رحبت وسائل الإعلام والصحف الإنجليزية، أمس، بما وصفتها بـ«قرعة الأحلام»، وذلك بعد أن تفادى المنتخب الإنجليزي مواجهة المنتخبات المرشحة للقب المونديال، طبقا لما أسفرت عنه قرعة كأس العالم 2018 لكرة القدم بروسيا، والتي سحبت الجمعة في قصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو.
وأوقعت القرعة المنتخب الإنجليزي في المجموعة السابعة مع منتخبات بلجيكا وبنما وتونس، وجنبت الفريق الذي يدربه المدير الفني غاريث ساوثغيت، خوض المواجهات الشرسة خلال الدور الأول. وذكرت صحيفة «صن» البريطانية أن نتيجة القرعة جاءت رائعة، «إنجلترا حصلت على قرعة الأحلام في كأس العالم»، وذكرت صحيفة «غارديان» أن «مارادونا (أسطورة الكرة الأرجنتيني الذي شارك في مراسم سحب القرعة) منح إنجلترا مجموعة الأمل في كأس العالم».
تجدر الإشارة إلى أن القرعة التي بعثت التفاؤل للمنتخب الإنجليزي جاءت على يد مارادونا، الذي سجل هدفا شهيرا بلمسة يد في شباك المنتخب الإنجليزي خلال كأس العالم 1986.ولم يسبق لإنجلترا تخطي دور الثمانية في أي بطولة كبيرة منذ وصولها إلى الدور قبل النهائي بكاس الأمم الأوروبية (يورو 1996)، وتحدثت صحيفة «الميرور» عن الاحتمالات التي تحملها كأس العالم المقبلة للمنتخب الإنجليزي. وذكرت «أي خطأ يمكن أن يحدث؟.. ساوثغيت حصل على قرعة الأحلام في كأس العالم. إنجلترا أفلتت من كابوس القرعة الصعبة.. ولكنها قد تصطدم بالبرازيل أو ألمانيا (في دور الثمانية)».
ويستهل المنتخب الإنجليزي مشواره في المونديال بمواجهة نظيره التونسي في الجولة الأولى من مباريات المجموعة السابعة، علما بأن الفريقين التقيا في المجموعة السابعة أيضا بالدور الأول من مونديال 1998 بفرنسا، وقد شارك ساوثغيت في تلك المباراة، التي انتهت بفوز إنجلترا 2 / صفر. وقال مدافع المنتخب الإنجليزي السابق ساوثغيت، الذي تولى تدريب الفريق قبل عام واحد «كانت (تلك المباراة) أول ما خطر ببالي... كان يوما رائعا بالنسبة لي أن أشارك في مناسبة مهمة، كانت الأجواء رائعة ومشجعونا صنعوا الحدث حينها».
وبدا آلان شيرار، القائد السابق للمنتخب الإنجليزي، أكثر حذرا في تحليله لما أسفرت عنه القرعة. وقال شيرار في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «لا أريد قول إنها مجموعة جيدة أو مجموعة سيئة، لأنني سمعت ذلك في الكثير من المرات في الماضي».
أما مدافع المنتخب الإنجليزي السابق جرام لو سو، والذي كان ضمن المنتخب الفائز على تونس في مونديال 1998 أيضا، فقد قال إن المنتخب الإنجليزي يجب أن يكون سعيدا بهذه القرعة. وأوضح: «إنها بالطبع قرعة مبهجة... إذا قدم الفريق أداء متماسكا مثل الذي قدمناه من قبل (أمام تونس)، ستكون الأمور على ما يرام». ويقيم المنتخب الإنجليزي خلال المونديال، الذي تقام منافساته بين 14 يونيو (حزيران) و15 يوليو (تموز) 2018، في ريبينو القريبة من سان بطرسبرغ.
ولا يبدو ساوثغيت منزعجا من اضطرار منتخب «الأسود الثلاثة» السفر آلاف الكيلومترات في روسيا، في دور المجموعات لمونديال 2018 الصيف المقبل. وتفتتح إنجلترا مشوارها ضد تونس في فولغوغراد في 18 يونيو، على بعد نحو ألفي كيلومتر من مقره في ريبينو على ساحل بحر البلطيق والقريبة من سان بطرسبرغ. وتخوض إنجلترا مباراتها الأولى على ملعب بني في أحد المواقع الرئيسة لمعركة ستالينغراد، إحدى أكثر الفصول دموية في الحرب العالمية الثانية.
