أفغانستان: 6 قتلى بتفجير انتحاري استهدف أنصار الرئيس

مقتل 8 مسلحين من «داعش» في غارتين أميركيتين

جندي في نقطة مراقبة قرب موقع تفجير انتحاري في جلال آباد شرق أفغانستان أول من أمس (أ.ف.ب)
جندي في نقطة مراقبة قرب موقع تفجير انتحاري في جلال آباد شرق أفغانستان أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

أفغانستان: 6 قتلى بتفجير انتحاري استهدف أنصار الرئيس

جندي في نقطة مراقبة قرب موقع تفجير انتحاري في جلال آباد شرق أفغانستان أول من أمس (أ.ف.ب)
جندي في نقطة مراقبة قرب موقع تفجير انتحاري في جلال آباد شرق أفغانستان أول من أمس (أ.ف.ب)

قتل ستة أشخاص على الأقل، بينهم طفل، بعملية انتحارية استهدفت، أمس، تجمعا لدعم الرئيس الأفغاني أشرف غني في مدينة جلال آباد بشرق أفغانستان». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن حضرت حسين مشرقوال، المتحدث باسم مديرية الأمن في ولاية ننكرهار، قوله إن انتحاريا كان يقود دراجة نارية فجر نفسه وسط حشد من الناس حضروا تجمعا سياسيا في جلال آباد، موضحا أن الهجوم خلف ستة قتلى بينهم نساء وطفل، وثلاثة عشر جريحا».
وأشار مشرقوال إلى أن التجمع كان لأنصار الرئيس الأفغاني الحالي أشرف غني». فيما ذكر نجيب كماوال، مسؤول الصحة العامة في ننجرهار، أن بعض المصابين في حالة حرجة».
وتشهد ولاية ننجارهار الأفغانية المتاخمة للحدود مع باكستان، ضغطا مزدوجا من قبل حركة طالبان وتنظيم داعش الذي تقع في هذه الولاية أبرز قواعده في أفغانستان».
إلى ذلك, قتل ثمانية مسلحين على الأقل، ينتمون إلى تنظيم داعش في غارتين جويتين منفصلتين بإقليم ننجارهار، شرق أفغانستان، طبقا لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء أمس».
وذكر المسؤولون المحليون أنه تم تنفيذ الغارتين الجويتين، بالقرب من منطقة أشين، مستهدفين المسلحين في مكانين منفصلين».
وأكد المكتب الإعلامي للحكومة الإقليمية في بيان مساء أمس مقتل ثمانية مسلحين في الغارتين الجويتين، اللتين تم تنفيذهما من قبل طائرات من دون طيار تابعة للقوات الأجنبية».
وأضاف البيان أنه تم تنفيذ الغارتين الجويتين بمنطقتي بوشوجان وعبد الخيل، مما أسفر عن مقتل ثمانية منهم». وطبقا للحكومة الإقليمية، تم تدمير أسلحة وذخائر تابعة للجماعة الإرهابية أيضا». ولم تعلق الجماعات المتشددة المسلحة المناهضة للحكومة، بما فيها داعش على التقرير حتى الآن».
من جهة أخرى, قال جهاز المخابرات الرئيسي في أفغانستان إن قوات الأمن الأفغانية قتلت الأسبوع الماضي قائد «القوات الخاصة» في حركة طالبان المعروفة باسم «الوحدة الحمراء» في إقليم هلمند».
وقالت إدارة الأمن الوطني إن الملا شاه والي المعروف كذلك باسم الملا ناصر قتل في عملية جوية في هلمند».
والإقليم من معاقل طالبان ويقع في قلب تجارة المخدرات المزدهرة في البلاد. وأفاد بيان الإدارة أن والي أصبح قائدا للوحدة الحمراء ونائبا لحاكم إقليم هلمند في حكومة الظل قبل ثلاث سنوات وشارك بشكل مباشر في هجمات طالبان». ويقول الجيش الأفغاني إن من المعتقد أن الوحدة الحمراء مجهزة بأسلحة متقدمة منها معدات الرؤية الليلية وصواريخ عيار 82 ملليمترا ومدافع رشاشة ثقيلة وبنادق هجومية أميركية الصنع».
وقالت إدارة الأمن الوطني إن والي قتل مع مهاجم انتحاري واثنين من قادة طالبان في حي قلعة موسى في هلمند».
وعملت الولايات المتحدة جاهدة على بناء الدعم الجوي لأفغانستان وتعزيز قدراته الهجومية التي بدت غير كافية بعد انسحاب أغلب القوات الأجنبية من البلاد قبل ثلاث سنوات».

