رئيس حكومة الوفاق يعلن بدء التجهيز لإجراء الانتخابات الليبية

الجيش ينتقد تسريبات بخصوص الاستعانة بشركة أميركية للخدمات الأمنية

TT

رئيس حكومة الوفاق يعلن بدء التجهيز لإجراء الانتخابات الليبية

عبر فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، عن شكره لدعم إدارة ترمب لحكومته، مؤكدا دعمه لخريطة الطريق التي طرحها سلامة، كما أعلن عن بدء التجهيز لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، والاستفتاء على الدستور العام المقبل، بالتعاون مع المفوضية العليا للانتخابات.
وكانت الولايات المتحدة قد جددت دعمها لحكومة السراج، كما عبرت عن حرصها على تنمية العلاقات الثنائية مع ليبيا، ودعم الشعب الليبي ومساعدته للخروج من الأزمة الراهنة.
وبحسب بيان لحكومة السراج، فقد أكد الرئيس الأميركي لدى لقائهما أول من أمس، على دعم الولايات المتحدة للسراج ولحكومته، مشيداً بما يقوم به من جهود لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، والتزامه بمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، وثمن العلاقة المتميزة بينهما، معتبراً السراج بمثابة شريك استراتيجي.
وتحدث السراج، وفقا لبيانه، عما خلفته الأزمة السياسية من انقسام حاد في مؤسسات الدولة، وما يقوم به البعض من محاولات مستمرة لعرقلة مسار التوافق، مؤكداً إيمانه بالمنهج الديمقراطي والدولة المدنية، وضرورة توحيد المؤسسة العسكرية تحت قيادة مدنية تنفيذية.
كما دعا السراج إلى مساهمة الشركات الأميركية في مشاريع استثمارية واقتصادية داخل ليبيا، سواء في مجال النفط والغاز والطاقة، أو التشييد والإعمار، أو التجارة والسياحة، مؤكدا أن ليبيا ما زالت بخيرها وتحتاج لفتح آفاق جديدة نحو المستقبل.
كما نقل بيان أصدره مكتب السراج عن وزير الخارجية الأميركي تأكيده أن الاتفاق السياسي المبرم قبل نحو عامين برعاية الأمم المتحدة في منتجع الصخيرات بالمغرب، «لا يزال هو أساس العملية السياسية في ليبيا، ولا مكان لأي حلول عسكرية»، متمنياً النجاح لجهود مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة في حل الأزمة السياسية.
في غضون ذلك، نفى مصدر ليبي «وجود ترتيبات لزيارة وشيكة» سيقوم بها المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، إلى العاصمة واشنطن بعدما أنهى غريمه رئيس حكومة الوفاق الوطني زيارة اجتمع خلالها مع الرئيس دونالد ترمب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون.
وقال مسؤول مقرب من حفتر لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يملك معلومات عن توجيه إدارة ترمب دعوة رسمية إلى المشير لزيارة واشنطن ولقاء ترمب خلال الفترة المقبلة، لكنه قال في المقابل إن الاتصالات التي بدأت بين الإدارة الأميركية والمشير منذ مايو (أيار) الماضي مستمرة ولم تتوقف، دون الإفصاح عن أية تفاصيل. وقد تعذر الحصول على تعقيب من العميد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، فيما رفض مسؤول في مكتب الإعلام الإقليمي لوزارة الخارجية الأميركية الرد على سؤال مماثل.
إلى ذلك، انتقد مسؤولون في الجيش الليبي تسريبات تتعلق باقتراح قدمته شركة «بلاك ووتر» الأميركية للخدمات الأمنية والعسكرية الداعمة لترمب، بخصوص إقامة قوة عسكرية خاصة في ليبيا، إذ قال مسؤول عسكري، رفض تعريفه: «بالطبع نحن ضد وجود عناصر أجنبية من أية دولة على الأراضي الليبية، فما بالك بمرتزقة يقاتلون من أجل المال».
وأضاف المصدر ذاته لـ«الشرق الأوسط»: «الأولى من ذلك هو أن يدعم المجتمع الدولي الجيش النظامي الوحيد في البلاد»، في إشارة إلى القوات التي يقودها حفتر.
وكان إريك برنس، مؤسس شركة «بلاك ووتر» الأميركية المثيرة للجدل، قد أعلن في تصريحات صحافية أن مقترحه بإنشاء ثلاث قواعد تدريب، ونشر نحو 750 مستشارا أجنبيا فيها سيتولون مهام التنسيق والقيادة والاتصالات، فضلا عن استخدام طائرة استطلاع وبعض المروحيات للبحث عن مركبات مهربي البشر، سيكون خيارا أكثر إنسانية للاتحاد الأوروبي مقارنة بالفوضى التي تعم ليبيا، مع انتشار تقارير عن خروقات إنسانية كبيرة ترتكبها الميليشيات الليبية ضد المهاجرين هناك. كما تحدث عن تأسيس شرطة مراقبة حدود جنوب ليبيا لمنع تدفق المهاجرين من السودان وتشاد والنيجر.
وفي سياق متصل، اعتبر رئيس الحكومة الإيطالية باولو جنتيلوني أن إيطاليا فعلت أكثر من أية دولة أخرى في استقبال المهاجرين ومحاربة المهربين. ونقلت السفارة الإيطالية لدى ليبيا عن باولو قوله: «نحث البلدان الأخرى على أن تحذو حذونا».
واختتم جنتيلوني النسخة الثالثة لمنتدى «حوارات المتوسط»، بمشاركة غسان سلامة، الذي عبر عن اعتقاده بوجود «الكثير من التدخلات الخارجية، لكن الدعم الخارجي لأطراف معينة في ليبيا قد تراجع».
ورأى سلامة في سلسلة تغريدات له عبر موقع «تويتر» أن المجتمع الدولي لم يعد منقسماً كما كان في 2013 حول حل سياسي في ليبيا، مشيرا إلى أن ما بين 20 إلى 22 في المائة من سكانها بحاجة إلى مساعدات إنسانية».
وعقد سلامة على هامش مؤتمر روما سلسلة اجتماعات ضمت وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بالإضافة إلى أحمد معيتيق نائب السراج.
ميدانياً، لقي جندي في «القوات الخاصة» الليبية مصرعه، وأصيب عشرة جنود آخرون في اشتباكات مع بقايا الجماعات المتطرفة التي يحاصرها الجيش في منطقة خريبيش شمال مدينة بنغازي بشرق البلاد.
وأوضح العقيد ميلود الزوي، الناطق باسم قوات الصاعقة، أن جنديا من الكتيبة الأولى استشهد خلال الاشتباكات مع بقايا الإرهابيين، مشيراً إلى جرح 10 جنود آخرين في الاشتباكات، التي أدت أيضاً إلى مصرع اثنين من الإرهابيين خلال عملية تطهير تقوم بها قوات الجيش لمنطقة الفندق البلدي في المدينة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.