وفي الجولة الثانية، تواجه بنما في 24يونيو في نيجني نوفغورود، الواقعة على بعد 400 كلم من العاصمة موسكو. وتختتم مشوارها في الدور الأول ضد بلجيكا في قمة المجموعة في 28 يونيو في كالينينغراد التي تبعد ألف كيلومتر عن مقره. وقال ساوثغيت من موسكو: «علمنا أن الرحلة القصوى ستكون لبضع ساعات، ولا يمكننا أن نكون في ثلاث مناطق زمنية، بالطريقة التي تم إعدادها». وأضاف ساوثغيت أن هناك فوائد محتملة تأتي من خوض مباراته الأولى بعد أربعة أيام من انطلاق النهائيات في 14 يونيو «من المثير للاهتمام أن تبدأ قليلا في وقت لاحق، مع ما يعني ذلك في نهاية الموسم. علينا أن نحصل على فترة لنلتقط أنفاسنا ونتعافى». وينتهي موسم البرميرليغ في 13مايو (أيار) ثم نهائي الكأس في 19 منه، ما يعني أن لساوثغيت الكثير من الوقت للعمل مع لاعبيه قبل البطولة.
وفيما تبدو التحديات اللوجيستية كبيرة، أقر ساوثغيت أن فريقه الشاب عليه التعلم من التعامل مع التوقعات الملقاة على عاتقهم، بعد قرعة مقبولة حصلوا عليها. ويعد منتخب بلجيكا من الأقوى أوروبيا، لكن إنجلترا المصنفة في المستوى الثاني، تفادت مواجهة البرازيل القوية أو ألمانيا حاملة اللقب في الدور الأول، علما بأنها تعادلت معهما وديا الشهر الماضي من دون أهداف.
وتحظى تشكيلة منتخب بلجيكا، بتقدير كبير في إنجلترا، مع نجوم الدوري كيفن دي بروين (مانشستر سيتي)، أدين هازار (تشيلسي)، روميلو لوكاكو ومروان الفلايني (مانشستر يونايتد). وبحال تأهلها إلى دور الـ16، تنتظر إنجلترا مواجهة سهلة مع أحد منتخبات المجموعة الثامنة (بولندا، السنغال، كولومبيا، اليابان). لكن بحال حلولها ثانية، ستكون على مسار ألمانيا بطلة العالم في دور الثمانية، ثم إسبانيا أو الأرجنتين بعد ذلك. واستذكر ساوثغيت سريعا فشل بلاده بالتأهل إلى دور الـ16 في النسخة الأخيرة في البرازيل عام 2014 وخسارتهم الموجعة أمام آيسلندا في كأس أوروبا 2016 «أعود إلى البطولتين الأخيرتين. يجب أن نكون مركزين حقا، ونحرص على العمل، وهو أمر لا أعتقد بصراحة أنه قد حصل». وتابع: «يجب أن نكون قادرين على التعامل مع واقع ترشيحنا للتأهل من مجموعتنا. أعتقد أنه عندما نخرج من بطولتين أمام كوستاريكا وآيسلندا، سيكون من الحماقة بالنسبة لنا، ألا نكون جادين في إعدادنا والتأكد من عقليتنا (الصحيحة)، لكن أيضاً عدم الخوف من عدم العثور على توازن».
ويعتد ساوثغيت أن بلجيكا التي يدربها الإسباني روبرتو مارتينيز ويساعده الإنجليزي غراهام جونز، من المرشحين لنيل اللقب. وقال ابن السابعة والأربعين: «بعد مواجهة البرازيل الشهر الماضي، لم يخب أملي لتفادي هذه المباراة في دور المجموعات، لأنني أرشحهم للمنافسة على اللقب. بعد أن قلت ذلك، أعتقد أن بلجيكا ستكون، مع نوعية لاعبيها والطريقة التي تأهلت بها، فريقا كبيرا حقا».
الإعلام الإنجليزي يرحب «بقرعة الأحلام»... والرحلات الطويلة لا تقلق ساوثغيت
بعد تفادي إنجلترا المواجهات الصعبة في مونديال 2018
الإعلام الإنجليزي يرحب «بقرعة الأحلام»... والرحلات الطويلة لا تقلق ساوثغيت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة