اعتبر خبراء مختصون بنادي الاتفاق أن الفريق الأول لكرة القدم بات في وضع صعب جدا في الدوري السعودي للمحترفين، بعد أن تلقى الفريق خامس خسائره في بطولة الدوري بعد مضي عشر جولات وضعته في حسابات الهبوط لدوري الدرجة الأولى.
وأكد المختصون أن الاتفاقيين كانوا موعودين بفريق «يرفع الرأس» ويحقق الطموحات ويعود إلى منصات التتويج في الفترة التي شهدت انتخابات وجمعية عمومية، لاختيار مجلس الإدارة الحالي بقيادة خالد الدبل خلفا للرئيس المخضرم عبد العزيز الدوسري.
وبيّن الاتفاقيون أن الفريق الحالي مثير للقلق مع تذبذب مستويات الفريق الذي نهض في ثلاث جولات فقط وجمع من خلالها سبع نقاط، قبل أن يعود مجددا إلى الدوامة بالخسارة من أحد الصاعدين حديثا لدوري المحترفين الذي بقي لجولات في المركز الأخير.
وشددوا على أن المدرب يتحمل جزءا من المسؤولية، على اعتبار أن الجميع يتحمل النتائج المخيبة للآمال، وفي مقدمتهم الإدارة التي وعدت بأن يكون الفريق قادرا على مقارعة الكبار في الفترة التي تزامنت مع تجديد الدماء في النادي من خلال انتخاب وجوه جديدة لقيادة النادي.
وأبدى الخبراء استغرابهم من المستويات المتباينة لفريق الاتفاق من مباراة إلى أخرى، مشيرين إلى أن الأخطاء الفنية تتكرر منذ الموسم الماضي، وأن استمرار الأزمة والمستويات الفنية المتقلبة تجعل الجميع يعيش في حالة ترقب دائم لما سيقدمه الفريق في كل مباراة.
ومع وجود عدد من الأسماء الاتفاقية البارزة التي فضلت التحفظ عن إبداء رأيها في وضع الفريق حرصا على العلاقة المتوازنة والودية مع الإدارة الحالية، أو خشية اتهامها بكونها من أسباب أي إخفاق يحصل لاحقا، كانت هناك أسماء اتفاقية أبدت صراحتها المعهودة في وصف المشهد الاتفاقي دون أي تحفظ، مع الحرص على النقد الهادف للعمل وليس للأشخاص الذين يعملون في النادي بشكل عام وفي فريق كرة القدم بشكل خاص.
وكان لافتا بعد الخسارة الخامسة للفريق أمام أُحد، قيام رئيس النادي وعدد من أعضاء مجلس الإدارة بحظر عدد من المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ممن وجهوا انتقادات إلى الإدارة، سواء كانوا من الإعلاميين أو الجماهير أو حتى اللاعبين السابقين، مما يشير إلى حالة الاستياء من النقد.
ويقول الهداف الأبرز في تاريخ النادي، سعدون حمود، لـ«الشرق الأوسط»: «مع كل ظهور وإبداء رأي قد أخسر أشخاصا، كون صراحتي لا تعجب البعض، فأصنف تارة أنني مع الرئيس السابق عبد العزيز الدوسري، وتارة بأنني أبحث عن الإثارة والظهور دون أي اعتبار لمصلحة الفريق».
وأضاف: «أنا اتفاقي منذ الصغر، وتشرفت أن أكون أحد نجومه في الفترة الذهبية، ويؤلمني فعلا ما يحدث بنادي الاتفاق، وأحرص على أن أقول كلمتي في الوقت المناسب، وللإدارة الحق في الأخذ بها أو تجاهلها، لكن لا يحق لأحد مصادرة رأيي ومحاولة منعي من الكلام ما دام أنه في إطار المسؤولية وليس الإساءة للأشخاص».
واستطرد سعدون حمود: «فريق الاتفاق الحالي يمر بأزمة حقيقية لا يتحملها المدرب، على اعتبار أن الإدارة واللاعبين عليهم مسؤولية كبيرة، يؤسفني فعلا أن أرى الروح غائبة عن اللاعبين، لأن الكثير منهم لم يترعرع في هذا النادي بل إنه استفاد من نظام الاحتراف من أجل أن يرتدي شعار فارس الدهناء، هذا الاسم العريق لا يمكن أن يكون من السهل أن يرتديه أي لاعب في العصر الذهبي، كانت التضحيات كبيرة والإحساس بالمسؤولية له الدور الأكبر فيما صنع من تاريخ».
وبين هداف فريق الاتفاق السابق أن أهم المشكلات التي يعاني منها فريقه الحالي تتمثل في الخيارات الأجنبية السيئة جدا، واصفا إياهم بأقل من الطموحات باستثناء العراقي أحمد إبراهيم الذي عده أفضلهم بشكل نسبي.
وأضاف: «في الأندية التي تتفوق في النتائج يكون العنصر الأجنبي صاحب الدور الأبرز، وكما يشاهد الجميع أن بعض الفرق مثل التعاون وغيرها تجاري الفرق الكبيرة لوجود عناصر أجنبية مؤثرة، حتى الهلال أقوى الفرق المحلية قياسا، بالإضافة إلى النواحي الفنية التي يشكلها محترفوه مع الفريق، ودوما العناصر الأجنبية هي من تعمل الفارق».
من جانبه، شدد حمد الدبيخي، نجم الفريق السابق والمحلل الحالي، على أن البعض يعتقد أن الاتفاق قادر على المنافسة كما كان في عهده السابق، وهذا الاعتقاد خاطئ جدا، لأن الوضع مختلف جدا خصوصا من ناحية اللاعبين وقتاليتهم وحرصهم على اسم الفريق ورفعة الكيان.
وأضاف: «قد نقول أيضا إن الإمكانيات المتوافرة في الاتفاق أقل بكثير من الفرق المنافسة على المراكز الأولى، ولذا لا أرى مبررا على استياء البعض من أن الفريق غير قادر على المنافسة على حصد لقب الدوري. الواقعية تقول إن الوضع طبيعي، هناك كثير من المشكلات، سواء الإدارية والفنية والمتعلقة باللاعبين، وكل هذه العوامل تجعل الفريق غير قادر على الاستقرار الفني ومواصلة طريقه بعد النهوض في ثلاث جولات متتالية ومن ثم العودة لدوامة الخسائر أمام أحد».
وأكد أن إقالة المدرب ميودراج ليس حلا أبدا، ففي العام الماضي تم استبدال عدد من المدربين، ومع ذلك نافس الفريق حتى الجولات الأخيرة على البقاء في دوري المحترفين، مشيرا إلى ضرورة جلب أجانب على مستوى عال لتدعيم صفوف الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية، إلى جانب توفير الإدارة الأجواء التي تساهم في المنافسة والسماع للآراء، وأن يكون هناك دور أكثر فاعلية لأعضاء الشرف، وغير ذلك لا يمكن للاتفاق أن ينهض بشكل حقيقي بل يمكن أن ينهض مباراة أو مباراتين ثم يتراجع كما هو حاصل.
وجدد الدبيخي التأكيد أنه ينتقد العمل وليس الأشخاص، ولذا يرى البعض أن كلامه تجاه النادي قاسيا خصوصا الموجه منه إلى مجلس الإدارة في مناسبات كثيرة.
وفي ظل الحديث عن وجود تحركات من قبل مقربين من إدارة النادي، لإقناع عدد من النجوم السابقين للعمل في النادي مثل مروان الشيحة الذي تردد اسمه كثيرا لتولي منصب إداري مهم بالفريق، نفى الشيحة بشدة خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون أي دعوة وصلته رسميا من النادي للعمل في أي منصب إداري.
وحول انتقاده الحاد لوضع الفريق قبل أسابيع إثر التعرض لأربع خسائر متوالية في دوري هذا الموسم، وهل يعتبر ذلك مؤثرا على علاقته الجيدة بالإدارة، قال الشيحة: «همي الأول نادي الاتفاق الكيان الكبير وليس الأشخاص، ما قلته هو قناعات وقد يراها البعض صحيحة، وآخرون يَرَوْن العكس، المهم أنني مقتنع بها».
وعن رأيه في التراجع الذي تعرض له الفريق مجددا قال: «ابتعدت في الفترة الأخيرة عن متابعة مباريات الفريق، ولذا لا يمكن أن أشخص الوضع الدائر في النادي بشكل دقيق».
أما المدرب الوطني فيصل البدين الذي تردد اسمه أيضا كونه من أهم الخيارات الشرفية لقيادة الفريق بدلا من المدرب الصربي ميودراج، خصوصا بعد أن بات متفرغا، إثر نهاية مشواره مع المنتخب الأول، فقد بين أنه مبتعد عن النادي ولم يبلغ بأي تحركات إدارية جدية من أجل توليه قيادة الفريق.
واعتذر البدين عن الحديث عن وضع الفريق فنيا على الأقل، مبينا أنه أخذ على نفسه عهدا بعدم الظهور الذي قد تُفهم منه رسائل في غير أماكنها.
يذكر أن تأجيل مواجهة فريق الاتفاق في الجولة الحادية عشرة للدوري التي كانت ستجمعه بفريق الهلال نتيجة ارتباط الأخير بخوض نهائي الإياب لدوري أبطال آسيا، كان من حسن حظ الاتفاقيين لترتيب الأوراق مجددا قبل خوض مواجهة الاتحاد في الجولة الثانية عشرة من الدوري المقررة أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام.
الاتفاق في خطر بسبب هزائم «نصف مباريات الدوري»
سعدون: مؤلم ما يحدث للفريق... والدبيخي: هذه إمكانياتهم... والشيحة: لا أعرف ما يجري
الاتفاق في خطر بسبب هزائم «نصف مباريات الدوري»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة