الكويت تطوي صفحة الإيقاف الرياضي دولياً

إنفانتينو أعلن رفع الحظر... ومرزوق الغانم: حررنا الشباب من الظلم الجائر

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح خلال استقباله إنفانتينو رئيس «فيفا» (كونا)
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح خلال استقباله إنفانتينو رئيس «فيفا» (كونا)
TT

الكويت تطوي صفحة الإيقاف الرياضي دولياً

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح خلال استقباله إنفانتينو رئيس «فيفا» (كونا)
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح خلال استقباله إنفانتينو رئيس «فيفا» (كونا)

طوت الكرة الكويتية، يوم أمس، صفحة الإيقاف الذي تعرضت له من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2015، على خلفية ما سمته «فيفا»... «التدخل الحكومي في عمل المنظمات الرياضية الكويتية».
وأعلن السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من الكويت التي وصل إليها، صباح أمس، في زيارة مفاجئة، رفع الإيقاف المفروض على الكرة الكويتية، حيث ظهر إنفانتينو في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب خالد الروضان وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة، وهو يعلن رفع «الإيقاف المفروض على الاتحاد الكويتي لكرة القدم».
واستقبل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت بقصر بيان، أمس (الأربعاء)، جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بمناسبة زيارته للبلاد.
وقدم الشيخ صباح شكره لرئيس «الفيفا» على الدور الذي قام فيه بدعم الرياضة الكويتية، معرباً عن أهمية رعاية الشباب من قبل جميع مؤسسات الدولة، وتسخير كل الإمكانيات للاهتمام بالطاقات الشبابية من أجل رفع راية الكويت في شتى المحافل.
من جانبه، قال رئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو خلال اللقاء: «شرف كبير جداً أن أكون موجوداً هنا لكي ألتقي بكم... أنت يا أمير البلاد متميز جداً، ليس فقط في الكويت والمنطقة بل في العالم كله، وأنا كرئيس (الفيفا) سعيد جداً بهذا اليوم بأن أبلغكم خبراً سعيداً أعتقد أن الكويت محتاجة إلى هذا الخبر السعيد.. والمنطقة أيضاً تحتاج إلى أخبار سعيدة، وبودي أن أكرر، وأؤكد أن مجلس (الفيفا) قرر بالإجماع في اجتماعه رفع الإيقاف عن الكويت منذ الآن».
وكشف إنفانتينو أن قرار رفع الإيقاف هو بمثابة هدية تذكارية من رئيس «الفيفا» إلى أمير الكويت.
من جانبه، قال مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي إن الفضل أولا يعود لأمير البلاد في رفع الإيقاف عن الكرة الكويتية، وإن دعمه وإصراره أسهما في تحرير الشباب من الظلم الجائر الذي وقع عليهم، وأن يلعب الكويتيون بكرامتهم دون أي مساس بسيادة البلد، ودون أي مساس بالدستور الكويتي.
وكانت وتيرة العمل الجاد والمشترك تسارعت خلال الفترة الماضية من عدة أطراف لإنهاء الكابوس الذي حرم الكرة الكويتية من الوجود في كثير من المحافل الإقليمية والدولية، وكان أبرز هذه الخطوات الجادة إقرار قانون الرياضة الجديد من قبل مجلس الأمة والمصادقة.
وكان الغانم بثّ لأبناء بلاده خبر رفع الإيقاف عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، عندما أرفق صورة تجمعه برئيس الاتحاد الدولي الذي وصل إلى الكويت، أمس، مشيراً إلى أن رئيس «فيفا» وصل إلى بلاده حاملاً معه «كتاب» رفع الإيقاف. كذلك رحب خالد الروضان وزير التجارة والصناعة الكويتي عبر حسابه على «تويتر» برئيس الاتحاد الدولي بإرفاق الصورة التي تجمعه مع رئيس مجلس الأمة الكويتي وإنفانتينو، مشيراً إلى رفع الإيقاف عن بلاده، منوهاً بأنها «بشارة لكل أهل الكويت»، وأنها قليلة بحق بلاده.
وتنفَّس الكويتيون الصعداء بعودة الرياضة في بلادهم للمشاركة في المحافل الرياضية، حيث عمت الأفراح الشارع الرياضي الكويتي والخليجي برفع الإيقاف، بعد وساطة سعودية وحراك حكومي لتعود الجماهير الزرقاء لتوهُّجِها في مؤازرة فرقها ومنتخبها إقليمياً ودولياً.
