تفاقم الوضع الإنساني في غوطة دمشق

TT

تفاقم الوضع الإنساني في غوطة دمشق

بقيت مناطق الغوطة الشرقية المحاصرة هدفاً للعمليات العسكرية التي يشنّها النظام السوري عليها، والتي أودت بحياة أكثر من 200 قتيل خلال ثلاثة أسابيع.
وشهدت محاور إدارة المركبات العسكرية في أطراف العاصمة دمشق، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة، و«حركة أحرار الشام» من جهة أخرى؛ فيما جددت قوات النظام استهدافها للغوطة الشرقية بالمدفعية والصواريخ.
وأفاد رصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام «استهدفت مجدداً مدن عربين وسقبا وحرستا، وبلدة عين ترما، بقذائف المدفعية الثقيلة، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى».
ووثّق المرصد السوري «سقوط 200 شهيد على الأقل، بينهم 47 طفلاً، و18 امرأة، و4 عناصر من الدفاع المدني، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي»، لافتاً إلى سقوط عشرات الضحايا في الأيام القليلة الماضية. وقال إن «3 مدنيين قضوا اليوم الأربعاء (أمس) بينهم طفلان اثنان في قصف مدفعي على عربين وسقبا، بينما استشهد الثلاثاء 3 مدنيين، بينهم طفل، في القصف المدفعي على عربين وعين ترما، في حين استشهد يوم الأحد 27 مواطناً، بينهم 9 أطفال و3 نساء، في قصف مدفعي على حرستا، و26 مواطناً استشهدوا في غارات على حمورية وعربين ومسرابا وبيت سوى».
من جهتها، اعتبرت هيئة التفاوض العليا لقوى الثورة والمعارضة، أن «الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد في الغوطة الشرقية تهدف إلى تقويض العملية السياسية». وقالت الهيئة في بيان إن «القصف الذي تتعرض له مدن وبلدات الغوطة الشرقية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، والذي استخدمت فيه الغازات السَّامة (غاز الكلور) والقنابل العنقودية، بالإضافة إلى الذخائر التقليدية، أسفر عن مقتل أكثر من 180 مدنياً، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى عشرات الجرحى»، مشيرة إلى أن «الحملة الدموية على الغوطة، تؤكد من جديد أن النظام ليس في حالة تفاوض، وغير معني بأي حل سياسي؛ بل يريد تقويض أي مسار يمكن أن يفضي إليه». وطالبت هيئة التفاوض العليا بـ«التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي ينص في إحدى فقراته على الوقف الفوري لأي هجمات ضد المدنيين والمنشآت الخدمية والطبية، والسماح بدخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة».
من جهته، أعلن رئيس الهيئة السياسية في «جيش الإسلام»، محمد علوش، عن إجراء حراك دبلوماسي على نطاق واسع لمواجهة حصار الغوطة الشرقية. وقال علوش في تدوينة عبر صفحته على موقع «تلغرام»، إن «جيش الإسلام بالتعاون مع إخوانه في قوى الثورة، أجرى خلال الفترة الماضية حملة دبلوماسية تمثلت بالتواصل مع سفراء الدول الصديقة للشعب السوري ومبعوثيها، بالإضافة إلى الصين وممثلي الأمم المتحدة ومجموعة كبيرة من المنظمات الدولية»، مؤكداً أن «جهوداً تبذل لعرض قضية أفظع حصار في هذا القرن، الواقع على الغوطة الشرقية وأحياء جنوب دمشق والقلمون الشرقي وريف حمص الشمالي، وعرض نتائج هذه الجريمة وما يجري فيها من ابتزاز حاصل على المدنيين، ومنع كافة الخدمات من غذاء ودواء وماء وكهرباء واتصالات ووقود، منذ أربع سنوات، واستمرار القصف».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.