مادة مستخلصة من الفطر لمكافحة السل

تستخدم في الطب الشعبي بالكاميرون

TT

مادة مستخلصة من الفطر لمكافحة السل

فيما أعلن العالم الصناعي منذ عقود عن القضاء على السل، ما تزال عصيات كوخ تفتك بمليوني إنسان في العالم الثالث سنوياً، بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. بل إن بعض أنواع السل صارت تبدي مقاومة كبيرة للمضادات الحيوية السائدة في الصيدليات.
ويقول الباحثون الألمان من جامعة دسلدورف الآن إنهم استخلصوا مادة من الفطر الطبيعي يمكن أن تحل محل المضادات الحيوية في الحرب على السل.
ويقول العلماء الألمان إن مادة «كلورفلافونين»، التي استخلصوها من الفطر، تقتل البكتيريا المسببة للمرض، وتقتل الأنواع الشديدة المقاومة للمضادات الحيوية أيضاً. ويعول العلماء على «كلورفلافونين» مستقبلاً في مقارعة انتشار المرض في آسيا وأفريقيا.
ويقول الباحث هيرفه سيرجي أكون، من جامعة دسلدورف، إنه اكتشف قدرة الفطر على قتل بكتيريا «عصيات كوخ» بالصدفة. ويضيف أنه كان بصدد البحث في مكونات فطر «مورينغا ستينوبيتالا»، الذي يستخدم في الطب الشعبي في الكاميرون بشكل واسع، حينما وقع على مفعول «كلورفلافونين» المهم. وهو نوع من أنواع الفطريات التي تنمو على سطوح النباتات الأخرى من عائلة الفطريات «النبوتية».
ومعروف عن هذه الفطريات أنها تعتاش على النباتات الأخرى، لكنها توفر الحماية لهذه النباتات في ذات الوقت. ويشكل فطر «مورينغا ستينوبيتالا» الخط الدفاعي الأول للنباتات التي ينمو عليها، ضد البكتيريا والآفات الزراعية الأخرى. وجلب الفطر اهتمام علماء العقاقير في السنوات الأخيرة بسبب قدرته الدفاعية المذكورة.
وعثر سيرجي أكون وزملاؤه على مادة «كلورفلافونين» في الفطر المسمى «موكور اريغويليراس» من عائلة فطريات «مورينغا ستينوبيتالا». وثبت في المختبر أن المادة المستخلصة من هذا الفطر قتلت مختلف أنواع بكتيريا «مايكوبكتيريوم توبيركولوس» المسببة للسل.
بل إن المزيد من الفحوصات كشفت أن المادة قتلت نوعاً من بكتيريا السل الشديدة المقاومة المعروفة بالاسم المختصر (XDR). ويتطلب علاج هذا النوع من السل عادة أربعة أنواع من المضادات الحيوية على مدى ستة أشهر. والمعتقد أن هذا النوع من السل هو سبب نسبة الوفيات العالية بالمرض في بلدان آسيا وأفريقيا الفقيرة.
وفي فحوصات مجهرية أخرى اتضح أن كلورفلافونين تكبح فرز أحماض أمينية مهمة في الوظائف الحيوية لبكتيريا السل. وتعمل المادة على منع تكاثر الجراثيم وكسر دورة الاستقلاب فيها.
وقال الباحث راينر كالشوير، من جامعة دسلدورف، إنهم توصلوا إلى نتائج أفضل ضد أنواع السل المقاومة للمضادات الحيوية عن طريق الجمع بين كلورفلافونين وبعض هذه المضادات الحيوية العالية الفعالية. ويمكن للعلاج بهذه المادة أن يقلل نسبة الوفيات بالسل، وأن يقلل كلفة وزمن العلاج، وأن يسهل مهمات منظمة الصحة العالمية في البلدان الفقيرة.
ويعمل فريق العلماء الألماني حالياً على تنقية وتحسين مادة «كلورفلافونين» بما يضمن أفضل النتائج عند استخدامها ضد مرض السل.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.