفشل الذريع الذي أصاب الخط المتشدد في كاتالونيا مرده إلى أنهم وجدوا أنفسهم وحيدين من غير نصير. فنداءات الاستغاثة التي أطلقها الزعيم الانفصالي باتجاه الاتحاد الأوروبي بقيت من غير جواب. وأجمع الأوروبيون على اعتبار المسألة الكاتالونية شأناً إسبانياً داخلياً لا غير. والاستثناء الوحيد جاء من الحزب الانفصالي الكورسيكي الذي أيد تطلعات كاتالونيا. وكانت النتيجة أن الحكومات الأوروبية والمفوضية ورئاسة المجلس رفضت كلها التعاطي مع الإدارة الكتالونية الذاتية. لذا، فإن مدريد نجحت وبقوة أن تعيد فرض الإدارة الإسبانية المباشرة على المقاطعة المتمردة ورمي القادة الانفصاليين - أو على الأصح من نجحت بوضع اليد عليهم - في السجون أو توجيه الاتهامات لهم، وذلك عن طريق رفع راية العمل بالدستور ولا شيء غير الدستور. غير أن راخوي سارع للإعلان عن الدعوة لانتخابات عامة جديدة سعياً وراء الاستحصال على أكثرية محلية مؤيدة لبقاء كاتالونيا داخل إسبانيا. وجرت هذه الانتخابات المحلية في 21 من الشهر الحالي، وأسفرت عن فوز جديد للأحزاب المؤيدة الانفصال رغم أن الحزب الذي تصدر ترتيب الفائزين يؤيد بقاء الوحدة مع إسبانيا.

كورسيكا المتمردة
كثيرون يعرفون رواية الكاتب الفرنسي بروسبير ميريميه المسماة «كولومبا» والصادرة في الأول من يوليو (تموز) في عام 1840. الكتاب يروي قصة الثأر والمسمى محلياً «فانديتا» بين عائلتين تجران وراءهما أحقاداً مزمنة. وأهمية الرواية أنها تعكس تقاليد كورسيكية وأنماط عيش بعضها ما زال متجذراً في الوقت الحاضر وتعكس خصوصاً الطباع الكورسيكية. فالكورسيكيون متمردون بطبعهم ولا يحبون السلطة ولا يحبون الأجانب أو الغرباء، فالهاربون من وجه العدالة كثر، وقاعدة «الصمت» ما زال معمولاً بها في هذه الجزيرة الواقعة شمال جزيرة سردينيا الإيطالية؛ فعمليات الثأر والتهريب والمشاحنات المحلية وفرض الخوات واللصوصية والتعديات على الأملاك العامة والتعرض للموظفين الحكوميين أو المحليين كثيرة. ويوم الاثنين 18 ديسمبر (كانون الأول)، نجحت الشرطة المحلية في القبض على أحد أبرز الخارجين على القانون واسمه جاك مارياني في مدينة لابول، كما أنها وضعت اليد على دزينة من صغار المهربين واللصوص في الجزيرة ما يدل على استمرار هذه الأعمال وعلى رغبة الدولة في الإمساك بالوضع.
جاءت المطالب الانفصالية لتصب الزيت على النار ولتغذي كره «الفرنسي القاري» فتكاثرت «الليالي الزرقاء» والمقصود منها عمليات التفجير التي كانت تستهدف الفيلات الفخمة للفرنسيين القاريين الذين يعتبرهم جزء من السكان «أجانبَ»، بل يعتبرونهم مسؤولين عن التغيّرات الجذرية التي تضرب المجتمع الكورسيكي وتبعده عن تقاليده وتغيّر البنية الديموغرافية للجزيرة فضلاً عن صورتها الطبيعية بسبب الازدحام السياحي والرغبة في الربح السريع من خلال الإكثار من المشاريع العمرانية... ونما شعور محلي يدفع الكورسيكيين إلى اعتبار أنهم «مهمشون» أو أنهم أصبحوا «غرباء» في بلدهم، وأن لغتهم المحلية تتراجع بل إنها تموت، وغير ذلك من المطالب التي تغذي النزعة الانفصالية، وتدفع ببعض المتهورين إلى اللجوء إلى لغة العنف والرصاص.
واستهدف أصحاب التيار العنيف بشكل خاص الفرنسيين الذين رحلوا من الجزائر مع وبعد الاستقلال. كما أن المهاجرين من أصول عربية وغالبيتهم الساحقة وصلت إلى الجزيرة من بلدان المغرب العربي يعانون من استقواء الشعور المعادي للأجانب، خصوصاً أنهم عرب ومسلمون، فتكاثرت الأعمال العدائية ضدهم ونمت العنصرية التي كانت تصل في غالب الأوقات إلى استخدام العنف الجسدي، واستهداف مصالح هؤلاء التجارية، علماً أن أكثريتهم تعمل في القطاع الزراعي في الجزيرة. ويبدو «غزو» الجزيرة فيما تأتي به أرقام الإحصائيات، وآخرها جرى في عام 2013، وبيّن أن كثيراً من السكان زاد بنسبة 17 في المائة ليبلغ 324 ألف نسمة، والسبب في ذلك الدفق السكاني الذي يصب في «جزيرة الجمال»، ما يدفع أصحاب الخط الاستقلالي إلى الحديث عن «الاستعمار» أو «الاستيطان».

