تشتهر لندن بين عواصم العالم بأنها الأكثر جذباً للمطاعم الهندية في العالم، وفيها من المطاعم الهندية ما يفوق عددها في مدن هندية مثل مومباي ودلهي. وهي مطاعم يقبل عليها الهنود، بالإضافة إلى الجنسيات الأخرى، والبريطانيون أنفسهم. وهناك أكثر من 10 آلاف مطعم هندي في لندن، يعمل فيها نحو 80 ألف عامل. ويبلغ دخل هذه المطاعم سنوياً نحو 3.5 مليار إسترليني (4.5 مليار دولار). ويفتخر الهنود في لندن بأن عدد مطاعمهم يفوق عدد المطاعم الصينية في العاصمة بنسبة اثنين إلى واحد. ويتم افتتاح 10 مطاعم هندية جديدة في بريطانيا سنوياً.
وتقدم هذه المطاعم وجباتها إلى نحو 2.5 مليون زبون أسبوعياً. وأشهر الوجبات على الإطلاق هي «تيكا مسالا»، وهي اختراع بريطاني غير متاح في الهند نفسها لدجاج بالكاري. وتبلغ مبيعات هذه الوجبة في أنحاء بريطانيا نحو 43 مليون وجبة سنوياً. وتوجد سنوياً مسابقات بريطانية لبيوت الكاري، وجوائز لأفضلها. وفي الإحصاء الأخير لجوائز الكاري، جاء أن الوجبات الهندية التي يشتريها الجمهور لتناولها في المنازل (تيك أواي) تفوق الآن الوجبات الصينية والبيتزا؛ وأدى هذا إلى إضافة فئة جديدة للجوائز، هي مطاعم الـ«تيك أواي».
وتقليدياً، اشتهرت المطاعم الهندية في المناطق التي توجد فيها الجاليات الهندية، مثل شرق لندن، خصوصاً حارة بريك لين ومدينة برادفورد. وقد وفرت هذه الصناعة ما يقرب من 100 ألف وظيفة للآسيويين في بريطانيا. وبالإضافة إلى وجبات «تيكا مسالا»، تشتهر أيضاً وجبات «جالفريزي» التي تقدم نوعاً مختلفاً من صلصة الكاري، ويمكن اختيارها بالدجاج أو لحم الغنم. ويشتهر أيضاً الكباب الهندي. ويفضل البريطانيون أنواع غير حريفة من الكاري، مثل الكورما، بينما يذهب البعض إلى أكثرها حريفة، مثل فاندالو.
وعلى مر الثلاثين عاماً الأخيرة، تطورت صناعة المطاعم الهندية من بيوت كاري في شرق لندن إلى مطاعم فاخرة مصنفة من «ميشلان». وبدلاً من عزوف العامة في بريطانيا من رائحة الكاري، ارتفع الإقبال عليها تدريجياً، وأصبحت رائحة الكاري من عوامل الجذب إلى المطاعم الهندية. كذلك طورت المطاعم الهندية من وجباتها، بعد أن كانت شبه متطابقة في الأنواع والأسعار التي تقدمها، من دون تجديد أو ابتكار.
الآن، ينتشر التنوع في درجات المطاعم وأنواع الوجبات، ونجحت أكثر من سلسلة مطاعم هندية في الانتشار في أرجاء لندن، مثل «ديشوم» الذي يجمع الوجبات الهندية بنكهة إيرانية. واهتمت المطاعم الهندية بتجديد الوجبات، وابتكار الجديد منها، وإدخال عناصر الديكور الداخلي والمناخ المريح في المطاعم. ويمكن لهواة المأكولات الهندية الاختيار من بين مطاعم «ميشلان» باهظة الثمن و بيوت الكاري الرخيصة، مثل نيدو ولاهور في شرق لندن، وهي تشتهر بأنها تقدم وجبات كبيرة الحجم بأسعار رخيصة، ويقبل عليها العامة والمشاهير على وجه سواء. ومن المشاهد المعهودة في شرق لندن وجود طوابير من المنتظرين أمام هذه المطاعم في عطلات نهاية الأسبوع.
