وصف مدربون سعوديون المجموعة الأولى في كأس العالم المقبلة التي تضم إلى جانبه منتخبات روسيا ومصر والأوروغواي بالمعقولة والمتوازنة، مشددين على أن في كأس العالم لا وجود للمجموعات السهلة كما يتصور البعض، كون المنتخبات المتأهلة تأهلت إلى هذا المونديال بعد جهد كبير وعطاء متواصل في التصفيات بحسب قارتها التي تنتمي إليها.
وبحسب تصنيف «الفيفا» الأخير فإن المنتخب الروسي هو أسوأ منتخب يحتل رقماً متأخراً من بين المنتخبات الـ32، إذ يوجد في المركز الـ65 عالمياً، وقبله في ذلك المنتخب السعودي الذي يحتل المرتبة الـ63، بينما يحتل منتخب مصر المرتبة الـ31، فيما يتقدم منتخب الأوروغواي منتخبات المجموعة في التصنيف العالمي، إذ يحتل المركز الـ21 عالميا.
وأشار المدربون السعوديون إلى أن حظوظ الأخضر في العبور للدور الثاني ستكون أكبر في حال نجح في تجاوز صعوبات المباراة الأولى وخرج منها بنتيجة إيجابية، مؤكدين قدرة اللاعبين السعوديين على تعويض الضعف في الجانب البدني بالمهارات والحماس، وقبل ذلك الإعداد القوي والرغبة في الإنجاز.
واعتبر خليل الزياني، عميد المدربين السعوديين، أن القرعة التي وقع فيها المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم المقبلة في روسيا معقولة إلى حد كبير، ولا تمثل صعوبة كبيرة على الأخضر للعبور إلى الدور الثاني من البطولة.
وقال: «وقوع الأخضر في مجموعة تضم المنتخب المستضيف وخوضه أول لقاء معه في الافتتاح يتطلب الاهتمام الكبير على صعيد الإعداد البدني والنفسي عدا الجانب الفني، كون مباريات الافتتاح لها طابع خاص للمنتخب المستضيف الباحث عن إرضاء مسؤوليه وجماهيره، وتأكيد منافسته على المراكز المتقدمة باستغلال عاملي الأرض والجمهور».
وأضاف الزياني لـ«الشرق الأوسط»: «الأهم في المباراة الأولى عدم التعرض للهزة القوية واستقبال هدف مبكر وكذلك الانضباط التكتيكي داخل الملعب وضبط الأعصاب والاستعداد لكل الظروف، وأي هزة في البداية سيكون لها أثر سلبي كبير ليس في المباراة الأولى فحسب بل في بقية المشوار».
وحول الحديث عن كون المنتخب الروسي الأضعف فنيا قياسا بالمنتخبات العالمية المصنفة في الفئة الأولى مما يخدم المنتخب السعودي بشكل أكبر، قال الزياني: «قد يكون في الجانب الفني ووفق مقاييس ومعطيات هو الأضعف فنيا، ولكن في كرة القدم لا يمكن الرضوخ للمقاييس. المنتخب الروسي سيدخل مدعما بجماهير كبيرة بكل تأكيد، وسيقاتل من أجل كتابة تاريخ باسمه، ولذا لا يمكن القبول بمثل هذه الآراء، لأن أثرها قد يكون سلبيا أكثر مما يعتبر إيجابيا بنظر البعض».
وعن حظوظ المنتخب السعودي في العبور للدور الثاني وتكرار إنجاز 1994، قال الزياني: «لكل مرحلة ظروفها، وأنا مع زرع الثقة في الجيل الحالي بقدرته على تحقيق إنجاز كبير للكرة السعودية».
واستطرد: «على المستوى الفني لا يوجد منتخب يمكن ضمان النقاط أمامه، ولا يمكن الاستهانة بالمنتخب الأوروغواياني وحتى المصري، هذه منتخبات عريقة وقوية، وعلينا التركيز على تطوير منتخبنا وإعداده بالصورة الأمثل وليس التقليل من شأن المنتخبات الأخرى».