«جبهة تحرير كورسيكا»
هذا الميل إلى العنف أفضى إلى ولادة «جبهة تحرير كورسيكا» الراديكالية الإرهابية. والهدف المعلن للجبهة التي تأسست في عام 1976 الحصول على استقلال كورسيكا بقوة السلاح وبالإرهاب. ونتجت الجبهة عن طريق دمج ثلاث حركات قومية، إحداها ماركسية اشتراكية. وقبل هذا التاريخ وتحديداً في 22 أغسطس من عام 1975، قام مناضلون من «حركة البعث الكورسيكية» التي كان يقودها طبيب معروف، اسمه ادمون سيميوني، باحتلال مزرعة عائدة لمواطن فرنسي قدم إلى الجزيرة من الجزائر. وقدم سيميوني لائحة مطالب لخصها في التالي: «لا نسعى للاستفزاز بل هناك ببساطة رغبة جامحة بتوسيع النضال من أجل تحقيق مطالبنا، ومنها الدفاع عن الوظائف لتكون لسكان الجزيرة والدفاع عن الهوية الثقافية وعودة المنفيين». ولم يتأخر الجيش الفرنسي في إرسال وحداته التي قبضت على المتمردين. لكن الاشتباكات مع المتحصنين في المزرعة والحاملين لأسلحة صيد أدت إلى مقتل اثنين من رجال الدرك. وما بين عامي 1976 و2014، قامت «جبهة تحرير كورسيكا»، على غرار ما قام به الباسك، شمال غربي إسبانيا والجيش الجمهوري الآيرلندي في آيرلندا الشمالية بعمليات إرهابية أشهرها قتل محافظ كورسيكا أرينياك في 6 فبراير عام 1998.
وفي ليلة واحدة من عام 2012 استهدفت «الجبهة» بالديناميت عشرين منزلاً لفرنسيين قاريين. لكن السلطات الفرنسية لم تَلِن قط، رغم أنها لم تستطع منع الاعتداءات ووضع حد للتفجيرات. لكن دعاة الخط العنيف المتصلب أصبحوا أقلية ضئيلة، ووصلوا في عام 2014 إلى قناعة مفادها أن العنف لن يغيّر الأمور.
ولذا، فإن جبهة تحرير كورسيكا أعلنت في 25 يونيو (حزيران) عام 2014 وقف العمل المسلح وتسليم سلاحها والتحول إلى العمل السياسي من غير التخلي عن مطالبها. والجدير بالملاحظة أن جيل سيميوني، زعيم أحد جناحي التحالف الذي فاز في الانتخابات، هو ابن الدكتور ادمون سيميوني الذي كان أول من دعا باتجاه العمل المسلح. والحال أن ابنه لم يعد يطالب بالانفصال عن فرنسا، بل التوصل إلى إدارة ذاتية موسعة في إطار الجمهورية الفرنسية. وفي تفسيره للطريق الطويلة التي قادت التحالف إلى الفوز الواضح في الانتخابات المحلية قال سيميوني في برنامج تلفزيوني إن الكورسيكيين «عاشوا صراعاً مريراً مملوءاً بالمآسي والقتلى من الجانبين»، وإنه «حان الوقت لقلب الصفحة والتركيز على العمل السياسي» الذي أوصل الانفصاليين إلى تسلم مقدرات الجزيرة.

الانفصاليون
غابت المطالب الانفصالية الاستقلالية عن البرنامج الموحد للحركتين اللتين فازتا في الانتخابات بالاستناد إلى برنامج موحد. ويرى تيري دومينيسي، الباحث في الشؤون الكورسيكية والأستاذ في جامعة بوردو، أن «الاستقلال ما زال يراود مخيلة الكورسيكيين لكن رغبتهم الحالية تنصب على الحصول على المزيد من الصلاحيات لإدارة شؤونهم الذاتية»، وهو ما يوفره الوضع الجديد للجزيرة الذي سيصبح نافذاً مع بداية عام 2018.
وأعلن تالاموني، أكثر من مرة وبمناسبة الحملة الانتخابية المحلية، أن الكورسيكيين «لن يطرحوا موضوع الاستفتاء ولن يلجأوا إليه في السنوات العشر المقبلة»، وهذا متفق عليه بين الحركتين اللتين فازتا معاً في إطار التحالف بينهما. لكن، بالمقابل، يريد الحزبان استخدام الولاية الجيدة التي حصلا عليها للمطالبة بمزيد من الصلاحيات بما فيها إمكانية التشريع، ولكن خارج المسائل السيادية. وتمثل اللغة أحد أهم المطالب التي يركز عليها الجانبان.
وبحسب تالاموني الذي من المرجح أن يصبح رئيساً للسلطة التنفيذية في الجزيرة (بمثابة حكومة محلية)، فإن المطلوب أن تكون اللغة الكورسيكية، الأقرب إلى الإيطالية، لغة رسمية إلى جانب اللغة الفرنسية «إذ إن المطلوب ليس وضع حد لتعليم واستخدام الفرنسية بل تحاشي أن تموت اللغة الكورسيكية وسنفعل كل شيء حتى لا تموت».
تشكل مسألة «السجناء السياسيين» من الكورسيكيين أحد أهم المطالب. ويقول المطالبون بها إن «الجبهة الوطنية لتحرير كورسيكا» سلَّمَت سلاحها وتخلت عن العمل السري والمسلح وبالتالي فإن عهداً جددياً بدأ يفترض أن يرافقه صدور قانون عفو عام عن الذين حكموا، وأدينوا وسُجِنوا بسبب المطالب الوطنية.
وبانتظار صدور قانون كهذا، فإن التحالف يطالب بأن ينقل السجناء الكورسيكيون من السجون القائمة في فرنسا القارية إلى سجون في الجزيرة نفسها، الأمر الذي سيسهل للأهالي زيارة أقاربهم ويخفف من الاحتقانات المرتبطة بوجودهم بعيدين عن أهلهم.
وحتى الآن، ما زالت باريس تمانع في الاستجابة للمطلبين معاً، لا بل إن كل العهود التي تعاقبت على الحكم في فرنسا فشلت في إيجاد حلول لـ«المسألة الكورسيكية». وبشكل عام، هناك معارضة فرنسية لانفصال كورسيكا ولكن ثمة تقبلاً لمنح مزيد من الصلاحيات من أجل الإدارة الذاتية.

المعادلة السكانية
يبقى موضوع تغيير المعادلة السكانية في الجزيرة بسبب وصول الوافدين من فرنسا القارية. وينص البرنامج المشترك على إيجاد بطاقة إقامة لهؤلاء، بحيث لا يُسمح لهم بشراء عقارات من أي نوع قبل أن تمر خمس سنوات على إقامتهم في الجزيرة. وليس الغرض فقط الحد من الهجرة بل أيضاً إيقاف ارتفع أسعار العقارات بسبب الطلب المتزايد عليها. لكن حتى الآن، لا تبدو باريس مستعدة للتجاوب مع هذه المطالب إذ تتخوف من أن تصيب الوحدة الوطنية وأن تخلق نوعين من المواطنين. وعقب صدور نتائج الانتخابات المحلية، اتصل رئيس الحكومة إدوار فيليب بتالاموني وسيميوني ودعاهما للاجتماع به. وقبل النظر بلائحة المطالب الجديدة، فإن رئيس الحكومة دعا الكورسيكيين إلى استنفاد ما يوفره لهم النظام الجديد الذي جعل من كورسيكا منطقة واحدة بعد أن كانت من منطقتين قبل طرح مطالب جديدة.
أما على المستوى السياسي الداخلي، فإن نتائج الانتخابات الأخيرة كانت صادمة بالنسبة إلى الأحزاب التقليدية من اليمين واليسار (كانا يتقاسمان تمثيل الجزيرة). والأهم من ذلك أن حزب الرئيس مانويل ماكرون الذي يسيطر على الجمعية الوطنية الفرنسية ويتمتع بأكثرية مريحة حل في المرتبة الرابعة الأمر الذي يبيّن أن الأحزاب التقليدية لم تعد تتلاءم مع متطلبات الكورسيكيين الذين منحوا الأكثرية للمطالبين بمزيد من الإدارة الذاتية في الوقت الحاضر على أن يفتح الملف الانفصالي بعد عشر سنوات.
وحتى يحل هذا التاريخ، ستكون كورسيكا تحت المجهر لمعرفة مدى قدرة إدارتها الجديدة على التعامل مع المسائل الشائكة التي تواجهها والمطالب الصعبة التي تطرحها على طاولة التفاوض مع الحكومة المركزية.



الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
TT

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت تحظى بأولوية قصوى، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية ضد الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفتها بأكثر من 200 هجمة صاروخية خلال الأشهر الماضية. وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

أعلن رئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يوم الثلاثاء الماضي، موقفاً أكثر وضوحاً بالنسبة لدعم نظام دمشق، وذلك خلال اتصال - مماثل لاتصاليه مع القيادتين السورية والإيرانية - أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ومما قاله السوداني إن «العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكوّنات والمذاهب هناك»، طبقاً لبيان حكومي.

كذلك شدّد الزعيم العراقي على أنه سبق لبلاده أن «تضرّرت من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يُسمَح بتكرار ذلك»، مؤكداً «أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها، وأن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا».

محمد شياع السوداني (آ ف ب)

السوداني كان قد انهمك بسلسلة اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدد من قادة الدول، بخصوص الوضع في سوريا؛ من «أجل دعم الاستقرار في المنطقة، وعدم حصول أي تداعيات فيها، خصوصاً مع ما تشهده من حرب إجرامية صهيونية مستمرة منذ أكثر من عام» بحسب بيان حكومي.

وأظهرت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية موقفاً مماثلاً وداعماً لحكومة السوداني في مواقفها حيال سوريا، لكنها أعربت خلال اجتماع، الثلاثاء الماضي أيضاً، عن قلقها جراء الأوضاع في سوريا بعد «احتلال الإرهابيين مناطق مهمة» طبقاً لبيان صدر عن الاجتماع. وعدّت «أمن سوريا امتداداً للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين، والامتدادات المختلفة لذلك الجوار».

الحدود المشتركة مؤمّنة

للعلم، مع الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة السورية، اتخذت السلطات العراقية على المستوى الأمني إجراءات عديدة «لتأمين» حدودها الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر مع سوريا. وصدرت بيانات كثيرة حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على التصدّي لأي محاولة توغّل داخل الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة من الجانب السوري، مثلما حدث صيف عام 2014، حين تمكَّنت تلك الجماعات من كسر الحدود المشتركة والسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أوضح (الثلاثاء) أبرز الإجراءات المُتَّخذة لتحصين الحدود مع سوريا. وقال في تصريحات صحافية إن «الحدود مؤمَنة ومُحكمة بشكل كبير من تحكيمات وتحصينات، وهناك وجود لقوات الحدود على خط الصفر الذي يربطنا مع الجارة سوريا مدعومة بالأسلحة الساندة والجهد الفني، المتمثل بالكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة المحصّنة». وأضاف رسول: «لا خوف على الحدود العراقية، فهي مؤمّنة ومحكمة ومحصّنة، وأبطالنا منتشرون على طولها»، مشيراً إلى أنه «تم تعزيز الحدود بقطاعات من الألوية المدرعة وهي موجودة أيضاً عند الحدود».

أيضاً، وصل وفد أمني برئاسة الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، رئيس أركان الجيش، يوم الأربعاء، إلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وذكر بيان عسكري أن «هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصد».

