الجيش المصري يقتل عدداً من منفذي «مذبحة المسجد»

إغلاق معبر رفح الحدودي مع غزة لأجل غير مسمى وبدء الحداد الوطني

القوات الجوية المصرية تستهدف العربات المنفذة للهجوم الإرهابي في العريش (المتحدث العسكري المصري)
القوات الجوية المصرية تستهدف العربات المنفذة للهجوم الإرهابي في العريش (المتحدث العسكري المصري)
TT

الجيش المصري يقتل عدداً من منفذي «مذبحة المسجد»

القوات الجوية المصرية تستهدف العربات المنفذة للهجوم الإرهابي في العريش (المتحدث العسكري المصري)
القوات الجوية المصرية تستهدف العربات المنفذة للهجوم الإرهابي في العريش (المتحدث العسكري المصري)

أعلن الجيش المصري تدميرَ عدد من العربات التي نفَّذَت الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة قرب العريش بمحافظة شمال سيناء، الذي أسفر عن مقتل 235 شخصاً وجرح العشرات.
وقال المتحدث العسكري المصري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي في بيان، فجر اليوم (السبت)، إنه «في إطار ملاحقة القوات المسلحة للعناصر الإرهابية المسؤولة عن استهداف المصلين بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد، قامت القوات الجوية بمطاردة العناصر الإرهابية واكتشاف وتدمير عدد من العربات المنفِّذة للهجوم الإرهابي الغاشم، وقتل من بداخلهم في محيط منطقة الحدث، فضلاً عن استهداف عدد من البؤر الإرهابية التي تحتوي على أسلحة وذخائر خاصة بالعناصر التكفيرية».
وأضاف البيان أن «قوات إنفاذ القانون بشمال سيناء بالتعاون مع القوات الجوية تواصل تمشيط البؤر الإرهابية، والبحث عن باقي العناصر التكفيرية للقضاء عليهم».
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد توعد بالثأر لضحايا الهجوم الإرهابي. وقال في كلمة متفلزة إن «القوات المسلحة والشرطة ستقوم بالثأر لشهدائنا واستعادة الأمن والاستقرار بمنتهى القوة خلال فترة قليلة».
وأضاف السيسي: «سنقوم بالثأر من منفذي الهجوم واستعادة الأمن والاستقرار، وسنرد بقوة غاشمة»، مشيراً إلى أن «الهجوم يهدف إلى زعزعة ثقة المصريين في قدراتهم»، لكنه أكد أن ذلك «لن يزيدنا إلا إصراراً وقوة على مواجهة الإرهاب».
وتابع بالقول: «سننتصر في الحرب ضد الإرهاب الأسود، وهجوم مسجد الروضة لن يمر دون عقاب رادع».
من جهة أخرى، أرجأت السلطات المصرية فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لدواعٍ أمنية بعد هجوم على مسجد في شمال سيناء، حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أمس (الجمعة)، نقلاً عن السفارة الفلسطينية في القاهرة.
وكان من المقرر فتح المعبر ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم (السبت) وحتى الاثنين 27 نوفمبر (تشرين الثاني) أمام حركة الفلسطينيين في الاتجاهين.
ووافقت حركتا حماس وفتح على تسليم مسؤولية المعبر لحكومة وحدة وطنية في إطار اتفاق توسطت فيه القاهرة الشهر الماضي.
إلى ذلك، بدأت مصر ثلاثة أيام من الحداد الوطني غداة الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث.
وتشير كل العناصر إلى أن الاعتداء نفذه متشددون مع أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها بعد.
وكان مسلحون فجروا عبوة ناسفة خارج مسجد في قرية الروضة - بئر العبد خلال صلاة الجمعة، ثم فتحوا النار على المصلين. وتقع القرية إلى الغرب من مدينة العريش، مركز محافظة شمال سيناء. وتنشط في المنطقة مجموعات متطرفة.
وروى شهود أن مرتكبي الهجوم أحاطوا المسجد بسيارات رباعية الدفع وقاموا بزرع عبوة ناسفة خارجه.
وقال شهود آخرون إن المسلحين وبعد انفجار العبوة بدأوا بإطلاق النار على المصلين الذين أصيبوا بذعر وكانوا يحاولون الفرار، إلا أن المهاجمين أضرموا النار في سيارات متوقفة في المكان بهدف قطع الطريق.
ويعود الاعتداء الدموي الأخير في مصر إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2015 عندما استهدف هجوم بالعبوة الناسفة تبناه تنظيم «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم داعش طائرة روسية بعيد إقلاعها من منتجع شرم الشيخ في سيناء ما أدى إلى مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها.
ومنذ إطاحة الرئيس السابق الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013 تدور مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وبعض المجموعات المتطرفة، تتركز غالبيتها في شمال سيناء حيث ينشط الفرع المصري لتنظيم داعش. وقتل خلال هذه المواجهات العنيفة مئات الأشخاص من الطرفين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.