وتواجه الصناعة عدة مصاعب بسبب نظام الهجرة البريطاني الذي يقيد قدوم طباخين متمرسين من الهند. وهناك نقص كبير في الخبرة تعاني منه المطاعم الهندية بسبب توسعها داخلياً بالاعتماد فقط على الخبرة المتاحة داخل بريطانيا، وهي خبرة محدودة.
ومن بين كثير من التصنيفات المختلفة لأفضل المطاعم الهندية ظهرت هذه النخبة من 5 مطاعم في أغلب التصنيفات، وهي تنتمي إلى الفئات المتوسطة والعليا من المطاعم الهندية في لندن، وتنتشر بين حي مايفير الراقي وأحياء شرق لندن الشعبية:
• «بيناريس» Benares: ويقع في حي مايفير، ويعمل به الشيف أتول كوشار الذي كان أول شيف هندي في العالم يحصل على نجمة «ميشلان» في عام 2001، عندما كان يعمل في مطعم آخر اسمه «تمرهند». وقد افتتح كوشار هذا المطعم الذي حقق أيضاً نجمة «ميشلان» في عام 2007، وهو يقدم وجبات هندية كلاسيكية بنكهة جديدة، مثل كوكتيل اللوبستر وكعكة الدجاج تيكا. وبفضل موقعه، يعد المطعم من أغلى المطاعم الهندية في لندن. ويقدم المطعم خيارات نباتية، ويقال إن الاستمتاع بالطعام في هذا المطعم يسود معه الصمت عن الحديث. ويشير زبائن المطعم إلى أن أفضل ما يقدمه هو طبق الدجاج تندوري وخبز نان. وبلغ من شهرة كوشار أنه افتتح مطاعم عالمية أخرى، مثل أناندا في دبلن، وبيناريس في مدريد. كما أنه تحول الآن إلى تقديم برامج طبخ هندية في التلفزيون البريطاني، وإصدار كثير من الكتب في المجال نفسه.
• «ديشوم» Dishoom: وهو يقع في حي المسارح في كوفنت غاردن، ويقدم وجبات سريعة وخفيفة بأسلوب مطاعم بومباي. ويدخل على الأسلوب الذي يقدم به المطعم وجباته ما يسمى الطابع الإيراني، من مراوح عريضة في السقف وأضواء خافتة. وهو ينقل زبائنه إلى مناخ مختلف، على الرغم من أنهم في وسط لندن. ويقدم «ديشوم» وجبات مثل الدجاج برياني والعدس، ويتم تقديم الشاي باستمرار في أثناء تناول الوجبات. ومن المشاهد العادية وجود صفوف تنتظر خلو مقاعد في المطعم، خصوصاً في وجبات العشاء التي لا تحتاج إلى حجز مسبق. وهو يفتح أبوابه من الثامنة صباحاً إلى الحادية عشرة ليلاً، وأقرب محطة مترو أنفاق له هي محطة ليستر سكوير. وهناك كثير من الفروع الأخرى التي تحمل اسم «ديشوم»، وتنتشر في أحياء لندن الأخرى.
• «بريليانت» Brilliant: وهو من أشهر مطاعم حي ساوثهول الذي تسكنه جالية هندية كبيرة العدد. ويعمل المطعم في المنطقة منذ نحو 40 عاماً، ويضم الآن قاعة علوية للاحتفالات الخاصة، تسع 120 شخصاً، كما يقدم المطعم دورات في إعداد الطعام الهندي. ويعرض المطعم لقطات لهذه الدورات على شاشات عريضة في الطابق الأرضي، حيث المطعم الرئيسي. وهناك لمسات أفريقية في اللوحات التي تنتشر على الحوائط، حيث كانت عائلة أناند التي أسست المطعم تعيش في كينيا، قبل أن يطردها عيدي أمين مع الجالية الهندية. ويقدم المطعم نماذج من وجبات مطاعم منطقة البنجاب في الهند، ويتخصص في وجبات الأسماك والدجاج كراهي، مع خيارات صحية لوجبات تحتوي على كميات أقل من السمن المركز الذي يسمى «غي». والخدمة في المطعم جيدة، والأطعمة الجانبية مثل الخبز والأرز تأتي طازجة. أما زبائن المطعم، فهم من جنسيات مختلفة، وهو رخيص الثمن نسبياً، فلا يزيد ثمن الوجبة عن 14 جنيهاً (18 دولاراً).
