قانون إسرائيلي يتيح احتجاز جثامين الفلسطينيين لاستخدامها في المفاوضات

نتنياهو قال إنها تشكل ورقة ضغط ضد «حماس»

TT

قانون إسرائيلي يتيح احتجاز جثامين الفلسطينيين لاستخدامها في المفاوضات

بعد أن هاجم عدد من وزراء ونواب اليمين الحاكم في إسرائيل قرار محكمة العدل العليا بمنع الحكومة من احتجاز جثامين فلسطينية، سارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الإعلان عن عقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري المصغر (الكابينيت)، غدا الأحد لبحث الأمر، وإطلاق عملية لسن قانون جديد يجهض قرار المحكمة، ويتيح للحكومة الاستمرار في سياستها الحالية، واحتجاز الجثامين لغرض استخدامها في مفاوضات تبادل.
وقال نتنياهو إنه دعا المستشار القضائي للحكومة للمشاركة في هذا البحث من أجل الإسراع في سن القانون، وأعلن بصراحة إنه يقوم باحتجاز الجثامين الفلسطينية بغرض ممارسة مزيد من الضغط على حركة «حماس» حتى تحرر جثامين الإسرائيليين التي توجد في حوزتها.
وفيما قال نتنياهو إنه «لا يمكن أن نعطي (حماس) الهدايا مجاناً»، أعلنت وزيرة القضاء أييلت شاكيد أنه سيتم إصدار مذكرة قانون تتيح احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين من أجل استخدامها في المفاوضات.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد قررت أن الحكومة لا تملك صلاحية احتجاز الجثامين، وأمهلتها مدة ستة أشهر حتى تتمكن من سن قانون «يجيز احتجاز الجثامين»، على أن يتم تسليم الجثامين إلى ذويهم في حال فشل الحكومة في سن القانون.
وعلى إثر هذا القرار شن قادة اليمين الإسرائيلي حملة كبيرة لانتقاد القرار ومهاجمة المحكمة، إذ قال نفتالي بينيت، وزير التربية والتعليم وزعيم حزب البيت اليهودي، بهذا الخصوص «نحن في حرب مع فصائل إرهابية قاتلة، ولن نسمح بخوض هذه الحرب وأيدينا مكبلة، لذلك سنبادر فوراً لسن قانون يسمح باحتجاز جثامين» الشهداء. فيما قال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، إنه أصدر تعليماته ببدء العمل على تمرير قانون يسمح باحتجاز جثامين الشهداء، لاستخدامها كورقة تفاوض في أي صفقات تبادل أسرى مستقبلية.
بدوره قال عضو «المعسكر الصهيوني»، إيتسك شمولي إنه سيعمل على إقناع أعضاء حزبه بدعم القانون الجديد الذي يجيز احتجاز الجثامين في حال أيدته الأجهزة الأمنية.
يذكر أن المحكمة العليا اتخذت قرارها بناء على دعوى رفعها عدد من ذوي الشهداء الفلسطينيين، الذين يتم احتجاز جثامينهم في إسرائيل. وفي هذا السياق قال محمد محمود، محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن «المحكمة العليا وافقت على الاستئنافات المقدمة باسم أهالي الشهداء، والتي طالبت بالإفراج عن جثامين أبنائهم المحتجزة بشكل مبدئي، لكنها أجلت تسليم الشهداء المحتجزين في الثلاجات والشهداء الذين دفنوا خلال الأشهر الماضية بمقابر الأرقام، المقدم باسمهم الالتماسات، لمدة ستة أشهر. والشهداء الذين رفعت القضية بأسمائهم هم: عبد الحميد أبو سرور، ومصباح أبو صبيح، وفادي القنبر، ومحمد الفقيه، ومحمد الطرايرة، ورامي عورتاني، وعادل عنكوش، وأسامة عطا، وبراء عطا، ونمر الجمل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.