عكس الفيحاء كل التوقعات، وبات أحد الفرق المهددة بالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، وذلك بعد مضي عشر جولات من الدوري السعودي للمحترفين.
وعلى الرغم من الانتدابات العريضة التي استقطبها في فترة سوق الانتقالات الصيفية الماضية، والضخ المالي الذي تجاوز 75 مليون ريال، والمعسكرات الخارجية المتلاحقة في أفضل الوجهات، فإن ذلك لم يشفع للفيحاء بتقديم ما يوازي ذلك.
وكان الفيحاء قد تسيد المشهد الرياضي في فترت الانتقالات الصيفية، وأبرم أكثر من 24 صفقة ما بين لاعبين أجانب ومحليين، ودخل في منافسة الأندية الكبيرة على أفضل الأسماء ونجوم الدوري السعودي، وضم إلى صفوفه عددا من اللاعبين الدوليين الموجودين على الخريطة الأساسية للمنتخب السعودي الأول، ووقع مع مدافع الشباب السابق حسن معاذ، ولاعب الهلال عبد المجيد الرويلي، ولاعب الفيصلي عبد الله المطيري، ولاعب الاتحاد معتز تمبكتي، إلى جانب حارس التعاون فهد الشمري، وحارس الخليج مسلم آل فريج، بالإضافة إلى كثير من الأسماء اللامعة في عدد من أندية دوري المحترفين، إذ لم يمثل الفريق الفيحاوي هذا الموسم سوى لاعب وحيد من اللاعبين الذين صعدوا بالفريق لمصاف دوري الكبار.
كما أن الأسماء الأجنبية التي استقطبها الفيحاء كلفت خزينة النادي نحو نصف الميزانية التي صرفت على الفريق في فترت الاستعداد، غير أن العائد الفني من الأجانب الستة كان دون المأمول، رغم التحاقهم بتدريبات الفريق قبل بداية الدوري بفترة طويلة، وخوضهم كثيرا من المباريات التجريبية، وكانت لهم بصمة واضحة مع الأندية التي مثلوها قبل التحاقهم بالفيحاء. أسماء غنية عن التعريف، يتقدمهم مدافع المنتخب الهندوراسي إيزاغوير، والمدافع البرتغالي أدملسون باروس، ولاعب محور الارتكاز اليوناني ألكساندرو تزوليس، والدولي الكولومبي السابق أسبريلا، والمهاجم التشيلي روني فرناديز، والدولي الكوستاريكي جون رويز.
ويبقى الفيحاء النادي الوحيد من بين أندية الدوري السعودي الذي أقام أطول معسكر إعدادي قبل بداية الدوري في النمسا امتد لأربعة أسابيع، خاض خلاله الفريق عددا من اللقاءات التجريبية، كما أقام معسكرا آخر في نفس الوجهة الأولى أثناء فترت التوقف الأولى لمدة أسبوعين، بيد أن هذه المعسكرات الفارهة كانت أشبه بالمعسكرات الترفيهية، عطفا على نتائج الفريق في الجولات العشر الماضية، كما لم تمنح هذه المعسكرات الطويلة الفريق الهوية الفنية التي يبحث عنها الفيحاويون، ولا الانسجام الذي ظل شماعة يلقيها الجهازان الفني والإداري بعد كل خسارة يتلقاها الفريق.
وعلى الرغم من قناعة الفيحاويين بالجهاز الفني السابق تحت قيادة الروماني جالكا الذي تسلم مهمة إعداد الفريق في الصيف الماضي، وكان خلف جميع الصفقات المحلية والأجنبية التي تم استقطابها للفريق، وتصرفه الحر في ميزانية الفريق الضخمة، فإنه ظل عاجزا عن الوفاء بوعوده بخلق الانسجام بين لاعبي الفريق، وتحقيق الانتصارات؛ ولم يحدث شيء من هذا، وواصل الفريق نزيف النقاط من جولة إلى أخرى، ولم يحقق سوى انتصار يتيم على رفيق دربه في الصعود لدوري الأضواء، أُحد، الذي كان في أسوأ حالاته، حتى بات الروماني جالكا الحلقة الأضعف، وكبش فداء قدمته إدارة سعود الشلهوب للجماهير الفيحاوية، عسى أن تتحسن النتائج.
غير أن السلبية ظلت السمة الملازمة للفريق الفيحاوي بعد الاستغناء عن جالكا والتعاقد مع المدرب الأرجنتيني غوستافو، رغم أن الأخير يعرف خبايا الدوري السعودي، عندما أشرف على نادي النصر في مستهل دوري هذا الموسم، وتسلم الفريق في فترة التوقف الأخيرة بعد الجولة التاسعة، وحرص على إقامة معسكر خاض من خلاله الفريق لقاءين تجريبيين، إلا أن الأرجنتيني عجز هو أيضا عن حل العقدة التي لازمت الفيحاويين، وتلقى خسارة ثقيلة من الفتح في إطلالته الأولى مع الفريق على أرضه وبين جماهيره، رمته هذه الخسارة في المركز الـ13 بسبع نقاط، جمعها من أربع تعادلات، وانتصار وحيد.
ملايين صرفت، وتعاقدات أبرمت، ومعسكرات أقيمت، وأجهزه فنية تعاقبت، والمحصلة سبع نقاط في المركز الثالث عشر، وهذا ما لخصه مشهد المشجع الفيحاوي الذي بدا ثائرا وساخطا في مدرجات ملعب الملك سلمان بمحافظة المجمعة، على نتيجة مواجهة فريقه مع ضيفه الفتح، ولخص سؤالا عريضا يدور في أذهان كل الرياضيين، عن واقع الفيحاء، وهو يهاجم إدارة فريقه ويطالبها بالتحرك لإنقاذ ناديه، ويعاتبها على سوء النتائج، في الوقت الذي يرى فيه أندية الفيصلي والباطن تزاحم الأندية الكبيرة على مراكز المقدمة، ويحققون الانتصار تلو الانتصار، بميزانية لم تصل إلى نصف ما أنفق على فريقه.
الصمت الذي لازم المسؤولين داخل البيت الفيحاوي في الأسابيع الأخيرة حول تردي نتائج الفريق وعجزه عن تحقيق انتصار داخل قواعده، ووعودهم المتلاحقة بتحسن أداء الفريق وتحقيق الانتصارات، أجبر كثيرا من جماهير «البرتقالي» على محاصرة رئيس النادي سعود الشلهوب بعد نهاية مواجهة الفتح الأخيرة التي خسرها الفريق بثلاثة أهداف، ومطالبته بوضع النقاط على الحروف، وإنقاذ الفريق الذي بات أحد الأندية المهددة بالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، بعد أن كان أكثر المرشحين لمزاحمة الأندية الكبيرة على مركز متقدم على سلم الترتيب.
المركز قبل الأخير لا يليق بفريق صُرف عليه أكثر من 75 مليون ريال، واستقطب أفضل العناصر المحلية الذين تتسابق عليهم الأندية السعودية، وعناصر أجنبية لا تقل قيمتهم الفنية عن لاعبي الأندية الكبيرة؛ غير أن الغموض ما زال يكتنف مصير الفيحاء في قادم الجولات مع مدربه الحالي الأرجنتيني غوستافو، ومدى قدرته على الوصول بالفريق إلى بر الأمان، وإيقاف مسلسل هدر النقاط، ومدى قدرته على توظيف اللاعبين بالطريقة التي تتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم الفنية.
الفيحاء... صفقات مليونية ونتائج مخيبة للآمال
5 خسائر و4 تعادلات وفوز يتيم تهدد بعودة الفريق إلى الأولى
الفيحاء... صفقات مليونية ونتائج مخيبة للآمال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة