بالنسبة للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائمة المرشحين للفوز بكأس العالم لكرة القدم 2018 محسومة: ألمانيا، والبرازيل، وفرنسا، وإسبانيا، إلا أن المونديال الروسي الذي يشارك فيه 32 منتخبا، قد يفتح الباب على مفاجآت تتعدى الأسماء الكبيرة الدائمة الحضور، لا سيما أن التصفيات تركت باب ما هو غير متوقع مفتوحا، مع الإقصاء المفاجئ لإيطاليا بطلة العالم أربع مرات في الملحق أمام السويد، وغيابها عن البطولة العالمية للمرة الأولى منذ عام 1958.
فيما يأتي نظرة عامة إلى المنتخبات، علما بأن سحب القرعة يقام في موسكو في الأول من ديسمبر (كانون الأول):
أحرز الخمسة الكبار المشاركون في مونديال 2018 (ألمانيا، والأرجنتين، والبرازيل، وفرنسا، وإسبانيا) 13 لقبا من أصل آخر 16 كأسا للعالم. في التصفيات، تأهلت كل من إسبانيا وألمانيا من دون خسارة أي مباراة، والبرازيل كانت أول المتأهلين من أميركا الجنوبية. فرنسا تصدرت مجموعتها الأوروبية على رغم أداء يدفع إلى الشك في بعض المباريات (تعادل سلبي مع لوكسمبرغ المتواضعة مثلا)، أما الأرجنتين فانتظرت حتى الجولة الأخيرة لتفوز خارج أرضها على الإكوادور وتحسم تأهلها بفضل ثلاثية لميسي.
الأداء الجيد قد يكون سلاحا ذا حدين في النهائيات، كما أظهرت التجارب السابقة. فإيطاليا مثلا، بطلة العالم 2006، خرجت من الدور الأول في نسخة 2010 في جنوب أفريقيا. وعام 2014 في البرازيل، تلقى البلد المضيف المدجج بالنجوم، هزيمة مذلة أمام ألمانيا (التي أحرزت اللقب) بنتيجة 1 - 7 في نصف النهائي، بينما خرجت إسبانيا التي دخلت المونديال البرازيلي حاملة للقب النسخة السابقة، من الدور الأول وتلقت هزيمة قاسية أمام هولندا 1 - 5.
تبحث إنجلترا عن لقبها الكبير الأول منذ لقب كأس العالم 1966. منذ ذلك الحين، لم تبلغ الدولة التي ينسب لها نشوء لعبة كرة القدم وتتمتع بأغنى دوري في العالم، الدور نصف النهائي سوى مرة واحدة. في 2018، ستكون الآمال الإنجليزية مرتبطة إلى حد كبير بجيل من الناشئين الذين يدفع بهم المدرب غاريث ساوثغيت، من دون أن يعرف ما إذا كانوا سيكتسبون ما يكفي من الخبرة للمنافسة على هذا المستوى.
تحظى المكسيك، بحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بثالث أكبر عدد من لاعبي كرة القدم المسجلين، بعد البرازيل وألمانيا. في 15 مشاركة، لم يتمكن المنتخب المكسيكي من تخطي دور الثمانية. روسيا المضيفة هي أكبر دول مشاركة من حيث التعداد السكاني، مع 142 مليون نسمة. سبق للاتحاد السوفياتي بلوغ الدور نصف النهائي، إلا أن ذلك يعود إلى زمن بعيد (1966). الأكيد أيضا أنه، ومع سلسلة الفضائح التي أصابت الرياضة الروسية في الأشهر الماضية، سيكون أي نجاح لافت لمنتخب كرة القدم، موضع تشكيك وتدقيق.
تدخل الأوروغواي كأس العالم حاملة معها أحلام دولة لا يتعدى تعداد سكانها ثلاثة ملايين شخص. لديها ما يكفي من المواهب: لويس سواريز، إدينسون كافاني، دييغو غودين وغيرهم، وهي أسماء كفيلة ببث الذعر في قلوب أقوى مدافعي العالم. أما كرواتيا، فلديها مهندس خط الوسط لوكا مودريتش، وإيفان راكيتيتش وإيفان بيريسيتش، وهو أمر جيد، إلا أنها حلت ثانية في مجموعتها الأوروبية خلف آيسلندا، وهو ما لم يكن متوقعا.
تملك البرتغال سلاحا فتاكا: كريستيانو رونالدو، إلا أن المنتخب يبقى موضع تساؤل على المستوى الدولي، على رغم أنه تمكن من تحقيق نتيجة أقرب إلى المفاجأة العام الماضي: كأس أوروبا 2016، بلجيكا تدخل النهائيات مع جيل ذهبي، إلى جانب سويسرا والدنمارك اللتين لا تبدو حظوظهما في الذهاب بعيدا كبيرة. بولندا تعول على أفضل هداف في التصفيات: روبرت ليفاندوفسكي (16 هدفا).
في سابقة في تاريخ كأس العالم، ستشهد الملاعب الروسية مشاركة أربعة منتخبات عربية هي السعودية ومصر والمغرب وتونس. تبدو شهية النجاح القاسم المشترك بين المنتخبات الأربعة، العائدة بمعظمها إلى البطولة العالمية الأبرز بعد غياب طويل: السعودية وتونس للمرة الأولى منذ 2006، مصر للمرة الأولى منذ 1990. والمغرب للمرة الأولى منذ 1998. تأمل هذه المنتخبات في تحقيق إنجاز عربي أول من خلال تخطي الدور الـ16، الذي سبق للسعودية والمغرب بلوغه، بينما تأمل مصر بقيادة لاعب ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، حالها كحال تونس، في تخطي الدور الأول للمرة الأولى.
في عام 2002 استضافت اليابان وكوريا الجنوبية كأس العالم، وحققت كوريا نتائج لافتة. هذه المرة، حالها كحال روسيا، ستفتقد كوريا المواهب الفردية البارزة، لكنها قادرة على تقديم أداء صلب. كولومبيا، والسنغال، ونيجيريا تحضر إلى روسيا مدفوعة بمواهب فردية وسرعة وقوة، إلا أنها تحمل معها أيضا ذكريات الخروج المفاجئ والنتائج السيئة غير المتوقعة، العائدة إلى الإهمال أو الحظ السيئ. صربيا تأهلت بنتائج لافتة، مثلها مثل آيسلندا، إلا أن المنتخبين يفتقدان اللاعب القادر على حسم المباراة من لمسة واحدة.
وصلت البيرو إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ 1982، وهي آخر المتأهلين إلى روسيا 2018، السويد تحمل معها المفاجأة الأكبر من التصفيات بإقصاء إيطاليا، وكوستاريكا تأتي بذكريات بلوغها دور الثمانية في 2014. وستكون في المستوى نفسه في القرعة مع إيران وتونس. أما بنما، فيرجح ألا تحقق في النهائيات التي تشارك فيها للمرة الأولى، معجزة أكبر من التصفيات: التسجيل في الوقت القاتل للفوز على كوستاريكا والتأهل على حساب الولايات المتحدة.
وتتجه أنظار الجميع حاليا صوب القرعة التي يستضيفها قصر الكرملين في العاصمة الروسية موسكو في ديسمبر (كانون الأول) المقبل فيما تقام النهائيات في الفترة من 14 يونيو (حزيران) إلى 15 يوليو (تموز) 2018.
وتفتقد البطولة هذه المرة أسماء كبيرة وبارزة حيث يغيب عنها منتخبات هولندا وتشيلي وإيطاليا. ولكن تسعة من المنتخبات المصنفة في المراكز العشرة الأولى بالتصنيف العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) ستشارك في النهائيات فيما سيكون منتخب تشيلي هو الوحيد من أصحاب المراكز العشرة الأولى الذي سيغيب عن النهائيات.
ألمانيا والأرجنتين والبرازيل وإسبانيا مرشحة لحصد لقب المونديال... لكن المفاجآت واردة
التصفيات تركت الباب مفتوحاً لمنتخبات لا تضم الأسماء الكبرى دائمة الحضور
ألمانيا والأرجنتين والبرازيل وإسبانيا مرشحة لحصد لقب المونديال... لكن المفاجآت واردة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة