من توجهات السياحة الحديثة القيام بعدة رحلات سياحية سنويا بدلا من رحلة واحدة، وهي رحلات تتوجه لاكتشاف مناطق جديدة ولا تمتد في الغالب لأكثر من أسبوع ويكون طابعها النشاط والحركة بين عدة مواقع في البلد السياحي، ولكن العامل المشترك بين هذه الرحلات هو عدم اصطحاب حقائب سفر والاكتفاء بحقائب اليد التي تستوعب فقط ضرورات السفر.
ويعني هذا الاكتفاء بما يحتاج إليه السائح فعلا في أثناء رحلاته والاستغناء عن الكثير من الأدوات والسلع والملابس التي كانت تعد ضرورية في الماضي. وفي هذا الأسلوب الكثير من الفوائد، حيث يصل السائح إلى مطار الوصول ومنه إلى الخارج مباشرة من دون الازدحام والاصطفاف لانتظار حقائب السفر المشحونة التي يفقد بعضها طريقه. كذلك يتجنب المسافر في بعض الأحيان تكاليف إضافية تفرضها هذه الأيام بعض شركات الطيران على حقائب السفر المشحونة.
وهناك الكثير من الأغراض التي يمكن الاستغناء عنها في أثناء السفر أو تغييرها بأحجام أصغر، كما يتطلب الأمر تخطيطا جيدا لكيفية اختيار الأغراض الحيوية اللازمة لكل رحلة مع الأخذ في الاعتبار جهة السفر وحالة الطقس وإمكانية شراء بعض الأغراض في مواقع الوصول، وبعضها يكون أرخص ثمنا منها في بلد المسافر.
فلا داعي مثلا لوضع مناشف في حقائب السفر حيث توفر الفنادق المناشف الخاصة بها. وينطبق الأمر نفسه على مجفف الشعر وعلى الشامبو وصابون الاستحمام. وفي المناطق الحارة لا يحتاج المسافر إلى معاطف أو جاكيتات ثقيلة. كما يمكن الاستغناء عن أجهزة المنبه والكاميرا والساعة، حيث يقوم الهاتف الذكي بكل هذه الوظائف في حجم مدمج واحد.
ويمكن شراء حقائب خاصة يمكن ضغط الملابس بها لكي تتيح فرصة حمل المزيد، ويتعين السفر بعدد محدود من قطع الملابس يمكن غسلها بعد يومين من السفر وإعادة استخدامها، أو حتى شراء بعض الملابس المحلية التي يمكن تركها بعد نهاية الرحلة.
من الأغراض التي يمكن تغييرها الاستبدال بأجهزة الكومبيوتر الشخصي أخرى خفيفة وصغيرة الحجم، واصطحاب الخفيف من الأحذية، والاستبدال بالكتب جهاز «كيندل» الإلكتروني وحفظ المعلومات على إصبع ذاكرة يحتفظ بالمعلومات الحيوية والصور في أمان. وفي حالة شراء أدوات تجميل أو مرطبات للجلد فيمكن الاكتفاء بالأحجام الصغيرة أو شراؤها في موقع الرحلة بعد الوصول.
وهناك بعض الأغراض التي لا يمكن الاستغناء عنها في أي رحلة وهي تشمل: جوازات السفر والعملات النقدية وبطاقات الائتمان ورخصة القيادة ونسخ من جوازات السفر يمكن حفظها على الكومبيوتر وحزام لحفظ النقود.
وتتسع حقائب اليد التي يمكن حملها على الظهر إلى ما بين 30 و40 لترا، وبعضها يمكن تغطيته بغشاء مضاد للمطر والأتربة. ويتعين شراء قفل بشفرة لإغلاق الحقيبة على محتوياتها أو شراء كابل مشفر لربط الحقيبة في أشياء ثابتة في الفندق. وتنقسم الحقيبة إلى ثلاثة أركان أحدها للملابس والثاني للإلكترونيات والثالث للملابس الداخلية. ويمكن الاستعانة بمغلفات الضغط لتصغير الحجم.
ويجد البعض معضلة في اختيار الأغراض التي يحتاج إليها خلال الرحلة، ولذلك يلجأ إلى شحن المزيد من الملابس التي لا حاجة لها في أثناء العطلة. ولكن في معظم الأحوال يكتشف المسافر أنه لم يستعمل الكثير من الأغراض التي اصطحبها معه بلا داع.
وعند الاختيار بجب الاستعانة بالملابس الخفيفة واختيار السراويل ذات الجيوب التي يمكن إغلاقها، واختيار خمسة قمصان وخمسة جوارب وملابس للسباحة ونظارات شمسية. وعند شحن أدوات تجميل يجب الاستعانة بأكياس شفافة كضرورة أمنية في المطارات لحمل السوائل على الطائرات. ولا يجب أن تزيد عبوات السوائل أو معجون الأسنان على مائة غرام.
وهناك فوائد يعرفها المسافرون الدائمون في السفر الخفيف، حيث اصطحاب حقائب ثقيلة في أي رحلة يعني أن على المسافر حملها أو تحريكها في نقطة معينة إلى الميزان في المطار ومن مطار الوصول إلى التاكسي أو الحافلة. وسوف يتمتع المسافر بوقته أكثر لو لم يكن مضطرا إلى شحن الكثير من الأغراض معه في رحلته.
والسر في تحقيق رحلة سفر ناجحة سواء للعطلات أو للأعمال هو في تبسيط خطوات السفر وعدم القلق من ضياع الحقائب أثناء الشحن. ويحكي قدامى المسافرين عن قصص فقدان حقائب أثناء السفر الجوي والمتاعب التي تسببها مثل هذه المواقف.
من الفوائد غير الظاهرة أيضا منع السرقات التي قد تحدث من الحقائب المشحونة، فهناك الكثير من الحالات التي ضبطت في المطارات الأوروبية لعصابات تعمل في أقسام شحن المطارات وتسرق أي منقولات ثمينة من الحقائب بعد مرورها من قنوات الأشعة. أيضا تتعرض بعض الحقائب المشحونة لسوء المعاملة مثل إلقائها على الأرض بقوة مما قد يعطب محتوياتها. وأحيانا أخرى يجري ترك هذه الحقائب تحت الأمطار في أثناء نقلها من الطائرة، مما يعرضها للبلل وإفساد محتوياتها من الملابس وربما المأكولات.
والسفر الخفيف يمنح المسافر المزيد من الوقت، حيث يمكنه أن يصل إلى المطار قبل الإقلاع بساعة بدلا من ساعتين إذا كان يحمل حقائب يد فقط، ويكون أول من يغادر المطار بعد الوصول. كما يتيح للمسافر الاعتماد على نفسه وعدم انتظار وصول الحقائب إلى الغرفة مع الحمالين بعد الوصول إلى فندقه. وحتى عند العودة لن يضطر المسافر إلى قضاء الكثير من الوقت في إعادة ترتيب الحقائب الثقيلة وترتيب حملها.
وينصح خبراء السفر بالأحمال الخفيفة لأنها تخفف من الأعباء النفسية للمسافر مما يتيح له استمتاعا أكبر بالرحلة. ومن أجل تحقيق ذلك هناك.
5 استراتيجيات متبعة من خبراء السفر يمكن تلخيصها في التالي:
- الاستعانة بلائحة أغراض لحملها في السفر: وهي خطوة مهمة لأنها تمنع تكرار أغراض لا حاجة لها وإمكانية مراجعة اللائحة من أجل التخلص مما لا يلزم. واللائحة أيضا مهمة للتأكد من عدم نسيان شيء مهم، كما يمكن استخدام اللائحة في سفريات المستقبل. ويمكن مراجعة اللائحة بعد كل رحلة من أجل تعديلها واختصار ما لا حاجة إليه أثناء الرحلات.
- ضرورة ترك الأغراض غير الضرورية: وهو العامل الأهم في خفض الوزن، فلا يجب شحن أغراض لمجرد الاحتياط أثناء السفر. وفي كل الحالات يمكن تعديل لائحة السفر من أجل حذف المزيد من الأغراض التي لا تستخدم أثناء السفر. ولا يجب السفر بكتب سياحية، بل يمكن مراجعتها قبل السفر وتسجيل بعض الملاحظات على ورقة بدلا من حمل الكتاب.
- استبدال الأغراض بأخف منها: إذا كان ولا بد من حمل بعض الأغراض فلا بد من البحث عن بدائل أخف وزنا. فالبطاريات يمكن أن تستبدل بأخرى «إل إي دي» خفيفة الوزن، وكذلك مجفف الشعر ومستحضرات الزينة والتجميل. ولكن الأهم من التصغير هو الاستغناء عن المستحضرات كلما كان ذلك ممكنا.
- الاكتفاء بكميات أقل: إذا كان من الضروري حمل أغراض لا يوجد بديل أخف لها فلا بد من النظر إلى احتمال حمل القليل منها. ويمكن تطبيق ذلك على قطع الصابون والشامبو ومعجون الأسنان. كما يمكن المشاركة مع آخرين بدلا من تكرار حمل أغراض معينة مرتين أو عدة مرات. وقد يتعين استخدام عبوات منزلية صغيرة بدلا من العبوات الأصلية لهذه المستحضرات.
- التركيز على أنواع الملابس الخفيفة سريعة الجفاف التي لا تحتاج إلى كي: وهناك أنواع من ملابس السفر لا تحتاج إلى كثير من العناية بعد الغسيل حيث تجف بسرعة ولا تحتاج إلى كي. وهي ملابس يمكن أن تجف أثناء الليل ويعاد استعمالها في اليوم التالي بدلا من تبديلها وشحن المزيد من الملابس. ويمكن مع تكرار تجربة السفر خفض الوزن تدريجيا والتخلص من الأمتعة غير اللازمة.
هذا وتصلح معظم هذه النصائح لسفريات الشباب الذين يفضلون حمل أغراضهم على الظهر والتنقل من بلد لآخر في رحلات قد تشمل معظم أنحاء العالم. وهؤلاء يتعلمون بسرعة عدم جدوى حمل الكثير من الأغراض التي لا حاجة إليها ويعتمدون في رحلاتهم على المتاح محليا من أدوات.
ويقول البعض إن حمل كل الأغراض في حقيبة واحدة قد يعرضها للسرقة ويعرض صاحبها للمتاعب، وهي قضية مهمة ويجب الانتباه إليها. ويلجأ مسافرو المغامرات إلى ربط الحقيبة بهم أثناء المعسكرات الليلية أو تركها في خزانة الفندق تحت الحراسة أثناء التجول من دونها. وبالمقارنة مع حوادث سرقة الحقائب فإن حوادث النشل وسرقة الأغراض تنتشر بصورة أكبر.
ويمكن إجراء بعض الاحتياطات الأمنية مثل استخدام حزام للنقود أو الأقفال المشفرة للحقائب، ولكن في كل الأحوال يجب الاعتماد على الخبرة والحرص على عدم حمل مبالغ كبيرة أو حمل الحقيبة التي تحوي كل الأغراض في كل الرحلات. فالأفضل ترك الحقيبة في مكان آمن واستخدام ما يحتاج إليه المسافر خلال يومه فقط.
تعرف إلى فن السفر الخفيف
حزم حقيبة واحدة أفضل وأسهل
تعرف إلى فن السفر الخفيف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة