تشارلي دانيلز: النجومية لا تعني شيئاً من دون عمل «الخير»

مدافع بورنموث الذي ساعد على اكتشاف هاري كين انضم لمبادرة «الهدف المشترك»

دانيلز مدافع بورنموث الذي انضم لمبادرة خوان ماتا
دانيلز مدافع بورنموث الذي انضم لمبادرة خوان ماتا
TT

تشارلي دانيلز: النجومية لا تعني شيئاً من دون عمل «الخير»

دانيلز مدافع بورنموث الذي انضم لمبادرة خوان ماتا
دانيلز مدافع بورنموث الذي انضم لمبادرة خوان ماتا

انضم تشارلي دانيلز، لاعب بورنموث الحالي وتوتنهام هوتسبر وليتون أورينت السابق، لمبادرة «الهدف المشترك» التي أطلقها نجم مانشستر يونايتد خوان ماتا، والتي تشجع لاعبي كرة القدم على التبرع بنسبة واحد في المائة على الأقل من رواتبهم إلى مؤسسات خيرية حول العالم. وتم تداول اسم دانيلز بصورة كبيرة على موقع «تويتر» بعد الإعلان عن انضمامه إلى تلك المبادرة، والذي جاء بعد 24 ساعة فقط من ولادة ابنته بلاكيلي.
وتلقى دانيلز رسالة من ماتا تقول: «شكرا جزيلا لانضمامك، ودعنا نحاول وننمي هذه المؤسسة الخيرية». وبعد فوز بورنموث على ستوك سيتي بهدفين مقابل هدف وحيد، والذي جاء بعد يوم واحد من انضمام دانيلز إلى تلك المبادرة، هنأ إيدي هوي المدير الفني لبورنموث، دانيلز على «دعم هذه القضية الجيدة»، كما انهالت عليه عبارات الثناء والمديح من أصدقائه وأفراد عائلته والجمهور على نطاق واسع.
وتحدث دانيلز عن الاهتمام الذي حظي به خلال الأسبوعين الماضيين، قائلا: «أعتقد أن هذا الاهتمام كان يجب أن يكون بالمؤسسة الخيرية وليس بي. إنه لشيء جيد أن أحظى بكل هذا الثناء، لكن هذا شيء أشعر دائما بأنه ينبغي علي القيام به، ومن السهل القيام بمثل هذه الأشياء. كان وكيل أعمالي، بوبي بوري، هو الشخص الذي لفت انتباهي لمبادرة الهدف المشترك، وبمجرد أن قرأت عنها، شعرت أنني أريد حقا أن أكون جزءا منها».
وأضاف: «لم يكن أي شخص آخر يعلم أنني انضممت لتلك المبادرة. كنت أعتزم إخبار معظم زملائي في بورنموث عن تلك المبادرة، لكني رزقت بطفلة في الليلة السابقة، لذا كنت مشغولا بعض الشيء. لكن بمجرد تداول الأخبار عن مبادرة الهدف المشترك، كان الجميع يسأل عنها ويريد أن يعرف ما يتعين عليه القيام به، ونأمل أن ينضم إليها المزيد».
وكان مدافع سوانزي سيتي، ألفي ماوسون، هو اللاعب الإنجليزي الآخر الذي انضم لهذه المبادرة بجانب دانيلز، ومن السهل أن نعرف السبب الذي جعل يورغن غريسبيك، المدير التنفيذي للمبادرة، يصف اللاعبين بأنهما «إضافات مثالية» للمبادرة. وقد لعب كلا اللاعبين في الأقسام الأربعة للدوري الإنجليزي وأظهرا مثابرة وثقة بالنفس للوصول إلى أعلى المستويات، وذاع صيتهما كلاعبين مهذبين ومتواضعين وموهوبين.
يقول دانيلز: «ربما يعود الفضل لعائلتي وأصدقائي في أن أنشأ بهذه الطريقة وأن أنضم لهذه الجمعية الخيرية. لقد رباني والدي ووالدتي بشكل جيد للغاية. كان والدي في الجيش، لذا كان له تأثير كبير في طريقة تعاملي مع المجتمع وعلى تصرفاتي بين الناس. وكان لوالدتي دور كبير في تعليمي وأن أحصل على مؤهلات دراسية قبل أن أصبح لاعبا. وقد يكون هذا المزيج سببا قويا في نجاحي».
وأضاف: «بالإضافة إلى ذلك، لدي مجموعة صغيرة من الأصدقاء المقربين منذ وقت طويل، ربما منذ أن كنت في السادسة أو السابعة من العمر، أحدهما كان معي في المدرسة الابتدائية والآخر كان يعيش بالقرب من منزلي، وهما صديقاي المقربان. لدي عدد قليل من الأصدقاء غيرهما، وكان لهم دور كبير فيما يحدث ولا يدعوني بمفردي أبدا. وعندما أكون معهم لا أكون تشارلي دانيلز الذي يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكني أكون تشارلي دانيلز فقط. إنه لشيء جيد أن يكون لديك أصدقاء يحبونك لشخصك لا من أجل ما تقوم به».
قد يتساءل البعض عن سبب عدم انضمام عدد كبير من لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز إلى المبادرة التي أطلقها ماتا، والتي تدعم 120 منظمة تستخدم كرة القدم من أجل إحداث تغيير اجتماعي في 80 بلدا مختلفا. يأمل دانيلز أن يزداد عدد المنضمين لتلك المبادرة، لكن آخر شيء يريد أن يراه هو أن يتعرض أي ممن ينضمون لهذه المبادرة إلى ضغوط من أي نوع.
يقول دانيلز: «الكثير من الناس لديهم جمعيات خيرية خاصة بهم.على سبيل المثال، هنا في بورنموث أعرف أن أسمر بيغوفيتش له مؤسسته الخاصة، وكذلك هاري آرتر، ومن الواضح مما حدث [ولدت ابنته الأولى ميتة] يقوم بأشياء جيدة لمؤسسته الخيرية. لذلك هذا ليس شيئا أجبر الناس على القيام به. أود منهم أن ينجذبوا إلى تلك المبادرات من تلقاء أنفسهم لا أن يدفعهم آخرون للانضمام، لكني أتمنى انضمام المزيد على أي حال».
ويعترف دانيلز بأن نظرته للحياة قد تغيرت منذ أن أصبح أبا لأول مرة منذ عامين، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالمشاعر التي تنتابه عندما يشاهد أي شيء على شاشة التلفزيون يتعلق بالأطفال الذين يعانون. لكنه أيضا يؤكد على أنه يعتقد أنه كان سيريد أن يكون جزءا من مبادرة ماتا حتى لو انطلقت قبل عقد من الزمن وقبل تفكيره في الأبوة من الأساس وعندما كان لا يملك كثيرا من الأموال وكان يلعب في الدوريات الدنيا مع نادي أورينت. يقول دانيلز: «لا أعتقد أن هذا الأمر كان سيحظى بهذه التغطية الإعلامية الكبيرة لو أنني كنت ألعب في دوري الدرجة الأولى أو دوري الدرجة الثانية، لكنني ما زلت أعتقد أنني كنت سأنضم للمبادرة على أي حال».
ويبتسم دانيلز عندما يفكر في الفترة التي قضاها مع نادي أورينت، والدعم الذي قدمه لأندروس تاونسند في التدريبات في أحد الموسم ولهاري كين في الموسم التالي: يقول دانيلز: «كنت أعرف هاري كين من قبل، لكنني كنت أعرف أندروس أكثر - اصطحبته في سيارتي عدة مرات لأنه لم يكن يستطيع القيادة. كان والده ووالدته يعيشان على مقربة من المكان الذي كنت أعيش به في ذلك الوقت، لذلك اعتدت على اصطحابه عندما انضم إلى أورينت. وحتى في ذلك الحين، كان من السهل أن ترى أنه لاعب جيد. صحيح أنه لم يكن لديه البنية الجسدية التي عليها الآن، لكنه كان ينهي الهجمات بشكل رائع وكان يسجل أهدافا هامة للغاية بالنسبة لنا، رغم أنه كان في السابعة عشرة من عمره».
ويرتبط دانيلز بنادي أورينت بشكل وثيق للغاية، نظرا للدور الذي لعبه هذا النادي في انطلاق مسيرته في عالم كرة القدم، ويشعر «بحزن عميق» بسبب الوضع الذي أصبح فيه النادي الآن - هبط النادي لدوري الدرجة الثالثة الموسم الماضي. كان دانيلز يلعب لنادي أورينت على سبيل الإعارة قبل أن ينضم للنادي بشكل دائم عام 2009 قادما من نادي توتنهام هوتسبر، الذي غادره بسبب تعاقد النادي مع لاعب موهوب يلعب في نفس مركزه، وهو ما جعله يدخل في مناقشة مع المدير الفني حول مستقبله مع النادي.
يقول دانيلز: «ذهبت لرؤية هاري ريدناب لأنهم تعاقدوا مع غاريث بيل. بذلت أقصى ما في وسعي للوصول إلى الفريق الأول في توتنهام. كنت قد لعبت لفترتين على سبيل الإعارة ورأيت أن الوقت قد حان للانتقال إلى مكان آخر. كنت قد لعبت موسما كاملا على سبيل الإعارة مع نادي أورينت في الموسم السابق، وقد استمتعت حقا بتلك الفترة ولم يكن يتعين علي أن أنقل مقر إقامتي لمكان آخر، نظرا لأن النادي يقع في المدينة التي كنت أعيش بها».
انتقل دانيلز إلى بورنموث في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2011، عندما كان الفريق يلعب في دوري الدرجة الأولى، ولعب دورا بارزا مع الفريق ولعب أكثر من 200 مباراة خلال سبعة مواسم في ثلاثة أقسام مختلفة. يلعب دانيلز في مركز الظهير الأيسر وساهمت تمريراته في إحراز ثمانية أهداف وصناعة تسعة أهداف أخرى، بما في ذلك الهدف الرائع الذي أحرزه في مرمى مانشستر سيتي في أغسطس (آب) الماضي، والذي فاز بجائزة أفضل هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز في ذلك الشهر.
يقول دانيلز: «كان هدفا رائعا، لا أستطيع أن أنكر ذلك، وبالتأكيد هو أفضل هدف في مسيرتي الكروية. عندما تسدد كرة بهذه الطريقة، فأنت لا تشعر بأن الكرة تلمس قدميك لكنك تسدد الكرة بشكل مباشر دون تفكير. وعندما اصطدمت الكرة في القائم ودخلت المرمى شعرت بشيء من الجنون».
كان هذا الهدف بمثابة توهج شخصي لدانيلز في بداية صعبة خلال هذا الموسم لنادي بورنموث، الذي يواجه نيوكاسل يوم السبت بحثا عن الفوز الذي يمكن أن يبعد الفريق عن المراكز الثلاثة الأخيرة في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. ومع ذلك، لا يشعر دانيلز بالقلق من الهبوط لدوري الدرجة الأولى، وقال: «المدير الفني الذي لدينا هنا لن يكون سعيدا بمجرد البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. في كل موسم من المواسم التي لعبتها هنا نجحنا في أن ننهي كل موسم في مركز أفضل من الموسم السابق، وهو الشيء الذي نعمل على تحقيقه في كل موسم من أجل أن نكون في مركز أفضل. لم نبدأ الموسم الحالي بالشكل الذي كنا نتمناه، لكن هناك طريق طويل أمامنا ونأمل أن نحقق ما حققناه أو أفضل مما حققناه الموسم الماضي».
أما بالنسبة للحياة خارج الملعب، فدانيلز متحمس لمشاهدة مشروع الهدف المشترك وهو ينمو، ولا يفكر في التبرع بالمال فحسب، لكنه يفكر أيضا في السفر لرؤية بعض الأطفال الذين قد يساعد هذا المشروع في تغيير حياتهم للأفضل.
يقول دانيلز: «أود أن أفعل ذلك. بالنسبة لي، يتعلق الأمر بالمساهمة في تلك المبادرة وأن أكون جزءا منها. لكن لو تمكنت من الانتقال ورؤية ما تقوم به تلك المؤسسة الخيرية على أرض الواقع فهذا سيكون شيئا رائعا للغاية».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».