أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن أن أكثر من 400 مقاتل من قوات مشاة البحرية الأميركية سيعودون قريباً إلى بلادهم بعد دعمهم قوات سوريا الديمقراطية في طرد «داعش» من مدينة الرقة، في وقت حرق التنظيم طياراً بالتزامن مع تقهقره شرق سوريا.
وكتب المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون على حسابه على موقع «تويتر» أمس أن «أكثر من 400 عنصر من قوات مشاة البحرية الأميركية يستعدون للعودة إلى بلادهم بعد توفيرهم دعماً دقيقاً بالمدفعية لقوات سوريا الديمقراطية وهزيمة تنظيم داعش في عاصمتهم السابقة».
ووصلت وحدة قوات مشاة البحرية المذكورة إلى سوريا في 15 سبتمبر (أيلول) لتستبدل وحدة سابقة، وفق ما جاء في بيان للتحالف الدولي الذي أضاف أنه «بعد تحرير المدينة وفرار التنظيم أتت الأوامر لهذه الوحدة للعودة». وأوضح التحالف أنه «تم وقف إرسال وحدة بديلة».
وبعد معارك استمرت أكثر من أربعة أشهر، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، بدعم من التحالف الدولي في 17 أكتوبر (تشرين الأول) على مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش سابقاً في سوريا.
وكان مسؤول كردي أكد أنه «سيكون هناك تعديل بخصوص تقديم الأسلحة إلى قوات سوريا الديمقراطية بعد القضاء على داعش». وكانت تركيا أعلنت أنها تلقت تطمينات من البيت الأبيض بوقف تسليم الأسلحة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، والتي تصنفها بـ«الإرهابية». وتحدث البيت الأبيض عن «تعديلات» متصلة بالدعم العسكري لشركاء واشنطن على الأرض في سوريا بعد انتهاء معركة الرقة.
وأكد مدير العمليات في التحالف جوناثان براغا في البيان أن «مغادرة هؤلاء العناصر المتفوقين من مشاة البحرية إشارة إلى التقدم الكبير في المنطقة»، مضيفا: «نقلل من قواتنا المقاتلة حيث ينبغي ذلك، ولكن نواصل جهودنا لمساعدة الشركاء السوريين والعراقيين على الحفاظ على الأمن». وأضاف: «قواتنا المتبقية ستواصل العمل إلى جانب القوات الحليفة لهزيمة ما تبقى من تنظيم داعش، ومنع إعادة ظهوره».
ويدعم التحالف الدولي بالغارات والمستشارين والسلاح قوات سوريا الديمقراطية في معاركها ضد تنظيم داعش التي تتركز حالياً في ريف محافظة دير الزور (شرق) الشمالي الشرقي.
إلى ذلك، أفاد بيان آخر صادر عن التحالف أن ما لا يقل عن 800 مدني قتلوا في غارات نفذها التحالف في العراق وسوريا منذ بدء عملية العزم الصلب عام 2014. وأضاف التقرير الشهري أن غارات التحالف تسببت دون قصد في مقتل 801 مدني بين أغسطس (آب) 2014 وأكتوبر 2017. والعدد الوارد في التقرير أقل بكثير من الأرقام التي أعلنتها جهات مراقبة. وتقول منظمة المراقبة (إيروورز) إن ما لا يقل عن 5961 مدنيا في المجمل قتلوا في ضربات جوية للتحالف.
على صعيد آخر، قال: «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «داعش» نفذ عمليات إعدام طالت نحو 15 شخصاً من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها في إصدار جديد نشره التنظيم، إذ «جاء هذا الإصدار في محاولة لرفع معنويات جمهور التنظيم المناصر له، بعد أن خسر التنظيم وجوده بشكل شبه كامل في الأراضي السورية، وتحول من تنظيم يسيطر على أكثر من نصف مساحة سوريا، إلى تنظيم يدافع عن وجوده في آخر 3 في المائة تبقت له من الجغرافيا السورية، بمساحة تقدر بنحو 5600 كلم مربع من الأراضي السورية، وتضمن الإصدار 3 دفعات من عمليات الإعدام بحق عناصر سوريين من قوات النظام والمسلحين الموالين لها أحدهم ضابط طيار، وبحق عنصر من المسلحين العراقيين الموالين إلى جانب النظام في البادية السورية».
وقال «المرصد» إنه «رصد عملية حرق لطيار سوري يدعى النقيب عزام عيد سقطت طائرته في 22 أبريل (نيسان) 2016 في منطقة تل دكوة بريف دمشق الجنوبي الشرقي»، إضافة إلى «إعدام 3 عناصر من المسلحين الموالين للنظام أحدهم من الجنسية العراقية، بعد أن أبدى الأسرى استياءهم لمبادلة جثث العناصر الإيرانيين في حين تركوا هم لمصيرهم، وقال أحدهم (لم يبادلونا حتى بحذاء)، حيث جرى إطلاق النار على رؤوسهم، بعد أن أجبروا على حفر قبر جماعي لأنفسهم».
أكثر من 400 جندي أميركي يغادرون الرقة
التحالف يؤكد أن غاراته قتلت 800 مدني... و«داعش» يحرق طياراً
أكثر من 400 جندي أميركي يغادرون الرقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة