أوراوا الياباني... وليد «الحرب العالمية»... وصاحب أول ثنائية

الفريق الأحمر أسس من قبل ميتسوبيشي... و75 شركة ترعاه

أوراوا يتمتع بشعبية جارفة في اليابان («الشرق الأوسط»)
أوراوا يتمتع بشعبية جارفة في اليابان («الشرق الأوسط»)
TT

أوراوا الياباني... وليد «الحرب العالمية»... وصاحب أول ثنائية

أوراوا يتمتع بشعبية جارفة في اليابان («الشرق الأوسط»)
أوراوا يتمتع بشعبية جارفة في اليابان («الشرق الأوسط»)

في الوقت الذي يمني السعوديون أنفسهم بإنجاز جديد هذا الموسم من خلال لقب دوري أبطال آسيا, ليضاف إلى إنجاز تأهل المنتخب السعودي للمونديال, تبدو مهمة ممثلهم الهلال أشد خطورة من سابقاتها إذا ما علمنا حجم المنافس الشرس ذي الخلفية التاريخية اللافتة, والذي يقف طرفا ثانيا في نهائي البطولة.
ويتميز نادي أوراوا الياباني بسيرة مميزة, فبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أسست شركة ميتسوبيشي العملاقة هذا النادي تحت مسمى نادي ميتسوبيشي موتورز في مدينة كوبه عاصمة محافظة هيوغو وأكبر مدنها، والتي تقع جنوب غربي جزيرة هونشو.
وفي عام 1958 تقرر نقل النادي إلى العاصمة طوكيو، وفي عام 1965 تشكل الدوري الياباني بمشاركة ثمانية أندية، وبعد أربع سنوات من الانطلاق بدأ النادي بتحقيق أولى بطولاته بتحقيق الدوري الياباني، ومن تلك اللحظة بدأ النادي في تزيين مسيرته بالعديد من الألقاب والبطولات.
وكان نادي ميتسوبيشي هو أول نادٍ ياباني جمع الثنائية، وذلك حين حققها في عام 1978، وبعد ما بدأ الدوري الياباني للمحترفين أوائل التسعينات الميلادية، قررت الشركة المالكة للنادي تغيير اسم النادي من نادي ميتسوبيشي موتورز إلى نادي أوراوا رد دايموندز، وتم اقتباس اسم الماسات الحمراء التي تلمح إلى النادي بمسماه وشعاره السابق قبل الاحتراف.
ويتكون شعار النادي السابق من ثلاثة أحجار من الماس الأحمر، واحدة منها لا تزال ضمن شعار النادي الحالي.
وبالرغم أن مقر النادي الآن في مدينة سايتاما في محافظة سايتاما، لكن اسمه مقتبس من مدينة أوراوا السابقة، والتي تعتبر الآن جزءا من مدينة سايتاما، مما جعل مسمى النادي هو أوراوا رد دايموندز.
ومنذ تأسيس الدوري الياباني للمحترفين أوائل التسعينات، استخدم الفريق ملعب أوراوا كومابا استاد كملعب للفريق في المنافسات المشارك بها، وبسبب تزايد شعبية المباريات، تملكت مدينة سايتاما الملعب، وقامت بزيادة سعته الاستيعابية، وخلال فترة الأعمال الإنشائية التي أصبحت تحدث بين الفترة والأخرى انتقل الفريق لملعب مؤقت.
ورغم الفترة السيئة التي مر بها الفريق بعد بداية الثمانينات حتى مطلع الألفية إلا أنه كان هناك العديد من الجماهير العاشقة للفريق والتي كانت تحضر بكثافة مما جعل معدل الحضور الجماهيري لكل مباراة يصل إلى عشرين ألف مشجع.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2001. بنت محافظة سايتاما ملعب سايتاما الجديد لكرة القدم في مدينة سايتاما، وكان الهدف من بناء الملعب هو استخدامه كملعب في نهائيات كأس العالم لكرة القدم في عام 2002 التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، وبعد نهائيات كأس العالم زاد النادي تدريجيا المباريات التي يخوضها على ملعب سايتاما.
وفي عام 2003 قرر النادي تملك النادي رسمياً، ومنذ ذلك الحين والفريق يخوض مبارياته في ملعب سايتاما الذي يستخدمه المنتخب الياباني في مباريات الدولية، ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن خاض فقط الفريق مباراتين على ملعبه السابق أورواو كومابا.
وتمكن النادي من تحقيق أعلى معدل حضور جماهيري في 14 موسما متفوقاً على كافة الأندية الياباني على مدار 20 موسما.
