القرار الأميركي بشأن القدس يقلص عدد السياح إلى إسرائيل

كنائس عمّان تنظم مسيرة شموع

القرار الأميركي بشأن القدس يقلص عدد السياح إلى إسرائيل
TT

القرار الأميركي بشأن القدس يقلص عدد السياح إلى إسرائيل

القرار الأميركي بشأن القدس يقلص عدد السياح إلى إسرائيل

تسبب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في انخفاض الطلب على الرحلات السياحية إلى إسرائيل في روسيا، حسب ما أعلنت عنه وكالة الأنباء الألمانية أمس.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن المكتب الصحافي لشركة «توتو رو» الروسية لحجز الرحلات السياحية أمس، أنه «بعد تصريحات ترمب لاحظ المحللون انخفاضا كبيرا للاهتمام بالرحلات إلى إسرائيل، وانخفضت نسبة الطلبات على محرك البحث، وشراء الرحلات بمعدل 10 في المائة».
لكن على الرغم من ذلك فلا تزال إسرائيل أحد الاتجاهات المفضلة لدى السياح الروس، حيث ازداد عدد السياح من روسيا إلى إسرائيل خلال الأشهر الـ11 من العام الحالي بنسبة 42 في المائة، حسب معطيات جمعية شركات السياحة الروسية.
وتشير معطيات الجمعية إلى أن عدد السياح الروس، الذين زاروا إسرائيل منذ بداية العام، بلغ نحو 373 ألف سائح. لكن مراقبين يرون أن قرار ترمب بشأن القدس سيؤدي إلى تراجع حاد في عدد السياح الروس إلى إسرائيل.
من جهة ثانية، شارك أكثر من ألف شخص أمس في مسيرة شموع نظمتها كنائس الأردن في عمان رفضا لقرار واشنطن اعتبار القدس عاصمة إسرائيل، مؤكدين أن «القدس عربية».
وانطلقت المسيرة التي حمل المشاركون خلالها شموعا مضاءة، وأعلاما أردنية وفلسطينية من كنيسة «دخول السيد إلى الهيكل» للروم الأرثوذكس في منطقة الصويفية في عمان الغربية إلى كنيسة «العذراء الناصرية»، وفقا لمراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
ولدى وصولهم إلى «كنيسة العذراء الناصرية» أنشد المشاركون نشيد «موطني» الذي يعتبره قطاع واسع من الفلسطينيين نشيدا رسميا فلسطينيا منذ الثلاثينات، ثم هتفوا: «لا شرقية ولا غربية، تبقى القدس عربية».
كما هتفوا: «يا ترمب نحن شعب الجبارين، إسلام ومسيحيين... القدس لنا نور العين»، و«عاصمتنا الأبدية هي القدس العربية».
وقرعت خلال المسيرة، التي تقدمها كهنة ورجال دين مسيحيون، أجراس الكنائس في عمان.
وقال رفعت بدر، رئيس المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، إن «القدس توحد الجميع في هذه الأيام، سياسيا ودينيا مسلمين ومسيحيين، هذا الواجب الذي هو أقل ما يمكن أن نقدمه للقدس»، وأضاف موضحا: «نحن نقف معا صفا واحدا في هذا المساء في هذه الظروف العصيبة، وإن شاء الله في عيد الميلاد المجيد نأمل في أن تكون أكبر هدية للعالم التراجع عن هذا القرار، وتبقى القدس عربية وعاصمة لدولة فلسطينية».
وألقى الأب بدر في ختام المسيرة بيانا باسم الأساقفة ورؤساء الكنائس في الأردن عبر فيه «باسمهم وباسم رعاياهم عن رفضهم القاطع والصريح لقرار الرئيس ترمب». وقال إن «هذا القرار يكشف انحياز الولايات المتحدة وعجزها عن أن تكون راعيا نزيها لعملية السلام... والأساقفة ورؤساء الكنائس يعتبرون أن القرار جاء مجحفا وظالما بحق الفلسطينيين، ومناقضا لقرارات الشرعية الدولية، فالقدس الشرقية محتلة منذ عام 1967».
وختم البيان: «عاشت القدس عاصمة عربية، لفلسطين العربية».
كما تظاهر العشرات أمس قرب السفارة الأميركية في عمان منددين بالقرار الأميركي. فيما يشهد الأردن منذ نحو أسبوع مظاهرات ونشاطات احتجاجية متفاوتة في حجمها ووتيرتها تندد بقرار ترمب بشأن القدس.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.