السودان يتطلع لزيادة موارد النقد الأجنبي في العام الجديد

مع العمل على استقطاب أموال العاملين في الخارج

TT

السودان يتطلع لزيادة موارد النقد الأجنبي في العام الجديد

قال حازم عبد القادر، محافظ بنك السودان المركزي، إن البنك يستهدف زيادة موارد النقد الأجنبي خلال العام المالي المقبل عن طريق زيادة مشتريات الذهب، وتأمين وضبط تسلم عائد الصادرات، علاوة على استقطاب موارد السودانيين العاملين بالخارج عن طريق إعطائهم حوافز مصرفية تتمثل في السماح للبنوك المحلية بمنحهم التمويل العقاري ومزايا أخرى.
وبحسب تقديرات نشرها صندوق النقد الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فقد تراجعت احتياطات النقد الأجنبي في السودان من نحو مليار دولار في 2015 إلى 874.6 مليون دولار في 2016، وتوقع الصندوق أن ترتفع في 2017 إلى 969.6 مليون دولار وتتراجع مجددا في العام التالي إلى 829.8 مليون دولار.
ويستهدف البنك المركزي السوداني خلال العام المالي القادم زيادة قاعدة المستفيدين من الخدمات المالية الإلكترونية التي تتم عبر الإنترنت باستخدام الهواتف النقالة ومنصات البيع.
وأوضح عبد القادر أن تلك السياسات تأتي متسقة مع الخطة الاستراتيجية للبنك المركزي وأهداف البرنامج الخماسي للإصلاح الاقتصادي وموجهات الموازنة العامة للدولة، والتي يبدأ تطبيقها بداية عام 2018.
وتأتي سياسة المركزي لتوسيع خدمات الشمول المالي وتعميم استخدام منافذ البيع الإلكتروني، متزامنة مع إطلاق هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السودانية، نهاية الشهر الجاري، نحو 32 خدمة جديدة في مجال الحكومة الإلكترونية، بجانب تنفيذ نحو 100 خدمة إلكترونية عبر الإنترنت خلال العام المقبل.
وأطلق السودان خلال العام الماضي، عدد من منصات البيع آخرها منصة البيع (آفاق) التي تتيح كل عمليات السداد الإلكتروني في السودان، بجانب خدمة الدفع عبر الهاتف النقال، وتحديد سقف لتحويل الرصيد. كما أطلق العام الماضي خدمة السداد الإلكتروني للرسوم الحكومية، ضمن 50 خدمة إلكترونية طرحت منذ بداية العام.
ويبلغ عدد الخدمات الإلكترونية المرصودة في مشروع الحكومة الإلكترونية السودانية حالياً نحو 1940 خدمة، تمكن المواطنين من إجراء كثير من المعاملات المالية الرسمية وغير الرسمية عبر الشبكة العنكبوتية.
وفي ذات الإطار بدأ بنك السودان المركزي في تطبيق سياسته الجديدة بتحديد سقف لخدمة تحويل الأموال عبر التليفون الجوال التي تقدمها شركات الاتصالات.
ووفقا لسياسية بنك السودان، تم تحديد السقف الأعلى للتمويل بمبلغ ألف جنيه (نحو 14 دولارا)، بعد أن كان يصل إلى الملايين من الجنيهات السودانية.
وحذر المركزي السوداني سابقا من استغلال تحويل الأموال عبر التليفون في عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب، خاصة أن البنك لا يعلم حجم الأموال المحولة عن طريق خدمة التحويل.
ووفقا لدراسة حديثة أصدرها البنك الدولي، فإن السودان يحتل المرتبة الثانية في أفريقيا بعد كينيا في قائمة أعلى الدول الأفريقية في تحويل الرصيد، وما لا يقل عن 80 في المائة من السودانيين يشاركون في هذه الخدمة. كما تصنف العاصمة السودانية الخرطوم ضمن أعلى 10 عواصم عربية في خدمات الاتصالات.
ويتم حاليا ابتكار لوائح لحماية حقوق المستفيدين من خدمة تحويل الأموال عبر الجوال، وتصميم منتجات يسهل على المواطنين التعامل معها، ورفع معرفتهم ووعيهم بالخدمة، بجانب تأسيس شبكة من الوكلاء لها المقدرة على ضبط الخدمة وجودتها وحساباتها مع المصارف وشركات الاتصالات.
ويبلغ عدد المشتركين عن طريق البنوك غير التقليدية في خدمة الدفع عبر الهاتف الجوال، أكثر من مليوني مواطن.
ووجه بنك السودان المركزي المصارف السودانية، بفتح نوافذ خاصة في جميع فروع البنوك التي تعمل في البلاد، لاستقبال وتسهيل وجذب تحويلات المغتربين السودانيين، وسمح البنك للمواطنين بفتح حسابات بالعملات الأجنبية في المصارف السودانية. كما وجه البنوك السودانية التي لديها فروع في بعض دول الخليج كالبحرين ودبي، بأن تنشط هذه الفروع، لتستقطب بها تحويلات المغتربين.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.