يبدأ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم، زيارة تاريخية إلى اليونان تستغرق يومين بهدف تحسين العلاقات بين الجارتين، في تحرك يتابعه قادة الاتحاد الأوروبي الذين يعولون على تعاون أنقرة في قضية الهجرة.
وخلال الزيارة، وهي الأولى لرئيس تركي منذ 1952، سيلتقي إردوغان الرئيس بروكوبيس بافلوبولوس ورئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس ثم يتوجه للقاء الأقلية المسلمة في ثراكي (تراقيا)، في شمال البلد، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
من جانبه، قال ديمتريس تزاناكوبولوس الناطق الرسمي باسم الحكومة اليونانية، إن بلاده تأمل في أن تثمر زيارة الرئيس التركي لأثينا بتحسين العلاقات الثنائية. وأوضح أن «القضايا التي تهم البلدين ستكون مطروحة على جدول أعمال المحادثات؛ وتشمل التوترات في بحر إيجه وأزمة اللاجئين والعلاقات الاقتصادية، مع التركيز على الطاقة والتجارة والنقل. وكل ما نتوقّعه هو تطوير حقيقي لعلاقتنا مع تركيا، لأن هذا يمكن أن يلعب دورا محفّزا نحو التنمية ونتوقع محادثات بناءة للغاية».
وفي حين تشهد العلاقات بين تركيا والغرب فتورا، يأمل الاتحاد الأوروبي بتعاون تركيا في مجال منع مرور المهاجرين واللاجئين إلى جزر إيجه القريبة من تركيا. واليونان وتركيا دولتان فاعلتان رئيسيتان في ملفات الهجرة، وكذلك في مجال المحادثات حول قبرص التي تحتل تركيا شطرها الشمالي. وقال المتحدث باسم إردوغان، إبراهيم كالين، أمس: «نأمل في أن تتيح الزيارة تنمية وتعزيز العلاقات».
وزار إردوغان اليونان عندما كان رئيسا للوزراء في 2004 و2010. وزيارته الثالثة تكتسي بُعدا رمزيا، إذ إن آخر رئيس تركي زارها كان جلال بيار قبل 65 سنة. ورغم النهج البراغماتي للجانبين، فلا تزال تشوب العلاقات قضايا موروثة، مثل الحدود البحرية في بحر إيجه، وانقسام قبرص بعد الاحتلال العسكري التركي عام 1974 إلى قسمين، أحدهما بأغلبية سكانية يونانية في الوسط والجنوب ويمثل جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي، والقسم الآخر «جمهورية شمال قبرص التركية» التي أُعلنت في 1983 من طرف واحد ولم تحظ بأي اعتراف دولي حتى الآن.
وانتقد إردوغان مرارا ضمّ جزر من بحر إيجه إلى اليونان، بموجب معاهدة لوزان في 1923، وتطالب تركيا بتسليمها ثمانية عسكريين لجأوا إلى اليونان بعد محاولة الانقلاب صيف 2016، لكن القضاء اليوناني رفض ذلك.
ومنذ الانقلاب، طلب المئات اللجوء إلى اليونان وتعترض الشرطة التركية باستمرار أشخاص يحاولون عبور الحدود. ورغبة منه في إزالة التوتر، أكد تسيبراس أن اليونان «لا ترحب بالانقلابيين» في مقابلة مع وكالة «الأناضول» التركية للأنباء أمس. وقال جان ماركو، الباحث في معهد دراسات الأناضول الفرنسي، إنه في حين نما التعاون الاقتصادي والسياحي بين البلدين، فإن العلاقات لا تزال تعكرها الخلافات القديمة.
من جانبه، أكد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس ضرورة تهيئة الظروف لإقامة دولة في قبرص تتفق مع المكتسبات الأوروبية، وتضمن الأمن والسلام ولا تخضع لسيطرة دولة أخرى، بالإشارة إلى تركيا الدولة المحتلة لنحو 37 في المائة من مساحة الجزيرة. كما دعا الرئيس القبرصي الجميع إلى تضافر الجهود والعمل سوياً من أجل إعادة توحيد الجزيرة. وأشار إلى الرغبة القوية من الجانب القبرصي اليوناني للتوصل إلى تسوية بعد الغزو التركي للجزيرة في عام 1974، مشيراً إلى أن السبب الوحيد لعدم التوصل إلى حل مقبول للقبارصة اليونانيين حتى الآن هو «التعنت التركي».
وأضاف أناستسياديس أنه «رغم التقدم الذي تحقق خلال المحادثات حول المشكلة القبرصية، فإن التدخلات التركية ورغبة تركيا في السيطرة من خلال الجانب القبرصي التركي على الدولة الجديدة لجمهورية قبرص، ورغبتها في تحويل قبرص إلى محمية تركية أو دولة تلبي أوامر أنقرة، قد أدى في النهاية إلى طريق مسدود». وجدّد رفضه لقبول الجانب القبرصي اليوناني المطالب التركية، وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة نفسه قال إنه من دون معالجة وحل قضية الأمن، فإنه لن يكون هناك حل للمشكلة القبرصية.
إردوغان يقوم بزيارة تاريخية إلى اليونان بهدف تحسين العلاقات
هي الأولى لرئيس تركي منذ عام 1952
إردوغان يقوم بزيارة تاريخية إلى اليونان بهدف تحسين العلاقات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة