سليماني يعرض {دعماً غير محدود} على قادة «القسام» و«السرايا»

قال إن كل الفصائل المدعومة من إيران في المنطقة {جاهزة للدفاع عن الأقصى}

سليماني يعرض {دعماً غير محدود} على قادة «القسام» و«السرايا»
TT

سليماني يعرض {دعماً غير محدود} على قادة «القسام» و«السرايا»

سليماني يعرض {دعماً غير محدود} على قادة «القسام» و«السرايا»

أبلغ اللواء قاسم سليماني، قائدُ «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، مسؤولي «كتائب القسام» التابعة لـ«حركة حماس»، و«سرايا القدس» التابعة لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، استعداد بلاده وقواته لتقديم دعم غير محدود للفصيلين، بما في ذلك مدّهم بالسلاح، لمواجهة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
وقال سليماني، بحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية، موجها كلامه لقائد «القسام» وقائد «سرايا القدس» إن «إيران على أتم الاستعداد لتقديم الدعم الشامل لقوات المقاومة الفلسطينية»، كما أبلغهم استعداد «سائر فصائل (جبهة المقاومة) في المنطقة للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك».
من جهتها، أكدت «سرايا القدس» في بيان هذا الاتصال، وقالت إن سليماني بحث كذلك مدى جاهزية المقاومة الفلسطينية، واستعداد إيران لدعم كامل وشامل. وأوضح البيان أن سليماني «شدد على جاهزية كافة حركات المقاومة في المنطقة للدفاع عن الأقصى».
ويأتي الاتصال بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اعتراف بلاده رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ويأتي تأكيد سليماني على استعداد جميع الفصائل، التي تدعمها إيران، للدفاع عن القدس، متناغما مع تصريحات لمستشار وزير الخارجية الإيراني، حسين شيخ الإسلام، الذي اقترح خلال تجمع شبابي إنشاء «قوة للدفاع عن القدس»، مشددا على «أن الدول الإسلامية مطالبة بتشكيل تلك القوة، كإيران التي لها (فيلق القدس) للدفاع عن قضية القدس». فيما تردد إيران بشكل مستمر أنها جاهزة دائما لدعم الفلسطينيين بالسلاح والمال من أجل مواجهة إسرائيل.
لكن السلطة الفلسطينية لا تتطلع إلى مواجهة مسلحة مع إسرائيل في هذا الوقت، وترفضها، كما يعتقد أن «حماس» و«الجهاد» تتجنبان مثل هذه المواجهة.
وفي حين دفعت السلطة الجماهير الفلسطينية إلى اشتباك شعبي مع إسرائيل، ونادت «حماس» و«الجهاد» بضرورة إطلاق انتفاضة جديدة، عزز اتصال سليماني بهذين الحركتين العلاقات بين إيران والفصيلين اللذين استعادا العلاقات مؤخرا مع طهران بشكل كبير، وذلك بعد فترات من القطيعة والتوتر بسبب خلافات حول سوريا واليمن. واتصل سليماني بالفصيلين بعد يوم من اتصال أجراه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، بالرئيس الإيراني حسن روحاني.
وقال هنية إن قرار ترمب يمثل عدوانا على الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، مشددا على أن «مواجهة القرار تتم أولا عبر توحيد الموقف الفلسطيني، وبوحدة الموقف العربي والإسلامي الذي يدعم الموقف الفلسطيني وانتفاضته المباركة»، وعبر عن تطلع «حماس» إلى أن تصدر قرارات واضحة عن «القمة الإسلامية» المنعقدة في تركيا «بشكل يرقى إلى مستوى الجموع الثائرة في كل العالم من أجل إسقاط هذا القرار».
وأشاد رئيس الحركة بموقف إيران؛ «قيادة ورئاسة وشعبا، في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ومقاومته المباركة»، مثمنا «المواقف الإيرانية الثابتة من قضية القدس».
وأكد الرئيس الإيراني على موقف بلاده الرافض هذا القرار، داعيا إلى الوحدة لمواجهته.
وقال روحاني إن «القرار الأميركي يمثل قمة العدوان من دول الاستكبار العالمي»، مؤكدا أن «إيران ستكون بكل إمكاناتها إلى جانب الشعب الفلسطيني لتكون له دولته الكاملة وعاصمتها القدس». وأوضح روحاني لهنية أن «إيران لن تدخر جهدا من أجل إنجاح القمة الإسلامية المنعقدة في تركيا، وصدور قرارات تدعم الحق الإسلامي في فلسطين والقدس».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.