كشف تقرير صادر عن منظمة «غارتنر» البحثية العالمية أمس، أن «الذكاء الصناعي» سيساهم بشكل كبير في خلق ملايين الوظائف خلال السنوات المقبلة، خصوصا في مجال التعليم والقطاع العام، اللذين يتطلبان عددا كبيرا من العمالة. وأضاف التقرير أن عدد الوظائف التي سيوفرها «الذكاء الصناعي» بحلول عام 2025 سيبلغ مليوني فرصة عمل، وستبدأ معظم القطاعات المتعلقة بالذكاء الصناعي في توفير فرص عمل خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، مشيرا إلى أنه على الجانب الآخر سيكون المجال الصناعي أكبر القطاعات التي ستعاني من فقد عدد كبير من الوظائف.
وأضاف التقرير أنه بحلول عام 2021 سترتفع إيرادات الأعمال التي تعتمد على الذكاء الصناعي بقيمة 2.9 تريليون دولار، وسيوفر 6.2 مليار ساعة عمل، بما يحقق كفاءة في الإنتاجية، ويقلل من تكلفة الإنتاج بشكل كبير. وأشار إلى أنه بحلول عام 2022 سيعتمد 20 في المائة من الموظفين الذين يقومون بأعمال روتينية على برامج وأنظمة الذكاء الصناعي للقيام بمهامهم.
وأشار التقرير إلى أن هناك عددا من الوظائف لا يمكن فيها الاعتماد على الذكاء الصناعي، مثل مندوبي المبيعات، في حين وظائف مثل المحاسبين ستكون على رأس قائمة الوظائف المهددة بالفقدان، بسبب الاعتماد على الأنظمة الآلية. وأضاف أن هناك عددا متزايدا من المتاجر ومحال البيع بدأت في تطبيق ذلك، حيث زاد عدد ماكينات الدفع الشخصي في معظم المولات التجارية ومتاجر البقالة.
وأظهر التقرير أنه لا يزال هناك عدد كبير من الأشخاص يفضلون التعامل المباشر مع موظفي المبيعات بدلا من الاكتفاء بقراءة معلومات المنتج عبر الإنترنت، مشيرا إلى أن موظفي المبيعات ما زال لهم تأثير كبير في قرار المستهلكين بشراء المنتجات.
وقال كريغ روث، رئيس قسم البحث في «غارتنر»، إن العديد من الشركات بدأت في الاستفادة من أنظمة الذكاء الصناعي، لتقوم بالعديد من الوظائف الروتينية باستخدام أدوات ذات أهداف عامة. وأشار إلى أنه بمجرد اعتماد الموظفين على أنظمة الذكاء في القيام بوظائفهم سيظهر نوع جديد من «الموظفين الآليين»، وهو مصطلح جديد يعني زيادة الاعتماد على الذكاء الصناعي من قبل العنصر البشري، وسيصبح ذلك ضرورة ملحة خلال السنوات المقبلة لضمان زيادة تنافسية الشركات.
وقال سفتلانا سيكولار، نائب رئيس قسم البحث في «غارتنر»، إن السنوات الماضية كانت تمثل فترة انتقالية في مجال الابتكارات المتعلقة بالذكاء الصناعي، حيث تمكنت العديد من قطاعات التحول من فقد وتقليل فرص العمل التي توفرها، إلى خلق مزيد من الوظائف بسبب الطفرة التي تحققت في هذا المجال.
وأضاف أن الذكاء الصناعي سيسهم في زيادة إنتاجية جميع الوظائف المرتبطة به، وسيلغي ملايين من الوظائف ذات المستويات المنخفضة والمتوسطة واستبدال أنظمة تكنولوجية حديثة تعمل بصورة أوتوماتيكية وبحرفية ودقة عالية بها، مشيرا إلى أنه سيخلق ملايين من الوظائف الجديدة التي تعتمد على المهارات العالية خصوصا في مجال الإدارة، فضلا عن خلق عدد كبير من الوظائف التي تعتمد على المهارات البدائية.
وأكد سيكولار أن هناك التباسا كبيرا لدى كثير من الناس حول ارتباط التوسع في الاعتماد على الذكاء الصناعي بفقدان مزيد من الوظائف البشرية، موضحا أن الاستفادة الكبرى من الاعتماد على الذكاء الصناعي هو اندماجه مع الذكاء البشري لخلق توليفة من الذكاء الصناعي والبشري، بحيث يكمل بعضهم بعضا، بما يحقق أعلى جودة وأقل تكلفة وأقل وقت.
وأضاف أن شركات تكنولوجيا المعلومات التي تطور برامج الذكاء الصناعي لا يجب أن تركز فقط على المشروعات والبرامج التي تخلق فرص عمل، بل يجب التركيز على نوعية الوظائف التي سيتم فقدها والوظائف الجديدة التي سيتم خلقها من كل تطور في برامج الذكاء الصناعي.
وأشار إلى أن كل استثمار جديد في التكنولوجيا سيخلق مجالات جديدة غير موجودة في الوقت الحالي، وعلى جميع الشركات العاملة في مجال الابتكارات أن تركز على دمج الموظفين في برامج الذكاء الصناعي، وإعادة النظر في الوظائف والمهام القديمة، ومحاولة استبدالها بأنواع أخرى من الوظائف تحقق الأهداف نفسها بجودة أعلى.
«الذكاء الصناعي» يرفع إيرادات الأعمال 2.9 تريليون دولار خلال 3 سنوات
يحقق كفاءة أعلى مع تقليل تكلفة الإنتاج
«الذكاء الصناعي» يرفع إيرادات الأعمال 2.9 تريليون دولار خلال 3 سنوات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة