«داعش» يخوض آخر معاركه بدير الزور ويعلن إسقاط طائرة للنظام

TT

«داعش» يخوض آخر معاركه بدير الزور ويعلن إسقاط طائرة للنظام

يخوض تنظيم داعش معاركه الأخيرة في ريف دير الزور، وتحديداً على جبهات غرب نهر الفرات، بمواجهة النظام السوري وحلفائه، وفي شرق الفرات بمواجهة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وهو يحاول الدفاع عما تبقى من مواقع تحت سيطرته، ويبدي مقاومة شرسة داخل المناطق المحاصر فيها، في وقت أعلن التنظيم، عن إسقاط طائرة حربية تابعة للنظام، في محيط مدينة البوكمال وأسر طياريها.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها منه جهة، وبين عناصر (داعش) من جهة أخرى، في غرب الفرات بالريف الشرقي لدير الزور، وتحديداً في ثلاث بلدات تقع غرب مدينة البوكمال، التي تمثّل الجيب الأخير للتنظيم في هذه المنطقة»، وأشار إلى أن التنظيم «اعتمد تكتيكاً جديداً للهجمات المعاكسة، يهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية في صفوف خصومه»، لافتاً إلى أن «العمليات المضادة في غرب نهر الفرات، تركزت ضد تمركزات قوات النظام الممتدة من بلدة الصالحية إلى بلدة الجلاء، عدا عن استهداف مواقع النظام بعربتين مفخختين، جرى تفجيرهما قرب مواقع لقوات النظام، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من قوات النظام وحلفائه». وأعلن المرصد عن «مقتل عميد في قوات النظام وهو رئيس فرع الهندسة بالفرقة 17. وذلك جراء انفجار لغم به بريف دير الزور الغربي».
وأعلن تنظيم داعش، عن إسقاط طائرة حربية تابعة للنظام، في محيط مدينة البوكمال. وقالت وكالة «أعماق» التابعة لـ«داعش»، إن التنظيم «تمكن من إسقاط طائرة حربية بمحيط مدينة البوكمال الحدودية، خلال ساعات الليل الماضي». وأعلنت الوكالة عن «تفجير سيارتين مفخختين، أدتا لتدمير دبابة وثلاث آليات رباعية الدفع تابعة للنظام، كما تم تدمير عربة BMP بصاروخ موجه غرب قرية الصالحية، إضافة إلى مقتل وإصابة العديد من قوات النظام في التفجير الثاني».
ونقل موقع «الدرر الشامية» الإخباري المعارض، عن مصادر محلية، أن التنظيم «تمكن من أسر الطيارين، في محيط قرية البقعان بريف البوكمال شرق دير الزور بعد إسقاط طائرتهما». وعلى المحور شرق نهر الفرات، يستميت عناصر «داعش» في الدفاع عن مواقعه بمواجهة قوات سوريا الديمقراطية، التي تخوض العمليات تحت اسم «عاصفة الجزيرة»، حيث ارتفعت وتيرة الاشتباكات خلال الساعات الـ24 الماضية، إثر هجمات معاكسة نفذها عناصر التنظيم، مكنتهم من استعادة مواقع عسكرية وإحدى البلدات التي خسروها في شرق نهر الفرات. ووفق المرصد السوري، تدور معارك عنيفة بين الطرفين، وسط قصف مكثف ومتبادل، بالإضافة لضربات جوية من الطائرات الحربية على المناطق التي لا تزال متبقية تحت سيطرة التنظيم.
ولا تزال 17 بلدة وقرية تقع تحت سيطرة التنظيم في المنطقة الممتدة من أبو حردوب في شرق الفرات، وصولاً إلى الحدود السورية - العراقية، وسط سعي متواصل من «قسد» للتقدم فيها والسيطرة عليها، وإنهاء تواجد التنظيم بشكل نهائي منها، فيما تسببت الاشتباكات المتجددة والتفجيرات والقصف في مقتل وإصابة العشرات من الطرفين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.