وفي الموسم الماضي حقق الفريق أعلى معدل جماهيري حيث بلغ 37 ألف مشجع في كل مباراة، وبلغت ذروة الحضور للجماهيري للفريق في موسم 2008، حين بلغ معدل الحضور الجماهيري للفريق 47 ألف مشجع، وفي 23 مارس (آذار) من عام 2014 اضطر النادي إلى خوض مباراة خارج ملعب من دون حضور جماهيري نتيجة لافتات مثيرة للجدل وضعتها جماهير النادي في ملعب الفريق في المباراة السابقة.
وتصل سعة ملعب سايتاما 2002 إلى 63 ألف و700 مقعد، وكان الملعب قد استضاف في مونديال 2002 أربع مباريات كان أبرزها نصف نهائي البطولة بين البرازيل وتركيا، والذي انتهى بفوز البرازيل بهدف نظيف، وتم اختيار الملعب ضمن الاستادات التي ستقام عليها أولمبياد طوكيو الصيفية 2020.
وكان الحضور الجماهيري للفريق هذا الموسم ببطولة الدوري قد بلغ 952 ألف مشجع بمعدل 29 ألفا لكل مباراة، وكان الحضور الجماهيري للفريق على ملعبه قد وصل إلى 527 ألفا، بينما كان الحضور الجماهيري خارج ملعبه لمبارياته 425 ألفا.
وجذب النادي الأحمر جماهيره نظير تاريخه العريق وتحقيق العديد من البطولات منها الدوري الياباني بنظامه السابق أربع مرات أعوام 1969، 1973. 1978، 1982، ودوري الدرجة الأولى مرة وحيدة موسم 1989-1999، وكأس الإمبراطور أربع مرات أعوام 1971 و1972 و1978 و1980. وكأس اليابان مرتين عامي 1978 و1980، والسوبر الياباني أعوام 1979 و1980 و1983.
وبعد تغيير اسم الفريق ودخول الخصخصة إلى اليابان، مر الفريق بمرحلة بائسة ومحبطة من ناحية الإنجازات في التسعينات الميلادية، إلا أنه عاد للتوهج مجدداً في الألفية، فقد عاد الفريق للدرجة الممتاز مرة أخرى في عام 2000 بعد هبوطه إلى الدرجة الثانية، وحقق الفريق الدوري الياباني مرة وحيدة عام 2006، بينما حقق بطل الدور الأول مرة وحيدة أيضاً عام 2015، وفي عام 2004 و2016 كسب دوري الدور الثاني، وفاز بكأس الإمبراطور عامي 2005 و2006، وفي عامي 2003 و2016 توج الفريق بطلاً لكأس اليابان.
وعلى الصعيد القاري، فاز الفريق بدوري أبطال آسيا عام 2007 وشارك في كأس العالم للأندية واستطاع الحصول على المركز الثالث.
ونظير الشعبية الجارفة للفريق والتاريخ العريق، فقد بلغ عدد الرعاة للنادي 75 راعيا، وتم تقسيم الرعاة ما بين راعٍ رئيسي وراعٍ عائلي وراعٍ رسمي وراعٍ ممتاز، ومن الرعاة البارزين للنادي شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة التي تعد إحدى الشركات الأساسية لشركة ميتسوبيشي، إحدى الشركات الرئيسية لمجموعة ميتسوبيشي، وهي شركة يابانية متعددة الجنسيات، تنتج المعدات الكهربائية، والإلكترونيات ومقرها في طوكيو.
وتشمل منتجات شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة مكونات الطيران، ومكيفات الهواء، والطائرات، ومكونات السيارات، وشاحنات رافعة شوكية، والمعدات الهيدروليكية، وأدوات الآلات، والصواريخ، ومعدات توليد الطاقة، والسفن، ومركبات الإطلاق الفضائية.
وبالإضافة إلى ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة تعد شركة ميتسوبيشي موتورز من الرعاة المهمين أيضاً، وهناك شركة الملابس الشهيرة وراعية ملابس الفريق شركة نايكي، وترعى النادي أيضاً شركة دي إتش إل إكسبريس الشهيرة في تقديم خدمات البريد السريع دولياً.
ومن الشركات الراعية للنادي الياباني يبرز اسم شركة لوفتهانزا الألمانية، وهي أكبر شركة طيران ألمانية، وعند دمجها مع الشركات التابعة لها تكون أكبر شركة طيران في أوروبا، ومن الرعاة أيضاً شركة الصناعات الغذائية والمشروبات شركة كيرين والتي تأسست 1885 ومقرها بطوكيو أيضاً.
وتعد مطاعم كنتاكي من رعاة النادي البارزين حيث موجودة في أعلى فئة من الرعاة، وفي ظل العدد الكبير من الرعاة فإن النادي يعد من الأندية اليابانية الغنية لهذا يتواجد بشكل دائم في المنافسات القارية، وينافس على البطولات المحلية.
ويتولى قيادة الفريق فنياً المدرب تاكافومي هوري، ولا تحمل سيرته كمدرب شيئا يذكر، فالمدرب هوري تولى تدريب نادي أوراوا رد دايموندز بشكل مؤقت عام 2011 وقاد الفريق في خمس مباريات فقط، وتوقف بعد تلك المحطة وعاد مرة أخرى العام الحالي ودرب النادي الياباني مرة أخرى لتكون التجربة التدريبية الأولى له.
ولم تكن تجربته كلاعب تختلف عن تجربته كمدرب، فقد لعب لثلاثة أندية يابانية فقط كلاعب وسط وهي أندية كونسادول سابورو وأوراوا رد دايموندز وشونان بلمار، ولم ينضم للمنتخب الياباني في مسيرته التي استمرت عشر سنوات لا غير في عالم المستديرة كلاعب.
وتولى المدرب الياباني تدريب الفريق في يوليو (تموز) الماضي واستطاع خلال هذا الموسم قيادة النادي الياباني إلى نهائي دوري أبطال آسيا بنجاح وكان فريقه أفضل فريق من الناحية الهجومية، إلا أنه محلياً لم يكن مقنعاً فالفريق في الترتيب السابع ببطولة الدوري، وخرج من الدور الرابع بكأس الإمبراطور، وفي كأس اليابان خرج من ربع النهائي.
ويعتمد الفريق في خط المقدمة على المهاجم شينزو كوروكي الذي سجل 4 أهداف في البطولة هذا العام، من ضمنها هدف الافتتاح في مباراتي الإياب أمام جيجيو يونايتد وكاوازاكي فرونتال خلال دور الـ16 وربع النهائي على التوالي، بالإضافة إلى كل من صاحب الخبرة تاداناري لي الذي سجل أربعة أهداف، والسلوفيني زلاتان ليوبيجانكيتش الذي سجل هدفين.
ويعتبر من أقوى الفرق الهجومية في البطولة، فالفريق سجل 28 هدفا، أي بمعدل هدف كل 38.6 دقيقة.
وفي خط الوسط يتواجد كل من الجناحين الأيمن رفائيل سيلفا الذي سجل سبعة أهداف، والأيسر يوكي موتو الذي سجل هدفين في البطولة، ويتواجد خلف الجناحين الهجوميين، صانع اللعب يوسوكي كاشيواغي الذي سجل هدف الفريق ذهاباً على شنغهاي، وخلفه المحاور تاكويا اوكي، وكازويا ناغاساوا.
وساهم وسط أوراوا رد دايموندز القوي في بلوغ نسبة استحواذه على الكرة بمجموع المباريات 58 في المائة، وبلغت نسبة دقة تمريرات الفريق 84 في المائة.
ويعتمد مدرب الفريق على الرباعي الدفاعي تومواكي ماكينو ظهير الجنب صاحب المساندة الهجومية الممتازة، وواتارو ايندو الذي يتفوق بشكل مستمر في المواجهات الفردية، ويشرك في قلبي الدفاع كلا من القائد يوكي آبي والبرازيلي ماوريسيو انتونيو مما ساهم في تحسن مستوى الفريق الدفاعي بعد ما كان تلقى خمسة أهداف خارج ملعبه في دور الـ16 ودور الـ8.
وفي حراسة المرمى يتواجد الحارس شوساكو نيشيكاوا الحارس الاحتياطي للمنتخب الياباني، ويضم المنتخب الياباني الصاعد إلى نهائيات كأس العالم المقرر إقامتها في روسيا 2018 خمسة لاعبين من نادي أوراوا رد دايموندز، فالمنتخب يضم الحارس شوساكو نيشيكاوا والمدافع تومواكي ماكينو ولاعبي الوسط واتارو ايندو وكازويا ناغاساوا والمهاجم شينزو كوروكي.


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (إ.ب.أ)

بوستيكوغلو: توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إنه لا يخشى انتقاد لاعبيه قبل مواجهة ساوثهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (أ.ب)

كونتي: علينا مواصلة العمل

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إنه يريد من الفريق رد الفعل نفسه الذي يقدمه عند الفوز.

«الشرق الأوسط» (نابولي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».