«الهيئة العالمية للعلماء المسلمين» لمواجهة التطرف في غرب أفريقيا

TT

«الهيئة العالمية للعلماء المسلمين» لمواجهة التطرف في غرب أفريقيا

أعلنت رابطة العالم الإسلامي أنها ستفتح فرعاً لـ«الهيئة العالمية للعلماء المسلمين» بمنطقة غرب أفريقيا، وسيكون مقر هذا الفرع العاصمة الموريتانية نواكشوط، ويمارس أنشطته في عدد من الدول الإسلامية الواقعة في منطقة غرب أفريقيا، وهي المنطقة التي عانت طيلة السنوات الأخيرة من أعمال إرهابية دموية.
وجاء الإعلان عن هذا القرار خلال اختتام مؤتمر دولي لتعزيز قيم السلم والاعتدال والوسطية احتضنته مدينة نواكشوط الأسبوع الماضي، ونظم بالتعاون بين رابطة العالم الإسلامي و«التجمع الثقافي الإسلامي في موريتانيا وغرب أفريقيا»، وشاركت في المؤتمر الدولي وفود من 24 بلداً إسلامياً.
وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، خلال مؤتمر صحافي بنواكشوط أمس، إن توصيات المؤتمر الدولي تضمنت فتح مقر إقليمي يكون فرعاً لـ«الهيئة العالمية للعلماء المسلمين» في منطقة غرب أفريقيا، وهي الهيئة التي يوجد مقرها المركزي في مدينة مكة المكرمة.
وأضاف العيسى في حديثه أمام الصحافيين أن المؤتمر الدولي أسفر عن تفاهم وتوافق حول الشروع في إطلاق مبادرات وأعمال تدخل في سياق تعزيز ثقافة السلم والاعتدال والوسطية في الإسلام، من أبرزها افتتاح هذا الفرع الذي أكد أنه «سينظم بالتعاون مع المقر الرئيسي لـ(الهيئة العالمية للعلماء المسلمين) فعاليات ومؤتمرات وملتقيات ومبادرات على مستوى غرب أفريقيا». وأوضح العيسى أن الفرع الجديد «سيعمل على عقد اجتماع للعلماء والمفكرين، ليقدم أو يسهم في خدمة رسالة رابطة العالم الإسلامي، وهي نشر الوسطية والاعتدال، وتقديم الأطروحات المعتدلة والمنفتحة على غيرها، لأننا وجدنا بعض التشدد في بعض الدول الإسلامية ولدى بعض الأقليات، حتى في تفهمهم لبعض الأطروحات الفكرية والفقهية».
وأكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن الهدف هو «توحيد الجميع على فهم إسلامي وفقهي جامع وشامل»، وأوضح في السياق ذاته أن «هذا المكتب الإقليمي سيقوم بدور كبير جداً، لأنه سيمثل غرب أفريقيا، ونحن مدركون أهمية هذه المنطقة بالنسبة للعالم الإسلامي عموماً، وللرابطة على وجه الخصوص».
وتعاني منطقة غرب أفريقيا من ازدياد خطر الجماعات الإرهابية التي يرتبط أغلبها بـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، بينما بدأت تبرز تنظيمات جديدة مسلحة لديها ارتباط عضوي مع تنظيم داعش الإرهابي، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الدول في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، والتي كان من آخرها تشكيل قوة عسكرية مشتركة، فإن هذه الجماعات لا تزال تشن هجمات دموية سواء في مالي أو النيجر، أو في نيجيريا حيث تنشط جماعة «بوكو حرام».
وبالإضافة إلى الحل العسكري، تراهن دول غرب أفريقيا ذات الأغلبية المسلمة، على حل فكري وفقهي، من خلال مواجهة الأطروحات الفكرية المتطرفة بأطروحات فقهية وفكرية أكثر اعتدالاً. وحول اختيار موريتانيا لأن تكون مقراً لفرع «الهيئة العالمية للعلماء المسلمين»، قال العيسى إن «موريتانيا بلد الاعتدال والوسطية والسلم».
وأشاد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بما قال إنه المستوى العالي الذي نظم فيه المؤتمر الدولي الأخير؛ إذ «كان حافلاً وانتهى إلى توصيات ومقررات مهمة، وركز على ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال والسلام في السيرة النبوية، وكان نوعياً بعيداً من أي تنظير مرتجل أو مجرد من الأدلة والوثائق»، على حدّ قوله.
وأوضح العيسى أن الورشات العلمية للمؤتمر مكّنت من «مواجهة رسائل التطرف والإرهاب، والرد عليها وتفكيكها، وجاءت هذه الأطروحات من علماء ومفكرين كبار من نحو 24 دولة من العالم الإسلامي». وأضاف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أنهم في الرابطة يعملون على تصحيح المفاهيم والانفتاح على الآخر، ليظهروا الصورة الحقيقية للإسلام، مشيراً إلى أن الإحصاءات التي لدى الرابطة «تؤكد أنه من كل 200 ألف مسلم هنالك متطرف واحد، وهي نسبة ضئيلة، ولكن سنحاربها حتى نقضي عليها بشكل نهائي»، وفق تعبيره.
وأكد في المقابل أن الرابطة تعمل على مواجهة «الإسلاموفوبيا»، التي قال إنها «لا تمثل العموم في الغرب، وإنما تبقى ظاهرة منعزلة ومحدودة، ولا أبالغ إذا قلت إن من الداخل الغربي من تصدى لهذه الحملات بما لا يقل عما قامت به المؤسسات الإسلامية». وخلص إلى التأكيد على أن ظاهرتي «الإسلاموفوبيا» و«التطرف» تستفيد كلتاهما من الأخرى، «وبينهما تناغم كبير ويشكلان خطراً على التعايش والسلم في العالم أجمع».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.