الفيحاء... صفقات مليونية ونتائج مخيبة للآمال

5 خسائر و4 تعادلات وفوز يتيم تهدد بعودة الفريق إلى الأولى

الفيحاء لم يحقق تطلعات جماهيره حتى الآن («الشرق الأوسط») - مدرب الفيحاء مهدد بالرحيل بسبب النتائج السلبية («الشرق الأوسط»)
الفيحاء لم يحقق تطلعات جماهيره حتى الآن («الشرق الأوسط») - مدرب الفيحاء مهدد بالرحيل بسبب النتائج السلبية («الشرق الأوسط»)
TT

الفيحاء... صفقات مليونية ونتائج مخيبة للآمال

الفيحاء لم يحقق تطلعات جماهيره حتى الآن («الشرق الأوسط») - مدرب الفيحاء مهدد بالرحيل بسبب النتائج السلبية («الشرق الأوسط»)
الفيحاء لم يحقق تطلعات جماهيره حتى الآن («الشرق الأوسط») - مدرب الفيحاء مهدد بالرحيل بسبب النتائج السلبية («الشرق الأوسط»)

عكس الفيحاء كل التوقعات، وبات أحد الفرق المهددة بالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، وذلك بعد مضي عشر جولات من الدوري السعودي للمحترفين.
وعلى الرغم من الانتدابات العريضة التي استقطبها في فترة سوق الانتقالات الصيفية الماضية، والضخ المالي الذي تجاوز 75 مليون ريال، والمعسكرات الخارجية المتلاحقة في أفضل الوجهات، فإن ذلك لم يشفع للفيحاء بتقديم ما يوازي ذلك.
وكان الفيحاء قد تسيد المشهد الرياضي في فترت الانتقالات الصيفية، وأبرم أكثر من 24 صفقة ما بين لاعبين أجانب ومحليين، ودخل في منافسة الأندية الكبيرة على أفضل الأسماء ونجوم الدوري السعودي، وضم إلى صفوفه عددا من اللاعبين الدوليين الموجودين على الخريطة الأساسية للمنتخب السعودي الأول، ووقع مع مدافع الشباب السابق حسن معاذ، ولاعب الهلال عبد المجيد الرويلي، ولاعب الفيصلي عبد الله المطيري، ولاعب الاتحاد معتز تمبكتي، إلى جانب حارس التعاون فهد الشمري، وحارس الخليج مسلم آل فريج، بالإضافة إلى كثير من الأسماء اللامعة في عدد من أندية دوري المحترفين، إذ لم يمثل الفريق الفيحاوي هذا الموسم سوى لاعب وحيد من اللاعبين الذين صعدوا بالفريق لمصاف دوري الكبار.
كما أن الأسماء الأجنبية التي استقطبها الفيحاء كلفت خزينة النادي نحو نصف الميزانية التي صرفت على الفريق في فترت الاستعداد، غير أن العائد الفني من الأجانب الستة كان دون المأمول، رغم التحاقهم بتدريبات الفريق قبل بداية الدوري بفترة طويلة، وخوضهم كثيرا من المباريات التجريبية، وكانت لهم بصمة واضحة مع الأندية التي مثلوها قبل التحاقهم بالفيحاء. أسماء غنية عن التعريف، يتقدمهم مدافع المنتخب الهندوراسي إيزاغوير، والمدافع البرتغالي أدملسون باروس، ولاعب محور الارتكاز اليوناني ألكساندرو تزوليس، والدولي الكولومبي السابق أسبريلا، والمهاجم التشيلي روني فرناديز، والدولي الكوستاريكي جون رويز.
ويبقى الفيحاء النادي الوحيد من بين أندية الدوري السعودي الذي أقام أطول معسكر إعدادي قبل بداية الدوري في النمسا امتد لأربعة أسابيع، خاض خلاله الفريق عددا من اللقاءات التجريبية، كما أقام معسكرا آخر في نفس الوجهة الأولى أثناء فترت التوقف الأولى لمدة أسبوعين، بيد أن هذه المعسكرات الفارهة كانت أشبه بالمعسكرات الترفيهية، عطفا على نتائج الفريق في الجولات العشر الماضية، كما لم تمنح هذه المعسكرات الطويلة الفريق الهوية الفنية التي يبحث عنها الفيحاويون، ولا الانسجام الذي ظل شماعة يلقيها الجهازان الفني والإداري بعد كل خسارة يتلقاها الفريق.
وعلى الرغم من قناعة الفيحاويين بالجهاز الفني السابق تحت قيادة الروماني جالكا الذي تسلم مهمة إعداد الفريق في الصيف الماضي، وكان خلف جميع الصفقات المحلية والأجنبية التي تم استقطابها للفريق، وتصرفه الحر في ميزانية الفريق الضخمة، فإنه ظل عاجزا عن الوفاء بوعوده بخلق الانسجام بين لاعبي الفريق، وتحقيق الانتصارات؛ ولم يحدث شيء من هذا، وواصل الفريق نزيف النقاط من جولة إلى أخرى، ولم يحقق سوى انتصار يتيم على رفيق دربه في الصعود لدوري الأضواء، أُحد، الذي كان في أسوأ حالاته، حتى بات الروماني جالكا الحلقة الأضعف، وكبش فداء قدمته إدارة سعود الشلهوب للجماهير الفيحاوية، عسى أن تتحسن النتائج.
غير أن السلبية ظلت السمة الملازمة للفريق الفيحاوي بعد الاستغناء عن جالكا والتعاقد مع المدرب الأرجنتيني غوستافو، رغم أن الأخير يعرف خبايا الدوري السعودي، عندما أشرف على نادي النصر في مستهل دوري هذا الموسم، وتسلم الفريق في فترة التوقف الأخيرة بعد الجولة التاسعة، وحرص على إقامة معسكر خاض من خلاله الفريق لقاءين تجريبيين، إلا أن الأرجنتيني عجز هو أيضا عن حل العقدة التي لازمت الفيحاويين، وتلقى خسارة ثقيلة من الفتح في إطلالته الأولى مع الفريق على أرضه وبين جماهيره، رمته هذه الخسارة في المركز الـ13 بسبع نقاط، جمعها من أربع تعادلات، وانتصار وحيد.
ملايين صرفت، وتعاقدات أبرمت، ومعسكرات أقيمت، وأجهزه فنية تعاقبت، والمحصلة سبع نقاط في المركز الثالث عشر، وهذا ما لخصه مشهد المشجع الفيحاوي الذي بدا ثائرا وساخطا في مدرجات ملعب الملك سلمان بمحافظة المجمعة، على نتيجة مواجهة فريقه مع ضيفه الفتح، ولخص سؤالا عريضا يدور في أذهان كل الرياضيين، عن واقع الفيحاء، وهو يهاجم إدارة فريقه ويطالبها بالتحرك لإنقاذ ناديه، ويعاتبها على سوء النتائج، في الوقت الذي يرى فيه أندية الفيصلي والباطن تزاحم الأندية الكبيرة على مراكز المقدمة، ويحققون الانتصار تلو الانتصار، بميزانية لم تصل إلى نصف ما أنفق على فريقه.
الصمت الذي لازم المسؤولين داخل البيت الفيحاوي في الأسابيع الأخيرة حول تردي نتائج الفريق وعجزه عن تحقيق انتصار داخل قواعده، ووعودهم المتلاحقة بتحسن أداء الفريق وتحقيق الانتصارات، أجبر كثيرا من جماهير «البرتقالي» على محاصرة رئيس النادي سعود الشلهوب بعد نهاية مواجهة الفتح الأخيرة التي خسرها الفريق بثلاثة أهداف، ومطالبته بوضع النقاط على الحروف، وإنقاذ الفريق الذي بات أحد الأندية المهددة بالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، بعد أن كان أكثر المرشحين لمزاحمة الأندية الكبيرة على مركز متقدم على سلم الترتيب.
المركز قبل الأخير لا يليق بفريق صُرف عليه أكثر من 75 مليون ريال، واستقطب أفضل العناصر المحلية الذين تتسابق عليهم الأندية السعودية، وعناصر أجنبية لا تقل قيمتهم الفنية عن لاعبي الأندية الكبيرة؛ غير أن الغموض ما زال يكتنف مصير الفيحاء في قادم الجولات مع مدربه الحالي الأرجنتيني غوستافو، ومدى قدرته على الوصول بالفريق إلى بر الأمان، وإيقاف مسلسل هدر النقاط، ومدى قدرته على توظيف اللاعبين بالطريقة التي تتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم الفنية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».