في غضون ذلك, ذكر مسؤولون محليون أن عضوا بارزا من حركة طالبان قتل في قصف جوي، تم تنفيذه وسط العمليات الجارية بإقليم هلمند جنوب أفغانستان، طبقا لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء أمس وأضاف المسؤولون أن العضو البارز بطالبان، الذي يدعى الملا ناصر، قتل في مدينة موسى قلعة بالإقليم».
وأكد المكتب الإعلامي للحكومة الإقليمية في بيان أيضا مقتل الملا ناصر، قائلا إنه كان قد تم تعيينه في منصب نائب حاكم الظل لدى الجماعة في إقليم هلمند».
وتابع البيان أن الملا ناصر، كان يتولى أيضا الشؤون العسكرية بالجماعة وقتل إلى جانب ثلاثة آخرين في القصف الجوي».



أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

مرة أخرى، وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال غرب باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام»، على حد قوله.

متظاهرون يتجمعون بالقرب من أشياء أضرمت فيها النيران في أحد الشوارع في جارانوالا بباكستان 16 أغسطس 2023 (رويترز)

منذ يوليو (تموز)، تفيد مصادر عدة بأن 212 شخصاً قُتلوا في إقليم كورام بسبب نزاعات قديمة على الأراضي كان يفترض بسلسلة من الاتفاقات برعاية وجهاء قبليين وسياسيين وعسكريين، أن تبت بها.

إلا أنه تم انتهاك هذه الاتفاقات على مر العقود مع عجز السلطات الفيدرالية وفي مقاطعة خيبر بختونخوا عن القضاء على العنف.

فقدت القوات الأمنية الباكستانية مئات من أفرادها خلال الأشهر الماضية في الموجة الإرهابية الجديدة (أ.ف.ب)

والأسوأ من ذلك أن الهجوم الذي أجج أعمال العنف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) استهدف السلطات أيضاً، إذ إن نحو 10 مهاجمين أمطروا موكبي سيارات تنقل عائلات شيعية كانت بحماية الشرطة.

وكان ابن شقيق علي غلام في هذا الموكب. وكان هذا الرجل البالغ 42 عاماً ينتظر منذ أيام فتح الطرق في كورام عند الحدود مع أفغانستان.

أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب أثناء مسيراتهم خلال مظاهرة للتنديد باغتصاب طالبة مزعوم في لاهور بباكستان 17 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

«لا ثقة مطلقاً بالدولة»

وكانت الطرق الرئيسية قد قُطعت بسبب تجدد القتال بالأسلحة الثقيلة والقذائف بين السنة والشيعة.

وفي غضون أربعين عاماً، خسر علي غلام شقيقه وابن شقيقه فيما جُرح ثلاثة من أشقائه أيضاً.

ويؤكد الرجل الشيعي البالغ 72 عاماً: «لم أعرف السلام يوماً وليس لدي أمل كبير لأولادي وأحفادي لأن لا ثقة لي مطلقاً بالدولة».

ويقول أكبر خان من لجنة حقوق الإنسان في باكستان إنه في السابق «كانت الدولة تساند مجالس الجيرغا وكانت هذه المجالس القبلية تنجح في تحقيق نتائج».

ويضيف: «لكن اليوم لم تعد الدولة تغطي تكلفة استدعائهم»، لأن المسؤولين السياسيين في إسلام آباد منغمسون في الاضطرابات السياسية «ولا يتعاملون بجدية مع أعمال العنف هذه».

قتل 8 أشخاص بينهم 5 عناصر أمن جراء اشتباكات مسلحة مع «إرهابيين» في 3 مناطق بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان الأسبوع الماضي (متداولة)

لكن في إقليم كورما الشاسع اعتمدت السلطات والقوى الأمنية موقفاً متأنياً. فالإقليم على غرار 6 أقاليم أخرى مجاورة، لم يُضم رسمياً إلى مقاطعة باكستانية إلا في عام 2018.

وكان قبل ذلك ضمن ما يسمى «مناطق قبلية تحت الإدارة الفيدرالية» وكان يحظى تالياً بوضع خاص وكانت المؤسسات الرسمية تترك مجالس الجيرغا تتصرف.

وفي حين كانت حركة «طالبان» الأفغانية تقوم بدور الوسيط في خضم العنف الطائفي في نهاية العقد الأول من الألفية، يؤكد سكان راهناً أن بعض القضاة يفضلون أن توافق مجالس جيرغا على أحكامهم لكي تحترم.

بن لادن - «طالبان»

يقول مالك عطاء الله خان، وهو من الوجهاء القبليين الذين وقعوا اتفاقاً في 2007 كان من شأنه إحلال السلام في كورام، إن «السلطات لا تتولى مسؤولياتها».

ويشير خصوصاً إلى مفارقة بأن كورام هو الإقليم الوحيد بين الأقاليم التي ضمت حديثاً، حيث «السجل العقاري مكتمل». لكنه يضيف: «رغم ذلك تستمر النزاعات على أراضٍ وغابات في 7 أو 8 مناطق».

ويرى أن في بلد يشكل السنة غالبية سكانه في حين يشكل الشيعة من 10 إلى 15 في المائة، «تحول جماعات دينية هذه الخلافات المحلية إلى نزاعات دينية».

فلا يكفي أن كورام تقع في منطقة نائية عند حدود باكستان وأفغانستان. فيجد هذا الإقليم نفسه أيضاً في قلب تشرذمات العالم الإسلامي بين ميليشيات شيعية مدعومة من طهران وجماعات سنية تلقى دعماً مالياً.

في عام 1979، أحدث الشيعة ثورتهم في إيران فيما دخل المجاهدون السنة في كابل في حرب مع الجيش السوفياتي الذي غزا البلاد، في حين اختار الديكتاتور الباكستاني ضياء الحق معسكر المتشددين السنة.

وقد تحول الكثير من هؤلاء إلى حركة «طالبان» في وقت لاحق لمواجهة إيران وإقامة «دولة إسلامية» وتوفير عناصر للتمرد المناهض للهند في كشمير.

«سننتقم له»

تقع كورام بمحاذاة كهوف أفغانية كان يختبئ فيها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وكانت حتى الآن معروفة، خصوصاً بأزهارها التي تتغنى بها قصائد الباشتون. ويقول خان: «إلا أنها استحالت الآن منصة لإرسال أسلحة إلى أفغانستان. كل عائلة كانت تملك ترسانة في منزلها».

لم يسلم أحد هذه الأسلحة إلى السلطات. في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أضرم شيعة النار في منازل ومتاجر في سوق سنية في باغان رداً على الهجوم على الموكب قبل يومين، سمع إطلاق النار من الطرفين.

وقد حاصرت النيران ابن عم سيد غني شاه في متجره.

ويروي شاه لوكالة الصحافة الفرنسية: «منعنا والديه من رؤية جثته لأنه كان يستحيل التعرف عليها. كيف عسانا نقيم السلام بعد ذلك؟ ما إن تسنح الفرصة سننتقم له».

أما فاطمة أحمد فقد فقدت كل أمل في 21 نوفمبر. فقد كان زوجها في طريقه لتسجيلها في كلية الطب في إسلام آباد بعدما ناضلت من أجل إقناع عائلتها بالسماح لها بمتابعة دروسها.

إلا أنه لم يعد. وتقول أرملته البالغة 21 عاماً إنها لا تريد «العيش بعد الآن من دونه». وتؤكد: «لم يقتلوا زوجي فحسب بل قتلوا كل أحلامي معه».