نتنياهو يلتقي ماكرون الشهر المقبل للبحث في أزمتي لبنان وسوريا

تل أبيب تلقت تطمينات بأن هدوء 11 سنة على الحدود لن يُكسر

TT

نتنياهو يلتقي ماكرون الشهر المقبل للبحث في أزمتي لبنان وسوريا

أعلن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن الأخير سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لعقد مباحثات من المتوقع أن تشمل التطورات في لبنان.
وذكر البيان أن «ماكرون أطلع رئيس الوزراء نتنياهو على آخر المستجدات حول الإجراءات التي يتخذها فيما يتعلق بالأزمة في لبنان»، وذلك خلال محادثة بينهما أمس.
وكانت آخر زيارة لنتنياهو إلى الإليزيه في يوليو (تموز) الماضي.
اتصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هاتفيّاً، ظهر أمس (الأحد)، وتكلم معه طيلة نصف ساعة، حول الأوضاع في لبنان. فيما طرح نتنياهو مواضيع أخرى تتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، والمحاولات الإيرانية للتموضع في سوريا، وعن أنشطتها في المنطقة.
وأكد الناطق بلسان نتنياهو أن المحادثة جرت بناء على طلب من الرئيس الفرنسي، وأن ماكرون «أطلع رئيس الوزراء نتنياهو على الاتصالات التي يجريها حول الأزمة التي تدور في لبنان. واتفق الزعيمان على التحدث مرة أخرى خلال الأيام القريبة المقبلة، وعلى الالتقاء في باريس في بداية الشهر المقبل».
وتطرق نتنياهو وماكرون أيضاً خلال محادثتهما إلى الاتفاق النووي مع إيران و«محاولاتها إقامة قواعد لها في سوريا ونشاطاتها في المنطقة»، بحسب البيان.
المعروف أن إسرائيل، حكومةً وجيشاً وإعلاماً، تتابع عن كثب التطورات في لبنان، من خلال تحسبها وتحذيراتها من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة ومخطط طهران لبناء جسر بري يفتح لها الطريق من إيران عبر العراق وسوريا حتى لبنان، فضلاً عن الجسر البحري من الخليج إلى اليمن. ومنذ استقالة رئيس الحكومة، سعد الحريري، تُبرِز إسرائيل رسائل الطمأنة التي تصدر من بيروت وطهران وموسكو، وتقول إن «(حزب الله) غير معني بحرب مع إسرائيل»، و«القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها في الجنوب السوري غير معنية بتدهور حربي مع إسرائيل، لذلك تمتنع عن تنفيذ عمليات ضدها في الجولان».
وقد أثارت تصريحات وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، في موسكو، استهجاناً في تل أبيب، حيث قال إن «إسرائيل لن تشن حرباً على لبنان لأننا سننتصر عليها فيها».
وقد ردّ مسؤول إسرائيلي باستخفاف على هذا التصريح، وأكد من جديد أن تل أبيب تلقت تطمينات تؤكد أن الهدوء المتواصل طيلة 11 سنة على الحدود بين إسرائيل ولبنان، لن يُكسَر وأن «استقالة الحريري لن تؤدي إلى تغيير في توجه (حزب الله) الحذر نحو إسرائيل»، وأن «الانطباع هو أن التنظيم معني حتى الآن بمنع التدهور بينه وبين إسرائيل. وهو يستميت في إسماع هذا الموقف بالسر والعلن، لآذان المسؤولين الإسرائيليين».
وأضاف المسؤول الإسرائيلي في حديث للمراسلين العسكريين في وسائل الإعلام العبرية، أن «إسرائيل قلقة من دون شك من التدخل الإيراني العميق في لبنان؛ فقد بدأ (حزب الله) بنقل مقاتليه من سوريا إلى لبنان تدريجياً، الأمر الذي تعده إسرائيل تطوراً خطيراً. فمن جهة إسرائيل لا تريد الاشتباك مع (حزب الله)، ومن جهة أخرى فإن الاشتباك المستقبلي محتوم، حسب كل التحليلات والمتابعات. فإيران تسيطر على المنظومة السياسية في لبنان وتستثمر 800 مليون دولار في (حزب الله) سنوياً، ولا تفعل ذلك مجاناً بل إن ذلك ضرب من ضروب الاستثمار ولن تتنازل سريعا عن هذه الاستثمارات الباهظة. ومع ذلك يوجد اتفاق غير رسمي على الاستمرار في الهدوء وعدم التدهور إلى حرب بين إسرائيل ولبنان».
يُذكر أن دبابة إسرائيلية كانت قد أطلقت النيران باتجاه قوة تابعة للنظام السوري، وهي تحاول إقامة موقع لها قرب قرية حضر، في الجزء الشرقي من هضبة الجولان، التي كانت قد تعرضت لمحاولة احتلالها من قوات جبهة النصرة قبل أسبوعين. ففي حينه، اتهم سكان القرية إسرائيل بمساعدة جبهة النصرة وحاول سكان قرى الجولان المحتل اختراق الحدود لنصرة سكان حضر.
وأعادتهم إسرائيل بالقوة. وأول من أمس، منعت إسرائيل جيش النظام من إقامة الموقع، بدعوى أنه يخرق اتفاق فصل القوات بين الدولتين، الموقّع في سنة 1974، بعيد حرب أكتوبر (تشرين الأول) 2017.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.