• «سينيمون بازار» Cinnamon Bazaar: وهو أحدث مطعم في مجموعة «سينيمون»، التي يملكها فيفك سنغ، وتضم مطاعم أخرى، منها «سينيمون كلوب» و«سينيمون كتشن» و«سينيمون سوهو»، وهو يقدم فيها المطبخ الهندي الحديث. ويقع بازار في منطقة كوفنت غاردن، وهو أكبر مطاعم «سينيمون» وأكثرها نشاطاً، ويقدم وجبات تندوري وكورما. وهو يعتمد على اللحوم والأسماك والأحياء البحرية، إلى جانب بعض الأطباق النباتية. ويتفوق المطعم في تقديم أطباق بزبدة جوز الهند. وهناك قوائم طعام توفر خياراً رخيصاً للزبائن، ولكن من يريد الاختيار من قائمة الطعام الرئيسية يكتشف أن التكلفة تتضاعف بسهولة. ويفضل زبائن هذا المطعم نوعية الطعام، وبدرجة أقل مستوى الخدمة، كما أن الوجبات نفسها يمكن أن تتغير نوعيتها من يوم لآخر، وفقاً لما ذكره بعض الزبائن في مدونات عن تجربتهم.
• «طيابس» Tayyabs: وهو من معالم شرق لندن، ويعمل في المجال نفسه منذ نصف قرن، ويتخصص في وجبات البرياني والكاري والتندوري، ويقدم وجباته كبيرة الحجم بأسعار زهيدة. وهو قريب من حارة بريك لين التي تنتشر فيها مطاعم الكاري (وبعضها رديء)، إلا أن «طيابس» يقدم نوعية متفوقة من وجبات المطبخ البنجابي. ومن المعتاد رؤية طوابير تلتف حول المبنى من أجل وجبه غذاء في «طيابس».
وهو يتخصص في المشويات والكباب وأصناف المسالا. ومن يتوقع وجبة حالمة في مناخ هادئ سوف يصاب بالإحباط لأن الموقع يدب بالحركة والنشاط والضوضاء طوال الوقت. كما أن إغفال الحجز المسبق يعني الانتظار لمدة ساعة على الأقل. وتختلف قائمة الطعام في هذا المطعم باختلاف أيام الأسبوع.
- حقائق غير معروفة عن المطاعم الهندية في بريطانيا
للمطاعم الهندية تاريخ عريق في بريطانيا، حيث افتتح أول مطعم هندي في لندن في عام 1809، في بورتمان سكوير. وهذه بعض الحقائق الأخرى عن المطاعم الهندية في بريطانيا:
> تمثل الوجبات الهندية نحو 42 في المائة من كل الوجبات الأجنبية في بريطانيا.
> يبلغ عدد المطاعم الهندية في بريطانيا ضعف عدد المطاعم الصينية.
> يمتلك الهنود 85 في المائة من كل المطاعم الهندية في بريطانيا.
> يفضل البريطانيون تناول الكاري من المطاعم الهندية في وجبة العشاء.
> مع انتشار المطاعم الهندية، وزيادة المنافسة، انخفضت هوامش الربح فيها من 20 إلى 10 في المائة، وكانت أكبر زيادة في التكلفة هي أجور العمال.
أفضل 5 مطاعم هندية في لندن... خدمة وسعراً
عدد زبائنها يفوق المليونين أسبوعياً
أفضل 5 مطاعم هندية في لندن... خدمة وسعراً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة