مؤتمر المعارضة يبدأ في الرياض اليوم

توقع إطلاق جديد لـ«الهيئة» السورية

TT

مؤتمر المعارضة يبدأ في الرياض اليوم

قال عضو في المعارضة السورية، إن استقالة رياض حجاب من منصب المنسق العام لـ«الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة، لن تؤثر في عمل وأداء المعارضة السورية في مرحلتها التي تتشكل حالياً، في وقت علمت «الشرق الأوسط» من مصادر سورية أن الاجتماع التحضيري للمعارضة الذي انعقد أمس في الرياض، قد انتهى إلى أجندة أعمال اجتماع المعارضة السورية المزمع اليوم، والذي يعنى بتشكيل جديد لـ«الهيئة العليا» في ثوبها الجديد الموسّع.
وقال أسعد الزعبي، الرئيس السابق لوفد المعارضة المفاوض لـ«الشرق الأوسط»، إن الاجتماع التحضيري الذي ضم 5 أعضاء انتهى أمس وخرج بمسودة لأجندة، وأعمال المؤتمر المزمع انعقاده اليوم في العاصمة السعودية ويستمر حتى الغد، ليشكل أكبر طيف من المعارضة السورية.
وأكد الزعبي أن استقالة حجاب لن تؤثر على أداء المعارضة السورية في المرحلة المقبلة، معتبراً أنها تغيير تفرضه فترة بقاء الأعضاء في مهامهم المحددة، مبيناً أنه كان مع مجموعة المستقلين. لكنه أصبح العضو الـ23 لـ«الائتلاف الوطني السوري» بدعوى الانتخاب لموقع المنسق العام للهيئة العليا السورية، مشيرا إلى أنه أعلن عن استقالته منذ شهر إلا أنه قدمها الآن بشكل رسمي.
ولفت الزعبي إلى أن «الهيئة العليا» في تشكيلتها القديمة، اشتملت على عدد من ممثلي مختلف أطياف المعارضة السورية، حيث كان عدد ممثلي مجموعة «الائتلاف» منها 23 مقعدا، مشيرا إلى أن عدد مجموعة المستقلين يساوي 75، وعدد الفصائل يبلغ 21، في حين كان هناك 10 من منصة القاهرة، و17 من هيئة التنسيق السورية.
ويهدف مؤتمر الرياض، الوصول إلى صيغة تمثيل أعلى وأوسع للمعارضة السورية، لمواكبة المرحلة المقبلة، من خلال إدارة العملية التفاوضية، والانتقال إلى طور وإطار جديد لـ«الهيئة العليا» بملامح التعديل، من حيث المبدأ، تشمل المكونات السابقة نفسها، من الائتلاف وهيئة التنسيق والفصائل والمستقلين، غير أن عدد الممثلين من كل هذه المكونات، سيكون أكبر مما كان عليه الوضع سابقا.
ويتوقع أن يبلغ عدد عضوية التشكيل الجديد نحو 150 عضوا، حيث كان العدد في المرحلة السابقة يتراوح بين 114 و115 عضوا، غير أن المطلوب من التشكيل الجديد المزمع أن يحسن أداء إدارة القضية السورية بشكل أفضل، من خلال الاستفادة من ضم مكونات جديدة هذه المرة حتى تكون أكثر فاعلية وتأثيرا.
ويؤخذ على أداء الهيئة بشكلها القديم، عدم قدرتها على الأداء بالمستوى المطلوب، في وقت يرى فيه البعض أن أوجه التغيير الجديد تشمل ضم ممثلين لمنصتي «القاهرة» و«موسكو»، ومكونات أخرى لم تكن موجودة سابقا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.