وأكد الزياني ضرورة احترام كل منتخبات المجموعة، كون أن احترام المقابل هو الطريق للحصاد أمامه وليس التقليل منه، قائلا: «كرة القدم في الملعب وليس في الورق والمدرجات، من هنا يجب الاستعداد الفني والنفسي واحترام المنتخبات الأخرى حتى يمكن أن نعود بإنجاز من هناك».
ورأى الزياني أن حظوظ المنتخب السعودي في عبور المجموعة من الناحية النظرية قد تصل إلى نسبة 50 في المائة إذا ما قدم اللاعبون المستويات الفنية المنتظرة منهم، وظهروا بالروح المطلوبة من أجل تشريف رياضة الوطن.
وبين الزياني أن ضعف البنية الجسمانية للاعبي المنتخب السعودي مقارنة بالمنتخبات الأخرى يمكن تعويضها بالمهارة والسرعة والانضباط التكتيكي، مبديا تفاؤله بأن يكون المنتخب السعودي تحت قيادة المدرب الأرجنتيني بيتزي على قدر التطلعات.
من جانبه، شدد خالد القروني، مدرب المنتخب السعودي لدرجتي الشباب والأولمبي سابقا، على أن من يعتقد أن مجموعة المنتخب السعودي في المونديال سهلة فهو «واهم». حيث يجد القروني أن المجموعة متوسطة إلى فوق المتوسط، مطالبا مسؤولي الأخضر بالإعداد لكل منتخب في هذه المجموعة بحسب النهج الفني الذي يعتمده كل منهم.
واستطرد القروني: «المنتخب الروسي يعتمد على السرعة والانضباط التكتيكي، وأرى أن بنيته الجسمانية غير مرعبة وحالها كحال بنية لاعبي المنتخب الإسباني، ولا تقارن أبدا ببنية اللاعبين الألمان، ولذا يمكن مجاراتهم في الكرات المشتركة إلى حد كبير، أما المنتخب الأوروغواياني فهو منتخب معروف باللعب الجدي والعنيف والمهاري في آن واحد، ولذا يمكن التغلب عليه في الجانب الذي يمثل نقاط ضعف، وفيما يخص المنتخب المصري فهو يمتاز بالبنية الجسمانية والمهارة وقد ينقصه السرعة في البناء والتراجع، وبكل تأكيد سيدرس المدرب بيتزي الوضع الفني لكل منتخب، وسيختار المباريات الودية الأنسب للإعداد، ويجب أن نتفاءل بنتائج جيدة في المونديال المقبل».
وحول ما يخص المباراة الافتتاحية ضد روسيا المستضيف، قال القروني: «في المباراة الافتتاحية ميزة كبيرة جدا، وهي أنها المباراة الوحيدة التي يشاهدها كل العالم، ويحضرها كبار المسؤولين، ولذا يجب أن يكون هناك استعداد قوي، ويثبت كل لاعب في أرض الملعب أنه يستحق أن يلعب في المونديال، وهذا جانب ممتاز للمنتخب السعودي، أتمنى ألا ينعكس سلبا في بداية المشوار».
من جهته، اعتبر فؤاد أنور، لاعب المنتخب السعودي السابق وصاحب أول هدف للأخضر في تاريخ مشاركاته بالمونديال، أن «مجموعة الأخضر متوازنة ومريحة إلى حد كبير، وإن كانت تتضمن وجود المنتخب المستضيف وخوض أولى المباريات أمامه».
وأوضح اللاعب الدولي السابق: «لو تم وضع احتمالات أفضل المنتخبات التي يمكن أن تحقق أمامها نتائج جيدة، فلا يمكن أن تبتعد الخيارات عن هذه المنتخبات التي وقع منتخبنا معها».
وأضاف: «الجانب الإيجابي في القرعة أن الأخضر سيخوض مباراة تاريخية بكل معنى الكلمة كأول منتخب عربي يخوض أول مباراة في الافتتاح يتابعها مئات الملايين، ولذا على المنتخب السعودي ممثلا في لاعبيه أن يستعدوا بالشكل الأمثل للظهور المشرف»، مشيرا إلى أن الإعداد يبدأ من اللاعبين أنفسهم من خلال أنديتهم بالمحافظة على التمارين ونوع التغذية والابتعاد عن كل السلبيات، لأنهم مقبلون على مهمة تاريخية. وأكد فؤاد أنور: «في المباريات الافتتاحية رغم صعوبتها فإن بعض المنتخبات المستضيفة قد تدخل المباريات بضغوط لا تحتمل، مما يعرض اللاعبين للارتباك، خصوصا المنتخبات التي لا تضم لاعبي خبرة قادرين على التعامل مع هذه المباريات، ولذا يتوجب علينا التفاؤل ببداية إيجابية». وحول البنية الجسمانية للاعبي المنتخب السعودي وتواضعها قياسا بالمنتخبين الروسي والأوروغواياني، قال أنور: «أساليب كرة القدم تتطور وتختلف، تحتاج لاعبين للالتحامات وآخرين للسرعة والمهارة وغيرها من احتياجات كرة القدم الحديثة، ولذا الجماعية إذا حضرت يمكن أن تغطي الكثير من السلبيات والنواقص. القوة الجسمانية جزء مهم ولكنه ليس كل شيء».
وأضاف اللاعب الدولي: «من المهم الاستفادة من كل الإيجابيات، بداية من الدعم الكبير وغير المسبوق الذي يجده الأخضر من قيادة البلاد، والدعم والمتابعة اللذان يحظى بهما من قبل تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة الذي يقف على كل صغيرة وكبيرة مساندا للاتحاد السعودي، وهو دعم يجب أن ينعكس إيجابيا». وواصل اللاعب السابق: «في الجانب الفني من المهم السعي لحصد نقطتين على الأقل في أول مواجهتين ضد روسيا والأوروغواي، وفي المباراة الأخيرة ضد مصر يمكن أن تكون الحسابات بيد المنتخب السعودي ولصالحه وحينها تكون الأمور مواتية، وليس تقليلا في المنتخب المصري، ولكن نتائجه ومستوياته في طريق المونديال لا تشير إلى أنه قوي فنيا خصوصا خارج أرضه بل الروح هي من قادته للانتصارات الأهم، ونجومية لاعبيه قد تنحصر في عناصر محدودة، وفي مقدمتها النجم البارز محمد صلاح، ولذا أنا متفائل كثيرا بالعبور للدور الثاني».
بدوره، اعتبر عبد الله صالح، النجم السعودي السابق، أن وقوع الأخضر في المجموعة الأولى في نهائيات كأس العالم ومواجهته للمنتخب الروسي المستضيف يمثل صعوبة كبيرة جدا، مشيرا إلى أن المباريات الافتتاحية عادة ما تكون أكثر في مواجهة المستضيف الذي يبحث عادة انطلاقة قوية وإسعاد جمهوره، حيث سيكون في عز توجهه وحماسه وتركيزه، لذلك أقوى المنتخبات العالمية لا تتمنى مواجهة المستضيف في البداية بل وحتى في الأدوار المتقدمة».
وأكد اللاعب الدولي السابق أهمية أن يكون الإعداد قويا للمونديال، وأن يُضحى حتى بمباريات الدوري من خلال ضغط مبارياته والسعي لتنظيم معسكرات أكثر، ليتعرف المدرب الجديد الأرجنتيني بيتزي على اللاعبين عن قرب ويسعى لخلق انسجام بينهم.
مدربون سعوديون: مجموعة الأخضر المونديالية «متوازنة»
الزياني قال إن الإعداد النفسي لمباراة الافتتاح مهم... والقروني: مَن يتوقعها سهلة «واهم».. وأنور: لا بد من الجماعية
مدربون سعوديون: مجموعة الأخضر المونديالية «متوازنة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة