«تيار الوزراء» في «العدالة والتنمية» المغربي ينتصر في معركة «الولاية الثالثة»

ابن كيران: هذه هي الديمقراطية... ومن يختارها عليه تقبّل نتائجها

TT

«تيار الوزراء» في «العدالة والتنمية» المغربي ينتصر في معركة «الولاية الثالثة»

أنهى المجلس الوطني لحزب «العدالة والتنمية» المغربي أمس الجدل الذي عصف بصفوف الحزب لأشهر بشأن منح ولاية ثالثة لعبد الإله ابن كيران على رأس الأمانة العامة للحزب. وحسم المجلس، الذي يُعتبر بمثابة برلمان الحزب، خلال دورة استثنائية في سلا المجاورة للرباط، هذا الجدل بتصويت أغلبية أعضائه ضد تعديل المادة 16 من النظام الأساسي للحزب، والتي تنص على أنه «لا يمكن لعضو أن يتولى إحدى المسؤوليات الآتية لأكثر من ولايتين متتاليتين كاملتين: الأمين العام، رئيس المجلس الوطني، الكاتب الجهوي، الكاتب الإقليمي، الكاتب المحلي».
وأبرزت نتيجة التصويت حدة الانقسام الداخلي حول هذه المسألة، إذ صوت 126 عضواً ضد تعديل النظام الأساسي فيما صوّت 101 من الأعضاء لصالحه. كما رفض المجلس الوطني للحزب خلال الاجتماع ذاته مقترحاً بحذف عضوية الوزراء في الأمانة العامة للحزب بصفتهم. وصوتت غالبية أعضاء المجلس (223 عضواً) برفض تعديل المادة 37 من النظام الأساسي للحزب، والتي تمنح عضوية الأمانة العامة لوزراء الحزب بالصفة، فيما صوّت 87 عضواً لصالح تغيير هذه المادة.
وبذلك يكون «تيار الوزراء» قد نجح في قطع الطريق أمام ابن كيران في الترشح لولاية ثالثة في المؤتمر الوطني الثامن المزمع عقده في 9 و10 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ومباشرة بعد قرار المجلس الوطني صرح ابن كيران بأنه مرتاح ومطمئن في خصوص مستقبل الحزب وسلامته. وقال: «هذه هي الديمقراطية. ومن يختارها عليه أن يكون مستعداً لتقبل النتائج، وأن التصويت قد يكون لصالحه أو لغير صالحه». وأضاف أن الديمقراطية تفرض على من ينتهجها قبول نتيجة التصويت عندما تكون سلبية، ومواصلة العمل للمستقبل.
واعتبر ابن كيران أن قرار المجلس الوطني قد أنهى مهمته على رأس الأمانة العامة للحزب. غير أنه لم يكشف عن أي نيات بخصوص مستقبله السياسي. وقال إنه ليست لديه أي فكرة عما سيفعله، مشيرا إلى أن «الله وحده يعلم المستقبل». غير أنه أكد أنه الآن «سيرتاح».
وفي كلمة ألقاها ابن كيران في بداية اجتماع المجلس الوطني اعترف بأن الحزب مر بظروف صعبة، ولمح إلى أنه أحس بالتشاؤم خلال فترة معينة. كما أكد انتهاء خصومته مع مصطفى الرميد، القيادي في «العدالة والتنمية» وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان، وطلب منه السماح. وأكد ابن كيران أنه تكلم هاتفياً مع الرميد واعترف له باقتراف «ذنوب» في حقه. وكان الرميد قد هاجم ابن كيران بقوة، معتبراً أن تعديل النظام الأساسي من أجل تمديد ولاية الأمين العام يعتبر بمثابة خلق لـ«الطواغيت». وكان ابن كيران انتخب أميناً عاماً للحزب في 2008، وجدد له في 2012.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.