يترأس سامح شكري، وزير الخارجية المصري، وفد بلاده المشارك في أعمال القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، والتي تقرر عقدها بشكل عاجل، اليوم (الأربعاء)، للتعامل مع تبعات القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. فيما أعلنت هيئة كبار علماء بالأزهر أمس، رفضها للإعلان الأميركي، داعية إلى تحرك «فاعل وجاد» لإبطاله.
وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن وزير الخارجية سيستعرض خلال القمة الموقف المصري الرافض للقرار ولأي آثار مترتبة عليه، ومحصلة الاتصالات التي قامت بها مصر للحد من التبعات السلبية لهذا القرار، وآخرها القمة المصرية الفلسطينية الاثنين الماضي بالقاهرة.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الأربعاء الماضي، اعتراف بلاده رسمياً بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة. فيما دعا الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، لعقد قمة طارئة لدول منظمة التعاون الإسلامي، اليوم (الأربعاء)، في إسطنبول للرد على القرار.
وتعد هذه الزيارة الثانية للوزير المصري لتركيا، منذ قطع العلاقات بين البلدين، عقب عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، في يوليو (تموز) 2013، حيث وصفته تركيا بأنه «انقلاب على الشرعية»، واستضافت المئات من قيادات الجماعة المطلوبين في قضايا جنائية بمصر.
وتدار علاقات البلدين حالياً على مستوى قائم بالأعمال، منذ أن استدعت مصر سفيرها من تركيا في أغسطس (آب) 2013، احتجاجاً على التصريحات التركية المعادية للنظام الحالي، كما أُبلغت تركيا في نوفمبر (تشرين الثاني) من ذات العام، بأن سفيرها في القاهرة «شخص غير مرغوب فيه».
في سياق موازٍ، أعلنت هيئة كبار العلماء بالأزهر، برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رفضها القاطع لإعلان القدس عاصمةً لإسرائيل، دون أي سند تاريخي أو قانوني. وشددت، عقب اجتماع طارئ أمس، على أن مثل هذه القرارات «المتغطرسة والمزيِّفة للتاريخ، لن تغير على أرض الواقع شيئاً، فالقدس فلسطينية عربية إسلامية، وهذه حقائق لا تمحوها القرارات المتهورة ولا تضيعها التحيزات الظالمة».
ودعت هيئة كبار العلماء، جميع الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية إلى القيام بواجبها تجاه القدس وفلسطين، واتخاذ كل الإجراءات السياسية والقانونية اللازمة لإبطال هذه القرارات. كما طالبت، في بيان، كل الحكومات والمؤسسات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة، وكل الأحرار والعقلاء في العالم، بالتحرك الفاعل والجاد لنزع أي مشروعية عن هذا القرار الظالم.
وأشادت الهيئة بمواقف كل الدول الحرة والحكومات المسؤولة في العالم التي رفضت القرار الأميركي، وفي مقدمتها موقف الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، وأكدت دعمها الانتفاضة الفلسطينية التي يقدم فيها الشعب الفلسطيني دماءه فداءً لمقدساتنا، ودعت القادرين من العرب والمسلمين لتقديم العون المادي لهم.
ودعت الهيئة لكبار العلماء، كل المؤسسات العلمية والتعليمية ووزارات الأوقاف ودور الإفتاء في البلدان العربية والإسلامية إلى الاهتمام بقضية القدس وفلسطين في المقررات الدراسية والتربوية وخطب الجمعة والبرامج الثقافية والإعلامية، لاستعادة الوعي بهذه القضية المهمة والمصيرية.
وقررت تشكيل لجنة لصياغة مقرر عن القضية الفلسطينية يدرَّس بكل مراحل التعليم الأزهري، وسوف يعلَن عنه في مؤتمر الأزهر ومجلس حكماء المسلمين العالمي لنصرة القدس، المزمع عقده في 17 و18 يناير (كانون الثاني) المقبل.
كما أكدت الهيئة أن «عروبة القدس وهويتها الفلسطينية غير قابلة للتغيير أو العبث، وأن مواثيق الأمم المتحدة تُلزم الكيان الغاصب بعدم المساس بالأوضاع على الأرض ومنع أي إجراءات تخالف ذلك، وعلى الإدارة الأميركية أن تعي أنها ليست إمبراطورية تحكم العالم، وتتصرف في مصائر الشعوب وحقوقها ومقدساتها».
كما حذرت من محاولات التطبيع مع إسرائيل قبل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وقررت استمرار مكتب الهيئة في حالة انعقاد دائم ليتابع المتغيرات لحظة بلحظة، وإعداد التوصيات اللازمة لعرضها على المؤتمر العالمي لنصرة القدس.
يشار إلى أن شيخ الأزهر الشريف سبق أن أعلن رفضه لقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي يزور مصر في وقت لاحق. وفي اتصال هاتفي تلقاه شيخ الأزهر أمس، من إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عبر هنية عن تقديره لموقف الطيب برفض مقابلة نائب الرئيس الأميركي.
سامح شكري يترأس وفد مصر في القمة الاستثنائية للتعاون الإسلامي بإسطنبول
الأزهر يدعو لتحرك «فاعل وجاد» لإبطال القرار الأميركي حول القدس
سامح شكري يترأس وفد مصر في القمة الاستثنائية للتعاون الإسلامي بإسطنبول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة