وزراء الشؤون الداخلية في الولايات الألمانية يمددون «وقف ترحيل» اللاجئين «الخطرين»

بسبب ظروف الحرب السائدة

TT

وزراء الشؤون الداخلية في الولايات الألمانية يمددون «وقف ترحيل» اللاجئين «الخطرين»

قرر مؤتمر وزراء داخلية الولايات الألمانية تمديد العمل بقرار «وقف ترحيل» اللاجئين السورين لفترة سنة واحدة، تنتهي في نهاية العام المقبل. وطالب المجتمعون في مدينة لايبزغ، يوم أمس (الجمعة)، الحكومة الألمانية بتقييم جديد للوضع السياسي في سوريا، يمكن على أساسه تقرير ما إذا كان من الممكن البدء بترحيل اللاجئين السورين الخطرين والمجرمين إلى بلدهم.
وتتمسك الحكومة الألمانية منذ سنة 2012 بقرار وقف ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلدهم بسبب ظروف الحرب السائدة هناك.
ويعتبر قرار وقف ترحيل اللاجئين السوريين انتصاراً لموقف وزراء الداخلية في الولايات التي يحكمها الحزب الديمقراطي الاشتراكي، بالضد من وزراء داخلية الولايات التي يحكمها الاتحاد المسيحي، إذ دعا ماركوس أولبيغ، رئيس المؤتمر هذا العام ووزير داخلية سكسونيا، يدعمه موقف يواخيم هيرمان وزير داخلية بافاريا، إلى البدء بترحيل اللاجئين السوريين الخطرين ومرتكبي الجنايات في الحال.
وقال هيرمان، المعروف بتشدده حيال اللاجئين، قبل أيام، إن الوضع في بعض مناطق سوريا، مثل حلب، «آمن نسبيا»، ويمكن تسفير السوريين الخطرين والمجرمين إليها. ودعا الوزيران المحافظان، في حالة التوصل إلى حل وسط، إلى تمديد «وقف ترحيل» اللاجئين السوريين لمدة 6 أشهر فقط، تنتهي في يونيو (حزيران) المقبل.
ورفض بوريس بيستوريوس، وزير داخلية سكسونيا السفلى من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، مقترح المحافظين، وأكد عدم استعداده للمساومة حول الموضوع. واعتبر بيستوريوس قرار تمديد «وقف ترحيل» اللاجئين السوريين صائباً، وخطوة في الاتجاه الصحيح، وقال إنه من المنتظر أن يعاد النظر في ترحيل السوريين الخطرين والمجرمين، في ضوء تقرير جديد لوزارة الخارجية، وإن تسفير السوريين الآن إلى بلدهم يتعارض مع الإعلان الأوروبي لحقوق الإنسان، ويتناقض مع مبادئ الدستور الألماني.
وعبر أولبيغ عن ارتياحه من قرارات مؤتمر وزراء الداخلية الخريفي، واعتبر الموقف من اللاجئين السوريين مقبولاً. كما اتفق وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزيير مع القرار، وقال إن البت في الأمر في ضوء تقرير جديد حول الوضع السياسي في سوريا أفضل، وأضاف أن الأمر سيستغرق بضعة أسابيع أو أشهر لحين تقديم التقييم الجديد للأوضاع الأمنية في سوريا، وعبر عن ريبته في إمكانية تحسن الوضع في سوريا قريباً، وقال إن سوريا غارقة في حرب أهلية.
جدير بالذكر أن وزارة الداخلية الألمانية تعتمد في تقديراتها للوضع السياسي على تقارير تقييمية تقدمها وزارة الخارجية كل سنة. وتقرر الحكومة على أساس هذه التقارير إمكانية إعادة اللاجئين إلى البلدان المعنية.
وفضلاً عن قضية ترحيل اللاجئين السوريين، ناقش مؤتمر وزراء الداخلية الألمان إمكانية إلغاء الجنسية عن اللاجئين الذين يثبت تلاعبهم بهوياتهم الشخصية. وتمنح قوانين الجنسية الألمانية السلطات حق إلغاء الجنسية خلال 5 سنوات فقط، إذا ثبت على المتجنس تلاعبه بأوراقه الثبوتية. ويدعو وزراء داخلية الولايات التي يحكمها المحافظون إلى تمديد هذه الفترة إلى 10 سنوات.
وناقش الوزراء في الاجتماع المزيد من إجراءات الرقابة في إطار الوقاية من الإرهاب، وتعميم طريقة تقييد «الخطرين» بأساور الكاحل الإلكترونية، وتطوير عمل المركز المشترك لمكافحة الإرهاب، وطرق التصدي لعنف المشجعين «الهوليغان» في ملاعب كرة القدم.
ودرس الوزراء المخاطر الناجمة عن الطرود البريدية المفخخة، وكيفية التصدي لها. كما تشاوروا حول إمكانية تصنيف «البريبر» ضمن اليمين المتطرف والخطرين؛ و«البريبر» مصطلح جديد يعبر عن الميالين للعنف الذين يتهيأون لممارسة العنف أثناء الكوارث والأزمات.
وشارك المئات في مظاهرات سلمية خارج قاعة المؤتمرات في لايبزغ، دعت لها المنظمات الإنسانية وحزب الخضر وحزب اليسار، ورفعت شعار «لا لمؤتمر وزراء الداخلية»، كما رفع المتظاهرون شعارات مثل «لا لترحيل السوريين والأفغان» و«لا لتوسيع الرقابة» على الحياة العامة.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.