كوشنر: الرئيس لم يحسم قراره بشأن نقل السفارة

TT

كوشنر: الرئيس لم يحسم قراره بشأن نقل السفارة

قال جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن الرئيس لم يحسم أمره بعد بشأن انتقال السفارة الأميركية إلى القدس، مشيراً إلى أنه سيتم إعلان الموقف من هذه القضية قريباً جداً. وأضاف أن ترمب «لا يزال يدرس الكثير من الحقائق المختلفة، وحينما يتخذ قراره سيكون هو من يبلغكم به وليس أنا».
وأشار كوشنر الذي يلعب دوراً بارزاً في جهود الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإعادة إحياء مفاوضات السلام، إلى وجود «أزمة ثقة بين طرفي السلام، مما فاقم القضية وجعلها صعبة، بيد أن كلا الطرفين يثق في الولايات المتحدة». ورأى أن «الحل يبدأ من ذلك، وهو ما سعينا إليه على مدى 8 أشهر متواصلة من العمل». ولفت خلال «مؤتمر سابان 17» الذي نظمه معهد «بروكينغز» في واشنطن، أمس، إلى أن «ما نعمل عليه هو صعب للغاية، إذ نلتقي الطرفين، كلاً على حدة، ونستمع إلى مطالبهم كافة، ونحاول قدر الإمكان تقريب وجهات النظر، وقطعنا شوطاً كبيراً في ذلك، وما زلنا نواصل العمل، ونعلم جيداً من خلفية اقتصادية وعالم الأعمال وليس السياسة أن بعض الاتفاقيات قد لا تحقق نتائج بسبب الوسيط، لذلك نحن نركز كثيراً على دورنا في حل هذه القضية، وأنا متفائل بتحقيق النتائج، ولا يوجد رئيس أميركي يستطيع جعل علاقة أميركا بإسرائيل مثل الرئيس ترمب».
واعتبر أن «معارضي الرئيس لا يريدون لهذه القضية (السلام في الشرق الأوسط) النجاح، وهم يضعون العراقيل، ويقولون: (هذا مستحيل). وهناك العديد من الأمور التي قالوا عنها مستحيلة، لكنها تحققت». وأضاف: «نجح ترمب في الانتخابات الرئاسية رغم قول معارضيه إن هذا لن يحدث، وستنجح مساعينا في قضية السلام. بكل بساطة، سياسة ترمب هي تحقيق السلام خارجياً والازدهار داخلياً».
وأشار إلى أن زيارة ترمب إلى السعودية في أول رحلة خارجية له «لم تكن مجدولة من قبل، وإنما تم الترتيب لها قبل السفر بأسابيع، وحققت مخرجات كبيرة على مستوى العالم الإسلامي... السعودية بلد مهم كموقع في الشرق الأوسط». وأكد أن الرياض «تهتم كثيراً بالقضية الفلسطينية، وتضعها على أهم أولوياتها في كل حوار يجمعنا بهم».
وأوضح أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان «يريدان فعلاً حصول الشعب الفلسطيني على الحقوق والفرص كافة، كغيره من شعوب العالم، وتحقيق نتائج في قضية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، لافتاً إلى «تعاون دول المنطقة العربية أيضاً في ذلك، مثل الإمارات والأردن ومصر وغيرها من الدول». وأضاف أن ترمب «التقى في قمة الرياض بنحو 54 رئيس دولة، وهذا بالطبع ما يجعل المملكة العربية السعودية مهمة كأول رحلة للرئيس ترمب، ومخرجات المؤتمر من أهم الأولويات للإدارة الأميركية، من القضاء على الإرهاب الذي يعد أمراً عالمياً وليس أميركياً بحتاً».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.