وكان تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية السعودية رئيس اتحاد التضامن الإسلامية لَمّح إلى رفع الإيقاف عن الكرة الكويتية قبل 48 ساعة، حيث كتب في ساعات متقدمة من صباح أول من أمس (الثلاثاء) على حسابه في «تويتر»: «أخبار مفرحة عن عودة الرياضة الكويتية، وكما ذكرت سابقاً هذا أقل ما يُقدم لوالدنا الشيخ صباح. والشكر لولي العهد (السعودي) الأمير محمد بن سلمان لدعمه لي في هذا الملف».
بينما تعهد تركي آل الشيخ في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، عبر حسابه على «تويتر» ببذل كل الجهد مع أشقائه في الكويت لرفع الحظر عن الرياضة الكويتية التي وصفها بـ«العريقة»، مشدداً على أن «كلنا مع الكويت، وأنا خادم لأبينا صباح».
فيما أكد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية بعدها بأيام: «بإذن الله تفرح الرياضة الكويتية قريباً»، قبل أن يعود في 29 من نوفمبر (تشرين الثاني)، مغرداً عبر حسابه الشخصي: «رياضة الكويت ستعود... أطمئن الجميع وكل المخلصين.. لدي تواصل مع شخصيات دولية، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم على تواصل واطلاع مستمر بكل شيء... وإن شاء الله نفرح بهذه العودة».
وكانت مسيرة تركي آل الشيخ في رفع الإيقاف عن الكرة الكويتية جرت منذ الوهلة الأولى بتواصل مستمر مع كبار المسؤولين الكويتيين وقيادات الاتحاد الدولي، التي كان آخرها اجتماعه، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي، برئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو على هامش قرعة نهائيات كأس العالم، التي جرت في موسكو، حيث وصف حينها تركي آل الشيخ الاجتماع بـ«الإيجابي جداً»، مشيراً إلى «اتفاقهم على كثير من العمل والتعاون لمصلحة الرياضة الخليجية والعربية وكذلك الإسلامية والآسيوية». وساندت تلك التحركات إقرار مجلس الأمة، الأحد الماضي، قانون الرياضة الجديد في مداولتين، حيث جاء مشروع القانون متوافقاً مع الميثاق الدولي وينسجم في الوقت نفسه مع دستور الكويت وسيادتها وقوانينها ويحافظ على المال العام.
وكانت الحكومة توصلت مع لجنة الشباب والرياضة في 19 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى مشروع قانون رياضي جديد «يفي» بالمتطلبات الدولية.
وأوضح خالد الروضان وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة حينها أن «مشروع القانون هو نتاج جهود 4 أشهر مع الاتحاد الدولي لكرة القدم»، وأن الحكومة «توصلت إلى اتفاق مع (فيفا) على مشروع قانون بشأن الرياضة يتوافق مع الميثاق الدولي وينسجم في الوقت نفسه مع دستور دولة الكويت وسيادتها وقوانينها ويحافظ على المال العام».
وفرضت هيئات رياضية، منها اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عقوبة الإيقاف بحق الكويت منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2015، على خلفية التدخل السياسي في عمل المنظمات الرياضية.
ومطلع 2017، طلبت الكويت رفع الإيقاف متعهدة بتعديل القوانين، إلا أن اللجنة الأولمبية رفضت الطلب واشترطت قيام الكويت بخطوات عدة، في مقدمها جعل القوانين الرياضية متوافقة مع المعايير الدولية، قبل البحث في رفع الإيقاف.
وعوقبت الكويت بالإيقاف في 2010، بسبب خلاف مشابه، إلا أنها عادت للمنافسات قبل «أولمبياد لندن» 2012.
بينما نقل عن خالد الروضان وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي في البرلمان قوله إن «الجلسة كانت تاريخية لإقرار قانون الرياضة، ورفع الإيقاف عن الكويت، وإنهاء معاناة شباب الكويت، وإقرار القانون سيخطو خطوات كبيرة على طريق تطوير الرياضة».
وأضاف الوزير: «دخلنا مفاوضات كبيرة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم لرفع الإيقاف الرياضي... حرصنا على إنجاز قانون يتواءم مع متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم... رئيس الاتحاد الدولي أبلغنا على صفة الاستعجال بأن القانون الجديد متوافق مع قوانين (فيفا)، ويجب إقراره بأسرع وقت».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».