غموض في الموقف

إلا أنه حتى مع المواقف الحكومية الداعمة لدمشق في أزمتها الراهنة، يبدو جلياً «الالتباس» بالنسبة لكثرة من المراقبين، وبالأخص لجهة شكل ذلك الدعم وطبيعته، وما إذا كانت السلطات الحكومية العراقية ستنخرط بقوة لمساعدة نظام الأسد عسكرياً، أم أنها ستبقى عند منطقة الدعم السياسي والدبلوماسي، تاركة أمر الانخراط والمساعدة الميدانية للفصائل المسلحة.

وهنا يلاحظ إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، وجود «التباس واضح حيال الموقف من الحدث السوري، وهذا الالتباس نختبره منذ سنوات، وليس هناك تمييز واضح بين العراق الرسمي وغير الرسمي». وتابع العنبر لـ«الشرق الأوسط» أن «مستويات تفعيل المساهمة العراقية في الحرب غير واضحة، وإذا ما قررت الحكومة البقاء على المستوى الدبلوماسي بالنسبة لقضة دعم سوريا، أم أن هناك مشاركة عسكرية».

غير أن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يعتقد بأن «العراق الرسمي عبَر عتبة التردّد، وبات منخرطاً في الأزمة السورية». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بنى الشمري فرضيته على مجمل المواقف الرسمية التي صدرت عن رئيس الوزراء، والناطق الرسمي، وزعماء «الإطار التنسيقي»، وشرح قائلاً إن «هذه المواقف بمجملها كسرت مبدأ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي يتمسّك به العراق، إلى جانب كونها انخراطاً رسمياً عراقياً بالأزمة السورية».

نتنياهو غير مضمون

ولكن، بعيداً عن الانشغال الراهن بالأزمة السورية، ما زالت التهديدات الإسرائيلية بين أهم القضايا التي تشغل الرأي العام ببعدَيه السياسي والشعبي. وحتى مع الترحيب العراقي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، ما زالت مخاوف البلاد من ضربة إسرائيلية محتملة قائمةً.

ولقد قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، الأربعاء قبل الماضي، في تصريحات صحافية، إنه «مع عملية وقف إطلاق النار في لبنان، نحن أنهينا الجزء الأسهل، فالمعركة انتهت والحرب لم تنتهِ، فالأصعب أنك ستدخل بالمخططات غير المعلومة. ونحن (العراق) واقعون في المنطقة الحرام، لكن السياسة العقلانية المتوازنة استطاعت أن تجنبنا الضرر».

وأجاب، من ثم، عن طبيعة الرد العراقي إذا ما هاجمت إسرائيل أراضيه، بالقول: «إلى حد أيام قليلة كانت تأتي نتائج جيدة من المعادلات التي اشتغل عليها رئيس الوزراء، لكن رغم ذلك فلا أحد يضمن ما الذي يدور في بال حكومة نتنياهو، وما هو القادم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكيف سيتصرف نتنياهو».

وتابع العوادي، أن «الإسرائيليين عملوا على تفكيك الساحات، وتوجيه ضربات إلى اليمن وسوريا، لكن الطرف العراقي هو الوحيد الذي لم يستطيعوا الوصول إليه بفضل المعادلة... وقد يكونون وضعونا للحظات الأخيرة أو الأيام الأخيرة بنوع ما، وهذا وارد جداً، وتتعامل الحكومة العراقية مع ذلك».

شبح هجوم إسرائيلي

وحقاً، لا يزال شبح هجوم إسرائيلي واسع يخيم على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شنِّ ضربات جوية على العراق. وفي وقت سابق، قال مصدر مقرّب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات». وأكَّد المصدر أنَّ «فصائل عراقية مسلّحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد إبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وفي سياق متصل، تتحدَّث مصادر صحافية عمَّا وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» التي تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي». وفي مطلع الأسبوع الماضي، شدَّدت وزارة الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

كما أنَّه حيال التهديدات الجدية والخشية الحقيقية من عمل عسكري إسرائيل ضد البلاد، اهتدت بعض الشخصيات والأجواء المقرّبة من الحكومة والفصائل إلى «رمي الكرة» في الملعب الأميركي، مستندين بذلك إلى اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المُوقَّعة منذ عام 2011، بين بغداد وواشنطن، وهو العام الذي خرجت فيه القوات الأميركية من العراق.

التهديدات الإسرائيلية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي

هادي العامري (رووداو)

العامري يلوم واشنطن

أيضاً، وجد هادي العامري، زعيم منظمة «بدر»، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفرصة ليحمّل واشنطن مسؤولية حماية الأجواء العراقية، بعدما شنَّت إسرائيل هجوماً عسكرياً ضد إيران، مستخدمةً الأجواء العراقية في هجماتها. ويومذاك، حمّل العامري الجانب الأميركي «المسؤولية الكاملة» على انتهاك إسرائيل سيادة الأجواء العراقية في طريقها لضرب إيران. وقال، إن «الجانب الأميركي أثبت مجدّداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاج إليه لممارسة أساليبه العدوانية، وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف العامري: «لهذا باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بأشكاله كافة». وللعلم، فإن منظمة «بدر» - التي يقودها العامري - وردت ضمن لائحة المنظمات التي اتهمتها إسرائيل بشنِّ هجمات ضدها خلال الشكوى التي قدمتها إلى مجلس الأمن في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبناءً على تصريحات العامري السالفة، وتصريحات أخرى لشخصيات مقرّبة من الفصائل المسلحة وقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، تبلورت خلال الأسبوع الأخير، قناعة داخل أوساط هذه القوى مفادها، بأن واشنطن «ملزمة وبشكل مباشر بحماية الأجواء العراقية» من أي هجوم محتمل من إسرائيل أو غيرها، أخذاً في الاعتبار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة و«سيطرتها على الأجواء العراقية».

وبالتوازي، سبق أن حمّل فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الولايات المتحدة، أيضاً وفقاً لـ«اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية»، مسؤولية «الردع، والرد على أي هجمات خارجية تمسّ الأمن الداخلي العراقي».

الرد الأميركي قاطع

في المقابل، تخلي واشنطن مسؤوليتها حيال هذا الأمر. ورداً على المزاعم العراقية المتعلقة بـ«الحماية الأميركية»، قالت ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية في بغداد، صراحةً إن بلادها غير معنية بذلك. وأردفت رومانوسكي، خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، أن التحالف الدولي دُعي إلى العراق لـ«محاربة (داعش) قبل 10 سنوات، وقد حققنا إنجازات على مستوى هزيمة هذا التنظيم، لكنه ما زال يمثل بعض التهديد، ودعوة الحكومة العراقية لنا تتعلق بهذا الجانب حصراً. أما اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتلزمنا ببناء القدرات العسكرية العراقية، لكنها لا تتطرق لمسألة حماية الأجواء والدفاع بالنيابة». ونفت السفيرة أن تكون بلادها قد «فرضت سيطرتها على سماء العراق».

والاثنين قبل الماضي، قالت رومانوسكي، خلال لقاء «طاولة مستديرة» لعدد من وسائل الإعلام: «أود أن أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، التي تعتدي على إسرائيل». وأضافت: «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق بأن يوقف هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل... إن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة، والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. إن إسرائيل دولة لها سيادتها، وهي سترد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

جدعون ساعر (آ ف ب)

 

حقائق

قلق عراقي جدّي من التهديدات الإسرائيلية مع مطالبة واشنطن بالتدخّل

خلال الأسبوع قبل الماضي، بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالةً إلى مجلس الأمن تكلّم فيها عمّا أسماه بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وحمّل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية عليها، داعياً مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها. ساعر اتّهم بالتحديد «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية بدر» وحركة «النُّجباء» و«أنصار الله الأوفياء» و«كتائب سيد الشهداء»، بمهاجمة إسرائيل، ومعظم هذه الفصائل مشاركة في الحكومة العراقية الحالية ولها نفوذ كبير داخلها. هنا، تجدر الإشارة إلى أنه سبق لرئاسة الوزراء العراقية توجيه وزارة الخارجية لمتابعة ملف التهديدات الإسرائيلية في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة، وفق مبادئ القانون الدولي، لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات إسرائيل العدوانية. كذلك طالبت رئاسة الوزراء بـ«دعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك». وهذا بجانب «مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من جمهورية العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي»، وباتخاذ الولايات المتحدة مع العراق، من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من «اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، خطوات فعالة «لردع سلطات الكيان المحتل» مع دعوة «التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب».